بعد تسجيل تعاطي نساء لأدوية غير موصوفة

تحذيرات من الاستهلاك العشوائي لـ"الكورتيكوييد"

تحذيرات من الاستهلاك العشوائي لـ"الكورتيكوييد"
  • القراءات: 529
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

سلطت الطبيبة بوطي عزيزة، النشطة لدى مخبر التحليل التابع للمنظمة الوطنية لحماية وارشاد المستهلك وعضو بمكتب بسكرة، الضوء على تعاطي "الكورتيكوييد"، الذي يعد من الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية بشكل طبيعي، وخصت الحديث على عقار الكورتيكوييد الصناعي، والذي يستخدم كدواء لأغراض علاجية وبوصفة طبية، إلا أن البعض يتعمد استهلاكه كمكمل غذائي بغرض التسمين، لاسيما النساء الباحثات عن الجسم الممتلئ والجميل، وذلك بحثا عن الكمال على حساب الصحة. 

أكدت المختصة، انه شاعت بين الناس الكثير من الافكار الخاطئة، والمغلوطة، وخاصة الخطيرة جدا، خلال السنوات الأخيرة، وهي سلوكيات، يعتمد فيها هؤلاء على أدوية ومنتجات صيدلانية لعلاج مشاكل صحية ذاتيا دون اي استشارة طبية، أو وصفة طبية، يدفعهم جهلهم الى التوجه نحو أدوية ومنتجات صيدلانية لعلاج مشكل صحي او جمالي قد يعرض حياتهم للخطر.

في هذا الصدد، اوضحت المتحدثة، قائلة: "قبل الحديث على الكوارث التي شهدناها في الميدان، بسبب الاستعمال الخاطئ للدواء نذكر بعض دواعي استعمال دواء الكورتيكوييد، الذي لابد أولا وقبل كل شيء ان يصفه الطبيب، وفق حالة صحية معينة، يحددها الطبيب وحده، فهو من الأدوية التي تستخدم لعلاج العديد من الامراض على المدى القصير او البعيد، منها الامراض المناعية، الروماتيزمية، الرئوية، الحساسية، ولعلاج بعض انواع السرطانات، الى جانب استخدامها كمضادات التهاب، أو مسكنات آلام، ودون ذلك لا يمكن للفرد أن يجعلها من الادوية التي يعالج بها نفسه ما يعرف بالعلاج الذاتي دون ان يعود الى الطبيب أو يسأله اذا ما كان ذلك ممكن أم لا".

وأضافت الطبيبة، أن من أخطر ما قد يصيب الفرد عند استعماله لأسباب أخرى، جمالية كانت أو صحية، فقد يهدده بالإصابة بداء السكري، وقصور الغدة الكظرية، وتأخر في النمو خاصة لدى الاطفال، وارتفاع ضغط الدم، وحدوث خلل في الهرمونات عامة في الجسم، إلى جانب حدوث خلل في الدورة الشهرية، وكذا هشاشة العظام، والقرحة المعدة، والاضطرابات النفسية، وأخرى عصبية، الى جانب حدوث تهيجات فيروسية وتعفنية.

أشارت المتحدثة، الى أن الافراط في استهلاك تلك الادوية، بحثا عن السمنة، قد يخرج الأمر عن السيطرة، وقد يحدث سمنة غير متحكم فيها، ما يجعل الغرض الاساسي لاستهلاك الكورتيكوييد، من البحث عن الجمال والمظهر، يتحول الى مشكل صحي، بل قد يعرض الفرد ايضا الى الاصابة بداء السكري.

وأضافت أن أخذ جرعات من الكورتيكوييد، وبطريقة عشوائية ولمدة طويلة، يؤدي إلى تثبيط الغدة الكظرية ويتسبب في قصورها ويؤدي إلى الاصابة بمرض متلازمة "كوشينغ"،  وهي عرض صحي يحدث عندما تكون مستويات هرمون الكورتيزول مرتفعة للغاية لفترة طويلة في الجسم، ويرجع السبب في ذلك إلى إفراز الجسم للكثير من الكورتيزول، أو تناول أدوية كورتيكوييد لها نفس تأثير الكورتيزول على الجسم، الى جانب إصابات بداء السكري والضغط.

وشددت بوطي عزيزة، على  أن دواء الكورتيكوييد، لابد أن يؤخذ على فترات قصيرة وفي حالة العلاج به لمدة طويلة يحظر توقيف العلاج دون استشارة الطبيب، لأنه يجب أن يقوم  بتخفيض الجرعة تدريجيا مما يسمح ويساعد على تنشيط الغدة الكظرية  مجددا و تدريجيا .

وفي الاخيرة دعت الطبيبة، الى ضرورة منع اقتناء هذا النوع من الادوية من الصيدليات دون وصفات طبية تحدد ان الطبيب تم وصفه للمريض وفق جرعات محددة ومدروسة وفق الحالة الصحية للفرد.