فيما أكد البروفيسور ملهاق أن الوضعية لا ستدعي القلق

تسجيل 400 طفل مُصاب بسرطان العظام كل سنة

تسجيل 400 طفل مُصاب بسرطان العظام كل سنة
الدكتورة "م. براهيم"، المختصة في جراحة الأطفال، بالمستشفى الجامعي بني مسوس
  • القراءات: 472
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أوضحت الدكتورة "م. براهيم"، المختصة في جراحة الأطفال، بالمستشفى الجامعي بني مسوس، أن المشاركة في صالون الإعلام حول السرطان، والوقاية والتشخيص المبكر، فرصة للتعريف وتحسيس المواطنين خاصة الأولياء، بأهمية الكشف المبكر والتشخيص الأولي لسرطان العظام الذي يمس شريحة الأطفال بشكل كبير، مشيرة الى أن "الكثير من الأولياء ولغياب المعلومة لديهم، يقعون في فخ هذا المرض الخبيث، ولا يدركون إصابة أبنائهم الاّ في مراحل متقدمة، تستدعي أحيانا البتر الكامل للعضو المصاب، أو أخطر من ذلك وهو انتشار السرطان في كافة الجسم، وبلوغ مرحلة يستعصى فيها العلاج".  

أوضحت متحدثة "المساء"، أن سرطان العظام الذي يمس الطفل كغيره من السرطانات هو سرطان صامت، الا أن هذا لا يجعله غير مرئي تماما، بل قد تشبه أعراضه الأولية أعراض إصابات خفيفة، كظهور آلام على مستوى العظام، عادة الركبتين، أو هشاشة وكسر عظام بسبب سقوط خفيف، وظهور تورمات، وحمى متكررة، والشعور بالتعب والارهاق دون سبب، وكذا فقدان الوزن الفجائي، إلى جانب فقر الدم أو حدوث مشاكل في التنفس، كلها أعراض قد تكون قريبة لأعراض مشاكل أخرى بسيطة، تجعل البعض يصنفها ضمن خانة "غير الخطيرة"، لذا، لا يجب أبدا، حسب المختصة، "الاستهانة بتلك التفاصيل، بل لابد من أخذها بعين الاعتبار واستشارة فورية للطبيب عند تكرار المشكل وبقائه لفترة طويلة".

وأكدت الدكتورة في هذا الصدد، أن توعية الطب العام، أمر أكثر من ضروري، فعلى هذا الأخير دائما وضع احتمالية هذا المرض عند علاج شخص يعاني من الأعراض سابقة الذكر، وطلب إجراء فحوصات ثانوية مكملة للاستشارة الأولية والتحاليل السريرية، للتأكد من عدم الإصابة بسرطان الدم في حالة بروز بعض تلك الأعراض على الطفل، مشددة على أن إبعاد الاحتمال يزيد من خطورة الإصابة ويهدد صحة وسلامة الطفل.

وقالت الطبيبة، إن سرطان العظام عند الطفل لا يزال من السرطانات مجهولة السبب، وقد تم تسجيل زيادة في عدد الإصابات بصفة غير مبررة وغير مفهومة، حيث أنه كان قبل أزمة "كوفيد 19"، يسجل حالة بتر واحدة كل سنتين، الا أن هذا العدد ارتفع الى 3 الى 4 حالات كل سنة، بحوالي 400 طفل مصاب سنويا، بحيث أضحى يشكل 3 بالمائة من السرطانات التي تصيب الأطفال، خاصة المراهقين، معتبرة أن العدد كبير، خصوصا وأن هذا يعني عدم اكتشاف المرض الا في مرحلة متقدمة، وهذا أكثر ما يتخوف منه الأطباء، تشدد المختصة.

وتبقى الأسباب المحتملة للإصابة الى جانب التاريخ العائلي، التعرض للإشعاع مثل العلاج الاشعاعي أو المواد المشعة، التعرض المستمر للمواد الكيماوية، الملوثات البيئية وتلوث المحيط الذي نعيش فيه، أو الاصابة بداء "باغيت" وهو مرض مفاصل أو نوع من أنواع الروماتيزم، الذي يعرض المصاب به لاحتمالية الإصابة بسرطان العظام حسب المختصة.

وقالت براهيم، إن الإصابة بسرطان العظام كغيره من السرطانات أمر مخيف، وكشف إصابة الطفل لذويه أمر بالغ الحساسية، ومحزن وأكثر مرحلة يكرهها الطبيب، إلا أن التعامل في هذه المرحلة يتم على يد خبراء نفسانيين، يساعدون الأولياء ثم الطفل في تقبل المرض من أجل بدء مرحلة العلاج، خاصة وأنه يصعب كثيرا على الأولياء تقبل إصابة صغارهم، وتحمّل تلك الفترة من العلاج تتطلب الكثير من الشجاعة والصمود لمساعدة الطفل على الشفاء. وقالت في الأخير إن المصلحة سبق لها وأن تعاملت مع الكثير من العيّنات التي نجح علاجها وشُفيت تماما، البعض منهم تم استئصال العضو المصاب كبتر الرجل المصابة، مشيرة الى أن هؤلاء المرضى، كانت لديهم شجاعة بمساعدة أطفال آخرين في تقبل الداء من أجل العلاج، وتخطي مرحلة الصدمة عند تلقي الخبر.