حاضر بقوة في أفراح قسنطينة

السكر ”أكبر عدو” للمستهلكين

السكر ”أكبر عدو” للمستهلكين
  • القراءات: 1526
و. أ    و. أ

يغزو يوميات المواطنين ويغير عاداتهم الغذائية ويعزز الإصابة بداء السكري لكن لا يبدو أن هذه المعطيات تؤثر على التواجد  الكبير للسكر في الأفراح والمناسبات، على اعتبار أنه يشكل في واقع الأمر أكبر عدو للمستهلكين، ورغم خطورته على الصحة العمومية يظل الواقع يقول بأن السكر يظل واحدا من  المكونات الأكثر تفضيلا من طرف المستهلكين كونه يدخل في تكوين عديد المنتجات الغذائية من خلال احتوائه في بعض الأحيان على مكونات بكميات أعلى من المعايير  الدولية.

 

لكن حتى وإن دق مختلف الفاعلين في قطاع الصحة العمومية ناقوس الخطر من أجل  التقليل من استهلاك السكر، لا زال عدد كبير من الجزائريين يرضخون يوميا لتأثير المشروبات الغازية والحلويات وباقي الأطباق التقليدية المتأصلة في بعض المناسبات، لاسيما خلال فصل الصيف الذي يتزامن مع حفلات الزفاف مع جميع الانعكاسات السلبية على الصحة التي يمكنها أن تنجم عنها.     

وتستدعي العادة بأن تكون لائحة طعام الأفراح على الغالب غنية بالأغذية والأطباق التي تحتوي على سعرات عالية وعلى كميات كبيرة من السكر على غرار شباح الصفرة (أكلة محلاة محضرة أساسا من اللوز) و«الرفيس (دقيق مدقوق محضر على البخار يسقى بالزبدة والعسل) أو حتى المشلوش (شرائط من العجائن مقطعة ومسقية بالعسل والزبدة ومرشوشة بالجوز).  وقد اعترفت السيدة سامية التي قامت بتزويج ابنها البكر منتصف شهر جويلية المنصرم بأنها قامت بتحضير وجبة تقليدية خاصة بمنطقة قسنطينة المعروفة بأطباقها اللذيذة والمحلاة منها الشخشوخة و«شباح الصفرة اللذين نالا  إعجاب مدعويها.     

وفيما يتعلق بالحلويات التي ترافق القهوة لم تخالف السيدة سامية القاعدة وذلك من خلال تحضيرها -كما ما قالت- للمقروط والبقلاوة وطمينة اللوز وحلويات أخرى محضرة أساسا من الفواكه الجافة والعسل والجوز وذلك حتى تظل وفية  لعادات المنطقة.   

وبعد اعترافها بغنى هذه الأكلات والحلويات التي تجمع بين السكر والدهون بالسعرات الحرارية، أضافت  السيدة سامية، أنه لم يكن بإمكانها التفكير في تحضير شيء آخر  بسبب ثقل العادات والتقاليد المتوارثة جيلا عن جيل وعدم تسامح مدعويها الذين لن يتفهموا أي تغيير غذائي في لائحة الطعام.

أطعمة محلاة تستهلك في المناسبات   

ويظل استهلاك هذه الأطعمة المحلاة التي لا يمكن الاستغناء عنها في أفراح  قسنطينة مناسباتيا على عكس بعض العادات الغذائية المنتظمة مثل استهلاك المشروبات الغازية والعصائر، حسبما أعربت عنه من جهتها حنان قاضي، عضو الجمعية الجزائرية للتغذية والمنتسبة لمخبر الأغذية والتغذية والصحة، قائلة من الصعب إقناع الأشخاص بإحداث تغيير على لائحة طعام أفراحهم إنه أمر غير مطروح تماما كونه يتعلق بعادات متأصلة بعمق في المجتمع إلى جانب حقيقة أن المدعوين قد ينظرون نظرة سيئة للأكل المختلف وحتى الخفيف المقدم خلال حفلات  الزفاف.    

واستنادا للسيدة قاضي يتعلق الأمر باستهلاك يومي يتعين تغييره عن طريق  انتهاج تربية صحية بدءا من سن مبكرة مسلطة الضوء في هذا الصدد على الأثر الكبير للمشروبات الغازية على الشباب الذين يظلون جد متأثرين بالإعلانات التي  تروج للمزايا المنعشة لهذه المنتجات. كما شددت في هذا الإطار على أهمية  تحسيس السكان بضرورة اعتماد نمط حياة صحي من خلال الجمع بين التنوع الغذائي والنشاط البدني المنتظم.

خلق ثقافة استهلاكية سليمة ومتوازنة

ومنذ سنة تم إطلاق تدابير مستعجلة من طرف السلطات من أجل التقليص من معدل السكر والملح أيضا في المنتجات الغذائية وذلك في أعقاب ملتقى حول تقليل السكر والملح والمواد الذهنية في الأغذية التي تعد سببا في الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني ومشاكل الأسنان.

وكان الهدف من ذلك اللقاء إرساء ثقافة استهلاكية سليمة ومتوازنة من خلال إطلاع لاسيما صغار السن على ضرورة تناول كميات قليلة من الملح والسكر والمواد الذهنية وهو الأمر الذي ما زال لحد الساعة بعيد المنال.  وأجمع عديد المواطنين على صعوبة تلقين أطفالهم بعض العادات الغذائية السليمة بسبب التأثير الذين ينعكس عليهم في الروضة أو المدرسة من خلال رؤية زملائهم يلتهمون على سبيل المثال شرائح الشوكولاطة ورقائق البطاطس والعصائر خلال تناول الوجبة الخفيفة.      

وفي هذا الصدد، كشفت السيدة قاضي عن ضرورة تنظيم ورشات تدريبية صحية في المدارس واستهداف الأحياء المحرومة، حيث تكون الظروف المعيشية صعبة لعديد  العائلات ومن ثمة تفرض عليهم عادات غذائية هشة و مضرة بالصحة.    

ويتعلق الأمر -حسبها- بتوعية السكان بضرورة تغيير نظام غذائهم اليومي من أجل ضمان ديمومته ومن ثمة تفادي تطور بعض الأمراض المزمنة مثل السكري.   

وهو نفس الرأي الذي أعربت عنه رئيسة جمعية نحلة للإعلام والتكوين حول داء  السكري وردة بن سقني زبيري التي أكدت أن جانب الثقافة الاستهلاكية  السليمة والمتوازنة يحتل المكانة الأولى ضمن مخطط عمل الجمعية وقالت في هذا السياق منذ 2001 تاريخ تأسيس جمعية نحلة ونحن نعمل على تلقين مرضى السكري وكذا الجمهور العريض ثقافة استهلاكية سليمة دون حرمان وباعتدال مع ممارسة النشاط البدني، وأضافت من الضروري اعتماد نظام غذائي يومي متوازن للوقاية من داء السكري ومن مضاعفاته.

وفي هذا الصدد، ومن أجل الحصول على تقييم شامل حول تأثير استهلاك السكر على  زيادة عدد الأمراض غير المعدية خلال السنوات الأخيرة و التي من بينها السكري  حاولت وأج الاتصال لعدة مرات بمصلحة الوقاية بمديرية لكن دون جدوى.