الدكتور قيطوني ياسين، أستاذ بمصلحة الطب الداخلي، لـ»المساء»:

المتابعة الدورية للسكري تجنّب 50 % من المضاعفات

المتابعة الدورية للسكري تجنّب 50 % من المضاعفات
الدكتور قيطوني ياسين الأستاذ بمصلحة الطب الداخلي بالمركز الاستشفائي الجامعي «ابن باديس» بقسنطينة ز. زبير
  • القراءات: 853
 ز. زبير ز. زبير

كشف الأستاذ بمصلحة الطب الداخلي بالمركز الاستشفائي الجامعي «ابن باديس» بقسنطينة الدكتور ياسين قيطوني، عن أنّ هناك تزايدا ملفتا ومقلقا في عدد المصابين بداء السكري، سواء بصفة عامة على مستوى الجزائر أو بصفة خاصة على مستوى ولاية قسنطينة، مضيفا أنّ الإحصائيات التي تم تسجيلها خلال الأربع سنوات الأخيرة، مقلقة وتدعو إلى التحرك ومراعاة الجانب الغذائي للأشخاص مع الحرص على إتباع نظام غذائي متوازن دون إغفال جانب النشاط البدني.

حسب الأستاذ ن قيطوني، الذي تحدث لـ»المساء»، فإنّ قسنطينة سجّلت خلال السنوات القليلة الماضية، نسبة إصابة بمرض السكري، في حدود 12 % من السكان، أي ما يعادل 150 ألف مصاب بهذا الداء، من الجنسين ومن مختلف الأعمار، مضيفا أنّ النسبة الوطنية التي تمّ تسجيلها خلال نفس الفترة، تعادل 14 %، أي ما يشكّل حوالي 5 ملايين جزائري مصاب بهذا الداء، وقال أنّ جميع المؤشّرات تؤكّد أنّ هذا المرض في تزايد مستمر، مضيفا أنّ قسنطينة كانت تسجّل بين 8 إلى 10 %، قبل أن تؤكد الدراسات الأخيرة في مصلحة الطب الداخلي وحتى مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي أن النسبة ارتفعت إلى 12 %.

وأكّد الأخصائي، أنّه وفقا لدراسات قامت بها الفدرالية العالمية لمرض السكري في عام 2017 والتي تقدّم إحصائيات كلّ سنتين، فإنّ هناك حوالي 2 مليون مصاب بالسكري في الجزائر مع وجود 1.5 مليون مصاب ويجهل إصابته، مضيفا أنّ المنظمة العالمية للصحة في 2015، أكّدت أنّ نسبة السكر في الجزائر ستصلّ إلى 14 % وقال أنّ وزارة الصحة، خلال هذه السنة أجرت بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة، دراسة حول نسبة انتشار الأمراض المزمنة وفي الأيام المقبلة سيتم نشر هذه الدراسة بكل تفاصيلها.

أما في المغرب العربي ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فتشير الدراسات في 2017، حسب محدثنا، إلى أنّ هناك أكثر من 35 مليون مصاب بالسكري ومن المنتظر أن يصل العدد خلال الـ20 سنة المقبلة إلى حوالي 72 مليون.

ويرى الأستاذ بمصلحة الأمراض الداخلية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحكيم ابن باديس، أنّ أيّ شخص يمكن أن يصاب بهذا المرض، معتبرا أنّ الوقاية خير من العلاج، والعادات الغذائية واليومية لأيّ فرد، هي التي تحدّد مدى إمكانية إصابته من عدمها، يضاف لها طبعا العامل الوراثي بنسبة معينة، وعليه ينصح الطبيب الأخصائي، بالابتعاد قدر المستطاع عن الأكلات السكرية، خاصة منها الصناعية على غرار المشروبات الغازية، كما ينصح بالابتعاد عن الأكل السريع مثل الشوارما والبيتزا، الذي يحتوي على كميات كبيرة من النشويات والزيوت.

بالمقابل يرى أنّ الأكل الطبيعي أفيد من الناحية الصحية خاصة الخضر والفواكه، رغم غلاء أسعارها، مضيفا أنّ ممارسة النشاط البدني وأقله المشي بشكل دائم، يساعد كثيرا في حرق السكريات الزائدة عن الجسم وبذلك يساهم في صنع التوازن داخل جسم الإنسان ويغير حتى من إمكانية تنقل المرض عن طريق الوراثة، حيث يمكن تجنّب نقل المرض إلى الأبناء والأحفاد، وقال أنّ مظاهر التمدن من قلة المشي واستعمال السيارات ووسائل المواصلات الحديثة إضافة إلى الجلوس مطولا أمام التلفاز أو أمام أجهزة الكومبيوتر وألعاب الفيديو تؤثّر سلبا على صحة الإنسان وتساهم في ظهور المرض حتى عند الأطفال.

وحسب الأستاذ قيطوني، فإنّ مرض السكري بالجزائر كان عادة عند الرجال أكثر بنسبة قليلة من النساء، وينتشر المرض بشكل أسرع خاصة بعد سن الأربعين والخمسين، وتزداد الإصابة أكثر في ظل عدم احترام النظام الغذائي، ليشير إلى دراسة في غرب البلاد أجراها الأستاذ شامي، تؤكّد أنّ نسبة احتمال انتشار المرض عند فئة الـ65 سنة فما فوق تصل إلى 31 %، وأن نسبة انتشار المرض عند المسنين وصلت إلى أكثر من  26 %، وعليه ينصح محدثنا، بضرورة التشخيص المبكر وإجراء التحاليل ولو مرة واحدة في العام مع ضرورة متابعة المرض لأنّ هناك العديد من المرضى الذين يرفضون العلاج ويتعرّضون لمضاعفات كثيرة، كما أنّ هناك من المرضى من يمتنع عن شرب الدواء وقال أن ّالمتابعة الدورية تجنّب أكثر من 50 % من المضاعفات.

وبخصوص السياسة المتعبة لمحاربة هذا الداء في الجزائر، أكد الدكتور قيطوني، أنّ جهود وزارة الصحة والسكان لوحدها غير كافية، حيث يرى أنه من الضروري تكاثف الجهود والتنسيق بين مختلف القطاعات على غرار المدارس، المساجد ووسائل الإعلام من أجل التخفيف من هذا التطور المرعب للسكري وكذا محاربة السمنة التي تؤدي إلى عديد الأمراض، وقال أنّ معظم أدوية السكري متوفّرة في الجزائر في انتظار دعم تعويض بعض الأدوية الحديثة المتواجدة في السوق، والتي أثبتت فوائدها على المصاب بالسكري خاصة من ناحية القلب والكلية، كما أكد أن هناك بعض الأدوية التي لم تدخل بعد إلى السوق الجزائرية ولها فوائد كبيرة.