في ندوة علمية حول الموضوع بقسنطينة

الشلل الدماغي عند الأطفال.. توفير مراكز للعلاج المكثّف

الشلل الدماغي عند الأطفال.. توفير مراكز للعلاج المكثّف
  • القراءات: 407
شبيلة. ح شبيلة. ح

سلط المشاركون في الندوة العلمية حول التكفل متعدد التخصصات لأطفال الشلل الدماغي، الضوء على معاناة هذه الفئة وأوليائهم، جراء نقص التكفل بهم بسبب غياب مراكز للعلاج المكثف لهذه الشريحة.

ودعا المشاركون في الندوة التي احتضنتها جامعة مهري قسنطينة 2، مؤخرا، من أطباء ومختصين نفسانيين وأورطوفونيين، وكذا مختصين في التأهيل الحركي وأساتذة اجتماع وأولياء مرضى وجمعيات تعنى بهذه الفئة، إلى الوقوف على الواقع المعاش لهذه الفئة، وتوفير متطلباتها، خاصة أنهم وأولياءهم يعيشون وضعية صعبة، في ظل تزايد عدد الأطفال المصابين بالشلل الدماغي الحركي سنويا، والذي يستدعي البحث عن وسائل وتقنيات للعلاج، من أجل التكفل ومساعدة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد رئيس جمعية أولياء أطفال الشلل الدماغي ذو المصدر العصبي، زعير عبد الحكيم، في كلمته الافتتاحية، أن الولاية تشهد نقصا رهيبا في المرافق الصحية البيداغوجية المخصصة للتكفل بأطفال الشلل الدماغي، الأمر الذي تسبب في تأخير العلاج وتفاقم الوضعية الصحية للمرضى، واستياء الأولياء، مضيفا أن المستشفى الجامعي ابن باديس، يعد المرفق الصحي الوحيد الذي يتكفل بهذه الفئة مجانا، غير أنه يعاني ضغطا كبيرا بسبب الحالات الكثيرة.

أما الدكتور حازم حماني، من قسم الارطوفونيا، فأكد أن إدراج هذه الفئة في المجتمع، تتطلب توفير عناية خاصة، من الناحية النفسية والطبية وكذا البيداغوجية، ومساعدتهم على التحسن بالتخلص من الاضطرابات اللغوية، التي يعاني منها غالبية المصابين بهذا المرض، ليتسنى لهم التحدث مع الآخرين بكل سهولة وكسر حاجز التواصل، موضحا أن الشلل الدماغي، عبارة عن مجموعة من الأعراض، التي تنجم عن تشوهات أو أضرار في أجزاء من الدماغ المسؤولة عن ضبط حركات العضلات، وعادة ما يحدث هذا الاضطراب خلال فترة الحمل أو الولادة، أو حتى في المراحل الأولى لنمو الطفل، لافتا إلى أن شدة المرض تختلف من طفل إلى آخر، ومن هنا تظهر الحاجة الملحة إلى التكفل المبكر ووجود الأدوية للتخفيف من الأعراض.

وشددت الدكتورة منور سرور، من مصلحة طب الأعصاب خلال تدخلها، على التكفل المبكر بالأطفال الرضع، الذين يتعرضون إلى شلل دماغي حركي، لاسيما عند الولادة، حيث أكدت المتحدثة، أنه عادة ما يتعرض الرضع إلى الشلل الدماغي الحركي، في ظل غياب التكفل الجيد أثناء الولادة، ما يعرض المواليد إلى الإعاقة، نتيجة نقص في توصيل الأكسيجين إلى الدماغ خلال اللحظات الأولى من عمرهم.وخلال تطرقها إلى الخصائص الاكلينيكية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، أكدت المتحدثة أنه يصعب تشخيص الشلل الدماغي أثناء مرحلة الرضاعة المبكرة، حتى يظهر التأخر في المشي والتحكم في وضعية الرأس، وكذا عدم استعماله لأطرافه السفلى عند الحبو، واستعمال يد واحدة، أي حتى تصبح الأعراض واضحة، حيث هناك طرق يمكنها الكشف عن أي تشوهات أو اختلالات تؤكد وجود الشلل، وهي التصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل الدم، وكذلك بعض الاختبارات التي تقيس وظائف العضلات والأعصاب.

من جهتها أكدت الدكتورة صبرينة العايب، من مصلحة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي بمستشفى ابن باديس، أن العلاج الفيزيائي يعد الخطوة الأولى في علاج الشلل الدماغي، حيث يمكن لهذا الأخير أن يساعد على تحسين المهارات الحركية، كما يمكن أن يمنع تطور المشكلات الحركية إلى الأسوأ، مشيرة إلى أن العلاج الطبيعي يمارس من خلال تمارين القوة والمرونة، والمعالجة الحرارية، والتدليك، والمعدات الخاصة لإعطاء المصاب مزيدا من الاستقلالية.

وأضافت المتدخلة أن المدى الذي يساعد فيه العلاج الطبيعي، يعتمد على شدة ونوع كل حالة من حالات الشلل الدماغي، فقد يحتاج المصابون الذين يعانون من الشلل الدماغي الخفيف، إلى بعض العلاج البدني لحالتهم، مقارنة بالحالات الأكثر شدة، التي يتم فيها استخدام العلاج الطبيعي إلى جانب العلاجات أو الأدوية الأخرى.

وقد طرح عدد من أولياء الأطفال باليوم الدراسي، جملة من الانشغالات التي يعانونها يوميا رفقة أبنائهم المرضى، وفي مقدمتها مشكل غياب مركز للعلاج المكثف، الذي يقلل من حدة المرض ومعاناة الأطفال، الذين يعتمدون بعد تلقيهم بعض الحصص على أنفسهم ولو نسبيا، وهو الحال بالنسبة لمشكل نقص الأطباء المختصين في هذا المجال، حيث قالوا إن الطفل يبقى رهينة مرضه حتى الكبر، ومعه تزداد معاناة والديه كلما كبر سنه، إذ أن حالته الصحية تستوجب بقاء الوالدين بالقرب منه، بسبب عجزه كلية عن القيام بأصغر وظيفة وهي الأكل، متحدثين في ذات السياق عن مشكل غياب الأدوية الخاصة بهذا المرض، والتي لا يتوفر إلا عبر السوق السوداء حسبهم وبأغلى الأثمان، لذلك أصبح مطلب توفيره ووضعه تحت تصرف المرضى وبتغطية اجتماعية أمرا حتميا.