بادرت إليها "مجموعة أمل" البليدة" الخيرية ولقيت ترحيبا كبيرا

توزيع وجبات منزلية تقليدية على المشردين والأشخاص دون مأوى

توزيع وجبات منزلية تقليدية على المشردين والأشخاص دون مأوى
  • القراءات: 466
رشيدة بلال رشيدة بلال

في الوقت الذي اختارت بعض تنظيمات المجتمع المدني، توزيع وجبات ساخنة على المشردين والأشخاص بدون مأوى، خلال موسم الشتاء فقط، والتخلي عنهم في باقي فصول السنة، على اعتبار أنه يمكنهم توفير غذائهم، قررت "مجموعة أمل البليدة"، أن تجعل من توزيع الوجبات نشاطا سنويا، وخطوة تسعى من ورائها إلى دعم هذه الفئة ومساعدتها، من خلال توفير وجبة منزلية نظيفة.

الأشخاص من دون مأوى أو المشردين، هم فئة من المجتمع، حتمت على أغلبهم الظروف التواجد في الشارع، وحسب بعض المختصين، فإن واحدة من أهم أسباب تواجدهم في الشارع؛ المشاكل الاجتماعية. على الرغم أن مؤسسات الدولة أوجدت لهذه الفئة مراكز خاصة، إلا أنهم يرفضون التواجد فيها، ويفضلون الشوارع، خاصة خلال  فصلي الربيع والصيف، من أجل التسول نهارا.

انطلاقا من كل هذا، اختارت "مجموعة أمل البليدة"، وهي مجموعة حسب المتطوع، عبد الفتاح بلقلم، مكونة من شباب وشابات من محبي الخير، اختاروا تخصيص جزء من وقتهم من أجل التطوع لصالح هذه الفئة، من خلال تعهد متطوع من المتطوعين مرة في الأسبوع، بتحضير وجبة لهؤلاء على نفقته الخاصة، ومن ثمة، يتم توزعها على المشردين، على أن يتطوع في الأسبوع الآخر، شخص آخر، وهكذا بصورة دورية.

وحسب المتحدث، فإن هذه المبادرة الخيرية، رغم بساطتها، تمكن المشردون والأشخاص من دون مأوى، من الاستفادة من وجبة منزلية نظيفة، تكون في أغلب الأحيان تقليدية، مثل "الرشتة" أو "الكسكسي"، معلقا بالقول: "حتى وإن كانت مرة في الأسبوع، إلا أن وقعها كبير لدى هؤلاء الذين ينتظرون الوجبة في موعدها".

وحسب المتطوع عبد الفتاح، فإن توزيع الوجبات، من الأنشطة المهمة التي اختارت المجموعة عدم التخلي عنها، وجعلها ضمن برنامجها السنوي، حيث يتم تحضير من 25 إلى 30 وجبة، في أغلب الأحيان، مشيرا إلى أنه يتم الخروج في الفترات الليلية للبحث عن المشردين والأشخاص من دون مأوى، مؤكدا أن هؤلاء أغلبهم من خارج ولاية البليدة، يتواجدون في الساحات العمومية.

وحسبه، فإن نشاط المجموعة يقتصر على توزيع الوجبة، لأن أغلب المشردين منغلقين على أنفسهم، ويرفضون التواصل. مقدما مثالا عن ذلك بقوله: "مثلا، واحد من المشردين أتى من ولاية عين الدفلى، اختار حياة التشرد هروبا من مشاكله الاجتماعية، ويشعر بالكثير من الفرح عندما نقدم له الوجبة، خاصة إن كانت تقليدية"، لافتا إلى أن الأشخاص من دون مأوى على مستوى ولاية البليدة، من فئة الرجال والنساء والأطفال، ومنهم بعض المصابين بأمراض عقلية.

وأشار المتحدث، إلى أن نشاط المجموعة يتم في كثير من الأحيان، بالتنسيق مع بعض الجمعيات، على غرار جمعية "بن جلول"، عند القيام ببعض النشاطات الأخرى، مثل جمع المواد الغذائية أو توزيع المساعدات، إلى جانب التعاون مع المتطوعين من محبي الخير على مستوى ولاية البليدة، حيث يجري، حسبه، التركيز في برنامجهم، على ثلاثة أنشطة هامة، وهي توزيع الوجبات على المشردين، والقيام بزيارات منظمة إلى المرضى بالمستشفيات، إلى جانب تنقية المساجد، من خلال تخصيص يوم في الأسبوع لهذا العمل الخيري.