للحد من أخطار الجريمة الإلكترونية

حملة تحسيسية وسط تلاميذ بومرداس

حملة تحسيسية وسط تلاميذ بومرداس
  • القراءات: 488
 حنان. س حنان. س

نظمت، مؤخرا، مديرية البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية لبومرداس، حملة تحسيسية حول الاستعمال الآمن للأنترنت لفائدة تلاميذ عدة مؤسسات تربوية، بالتنسيق مع عدة شركاء، تم خلالها إسداء نصائح للتلاميذ، بالتحلي بالوعي خاصة في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، التي حوّلها البعض إلى وسيلة ابتزاز أو تشهير في ما أصبح اليوم يُعرف بـ"الجريمة الإلكترونية"

جاء تنظيم الحملة التحسيسية في سياق الاحتفال باليوم العالمي للأنترنت الموافق للسابع فيفري من كل سنة. وكانت الانطلاقة من ابتدائية "مختار فرطاس" بحي 1200 مسكن بمدينة بومرداس، التي أبدى تلاميذها تفاعلا كبيرا مع مختلف المتدخلين، الذين أبرزوا مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنت.

كما أبدوا معرفتهم المسبقة ببعض تلك المخاطر، لا سيما الإدمان. وقالت عنه التلميذة ميساء (10 سنوات) إنه نتيجة الاستعمال المفرط للهواتف الذكية أو اللوحات الرقمية. واعترفت بأنها تستعمل الأنترنت للدخول إلى منصة "يوتوب" لمشاهدة أفلام الكرتون، فيما أشار التلميذ محمد (11 سنة) أنه يستعمل الأنترنت، وبالضبط محرك البحث "غوغل"، لإجراء بحوث مدرسية، ولكنه اعترف أيضا بأنه يلعب بالهاتف الذكي. وقال التلميذ علي عبد الرزاق (10 سنوات) من جهته، إنه يستعمل هاتف والده لمشاهدة بعض مقاطع الفيديو المضحكة، وحتى للعب؛ كون الأنترنت تمنح له فرصة الاستمتاع بقائمة لا تنتهي من ألعاب الفيديو.

وفي المقابل، أبدى التلاميذ، كذلك، وعيا بالخطورة التي قد تشكلها الأنترنت، التي لها وجه آخر يتجاوز الترفيه وإجراء البحوث المدرسية، ليتعداها إلى خطر الابتزاز، والسب، والشتم، وحتى نشر أفكار تهدم أسس المجتمع، مثلما أشار إلى ذلك التلميذ علي عبد الرزاق، وهو تماما ما لفت إليه مختلف المتدخلين خلال الحملة التحسيسية من ممثلي الجهة المنظمة، إضافة إلى ممثلي الأمن والدرك الوطنيين وكذا ممثلي "اتصالات الجزائر" ، ومصلحة النشاط الاجتماعي؛ حيث حاول كل متدخل إيصال جملة من النصائح ليس للتلاميذ فحسب، وإنما للأسرة والمجتمع ككل، مفادها أهمية التحلي باليقظة والحذر في استعمال هذه الوسيلة العصرية التي أصبحت من الضروريات. كما إن سهولة الوصول إلى أي وسيلة موصولة بالأنترنت، تزيد من خطورة وقوع ضحايا بعض شبكات الإجرام.

وفي السياق، أعلن ضابط شرطة رئيسي عميمش بلال، من فرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية بومرداس، أن المصلحة تستقبل، بصفة شبه يومية، مواطنين لتقييد شكاوى، مفادها تعرضهم لشكل من أشكال الجريمة الإلكترونية. وأوضح في تصريح لـ"المساء" على هامش الحملة التحسيسية، أن هذه الجريمة في تزايد مستمر؛ بسبب التطور الكبير الذي عرفه المجتمع، وسهولة وصول جل الفئات العمرية إلى الهواتف الذكية الموصولة بالأنترنت.

وعدَّد بعض أنواع تلك الجريمة في النصب والاحتيال، لا سيما في عمليات البيع والشراء عبر الأنترنت؛ حيث قال إن الاحتيال في هذا الشق، يتعلق، مثلا، بصب المشتري أموالا في حساب الشخص الذي قام بالإعلان عن منتج معيّن بدون أن يتلقى المشتري بضاعته فيما بعد، ناهيك عن جرائم التهديد بالتشهير أو الابتزاز الإلكتروني باللجوء إلى نشر صور شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي إذا لم يتم صب مبالغ معيّنة في حساب الشخص المبتز، وغيرها من الجرائم الإلكترونية التي حاول الضابط تبسيطها للتلاميذ، وإعطاءهم نصائح حول الاستعمال الآمن للأنترنت.

وكذلك فعل بقية المتدخلين، ومنهم ممثلة "اتصالات الجزائر" التي حاولت لفت الانتباه إلى بعض العروض التي تقدمها المؤسسة، ومنها بعض الحلول التسهيلية لمساعدة التلاميذ والطلبة في الدراسة عبر الأنترنت؛ كمنصة "معلم"، و "دروس كوم" إيكو تاب"، وهي عبارة عن مكتبة رقمية، إضافة إلى عروض أخرى، تهدف إلى تثقيف النشء، وإبعاده عن الغوص في مواقع الترفيه واللعب وغيره.

للإشارة، انطلقت هذه الحملة من الابتدائية المذكورة لتشمل 18 مؤسسة تربوية ما بين ابتدائية ومتوسطة؛ بمعدل مؤسستين تربويتين بكل من بلديات بومرداس، وبودواو، وخميس الخشنة، وكذا الثنية، ويسّر، وبرج منايل، إضافة إلى بلديات الناصرية، وبغلية ودلس.