أرجعوها إلى استهتار المواطن وعدم التقيد بإجراءات السلامة

الحماية المدنية تطلق حملتها التحسيسية للوقاية من مخاطر الاختناق بالغاز

الحماية المدنية تطلق حملتها التحسيسية للوقاية من مخاطر الاختناق بالغاز
  • القراءات: 1891
رشيدة بلال رشيدة بلال

بادرت الحماية المدنية بإطلاق حملتها التحسيسية من الحوادث المنزلية، وتحديدا الاختناق بالغاز، تزامنا مع اقتراب موسم الشتاء الذي يعرف تسجيل العديد من الحوادث التي تؤدي إلى الوفاة. وتدخل هذه الحملة التي انطلقت يوم السابع من الشهر الجاري وتستمر إلى غاية الـ 13 منه، في إطار تنفيذ البرنامج السنوي لمديرية الحماية المدنية، حيث تستهدف تزويد المواطنين بجملة من الإرشادات والتدابير الاحترازية لتفادي وقوع الحوادث.

اختارت مصالح الحماية المدنية مباشرة حملتها التحسيسية على مستوى بلدية الجزائر الوسطى بالمركز الثقافي عبان رمضان، حيث تم تجهيز قاعة كبيرة بمختلف العتاد الذي تستخدمه في مجال التدخل والإنقاذ، كما تم استعراض جملة من النصائح حول نشاط وكيفية تدخل مصالح الحماية المدنية عن طريق ملصقات كبيرة، وضع عليها بعض الأرقام الهاتفية لخدمة المواطن، وقد عرفت التظاهرة تجاوبا من المواطنين الذين توافدوا على المركز للاستفسار والاطلاع على دور هذه المصلحة.

تحدث الملازم الأول بمديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، السيد بلقاسم سايج عن أهمية هذه المبادرة لـ"المساء"، فأوضح «أن الحماية المدنية تبادر في كل سنة بتسطير برنامج خاص بالتحسيس ضد بعض المخاطر التي ترتبط بموسم الشتاء. ويتمثل هذا البرنامج الذي يمتد على مدار أسبوع كامل ويمس كل ولايات الوطن، في التنبيه إلى مختلف الحوادث التي قد تقع بالمنازل، وتحديدا الاختناقات بالغاز، حيث يميل المواطن إلى البحث عن التدفئة دون اعتبار للتدابير الاحتياطية وقواعد السلامة، وهو ما تسعى الحماية المدنية إلى التنبيه إليه من خلال هذه الحملات التحسيسية.

 وحول بعض التدخلات التي سجلتها مصالح الحماية المدنية، أفاد الملازم الأول سايج أنه على مستوى ولاية الجزائر وبالرجوع إلى سنة 2012، فقد تم تسجيل فيما يخص الاختناق بالغاز 51 تدخلا، تم إسعاف 72 مواطنا، وتسجيل ست وفيات، وفيما يخص سنة 2013، سجلت مديرية الحماية المدنية 28 تدخلا من الفاتح جانفي إلى غاية 30 سبتمبر، حيث تم إنقاذ 45 مواطنا، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة.

وأرجع الملازم الأول سايج أسباب الحوادث المنزلية الخاصة بالاختناق بالغاز إلى احتمال وجود خلل في العتاد المستخدم للتدفئة، أو في سوء استعمال العتاد من طرف المواطن الذي كثيرا ما يجهل أدنى المعلومات حول المخاطر التي تحملها بعض الأجهزة، أو إلى لاوعي المواطن وبحثه عن التدفئة فحسب، وبصفة عامة، إن وجد الوعي في ظل توفر المعلومة حول كيفية ومتى يتم استعمال أجهزة التدفئة، والمخاطر التي قد تنجم في ظل اعتماد أجهزة موثوق فيها، فإنه يتم القضاء على المخاطر، وهي معادلة يمكن تحقيقها عند تقيد المواطن بما يقدم من توجيهات.

وإذا كان لاوعي المواطن سببا في وقوع الحوادث، فإن انتشار الأجهزة المغشوشة ساهم بدوره في زيادة معدلات الحوادث المنزلية، من أجل هذا، حذّر المواطنين وشدد على ضرورة معرفة ما يتم اختياره من حيث الجودة والنوعية، مع الاعتماد على أخصائي يقوم بعملية التركيب، فلا يخفى عليكم ـ يقول ـ «أن عملية التركيب تلعب دورا كبيرا في التقليل من الحوادث، وهذا الإجراء في كثير من الأحيان لا يتم مراعاته، إذ يقوم المواطن بعملية التركيب بنفسه».

من بين النصائح التي وجهها الملازم الأول سايج؛ ضرورة تحلي المواطن بالوعي والاستفسار عن كل صغيرة وكبيرة تخص التدفئة، ناهيك عن ضرورة صيانة الأجهزة قبل الشروع في استخدامها، فلا يخفى عليكم «أن التوقف عن استعمالها طيلة موسم الصيف يتطلب وجوب مراقبتها قبل إعادة استخدامها، مع التأكيد على تأمين منافذ الهواء التي تمكن الغاز المحترق من التسرب خارج المنزل، دون أن ننسى وجوب الوعي بأن هذه الأجهزة بقدر ما هي مفيدة يمكنها أن تسبب الكثير من الأخطار التي تؤدي إلى الوفاة».

من جهته، تحدث الطبيب محمد أمين زواوي، ملازم أول، عن طريقة تدخل الطبيب في حال وجود اختناقات بالغاز، من خلال البحث في أول الأمر عن مصدر الخطر، والسعي لإبعاده، ثم العمل سريعا على تهوية المنزل بفتح النوافذ والأبواب، ومنه يتم تفقد الضحايا، كل هذه الأمور تتم في وقت واحد وبطريقة سريعة.

المعروف أن العائلات الجزائرية ما إن تشعر بنوع من البرودة، حتى تميل إلى تدفئة المنزل وإغلاق كل المنافذ التي يحتمل أن يتسرب منها الهواء، غير أنهما ـ حسب الطبيب محمد أمين ـ تغفل عن شيء مهم وهو أن الأجهزة التي يجري إشعالها قد تكون قديمة، أو بها بعض الأعطاب التي يتسرب منها الغاز المحروق الذي من أهم مميزاته أنه غير مرئي وبدون رائحة، وللأسف، معظم الحوادث تحدث ليلا، حين يكون أفراد الأسرة نياما، الأمر الذي يجعلهم يدخلون في غيبوبة نتيجة ترك المدفئة مشتعلة.

وما ينبغي على للمواطن ونحن نستقبل موسم الشتاء، يقول الطبيب محمد أمين، أن يفهمه هو أن دم الإنسان يحوي الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الهواء، ومن أهم خصائص غاز أحادي أكسيد الكربون أنه يلتصق بالهيموغلوبين أكثر من الأكسجين، مما يسرّع عملية الاختناق وهو ما نسعى إلى توضيحه في هذه الحملة التحسيسية، مع تنبيه المواطنين إلى المخاطر المحدقة بهم.

من ناحية أخرى، أرجع الطبيب السبب الرئيس في الاختناق بالغاز إلى إهمال المواطن وعبثه فيما يتعلق بالغاز، من منطلق أن الخطر لم يطله، وإلا كيف نفسر تكرار وقوع الحوادث في الحمامات نتيجة التدفئة وغياب منافذ التهوية التي تجعل الفرد يدخل في غيبوبة، ورغم دراية أغلب المواطنين بمخاطر الغاز، إلا أنهم لا يعطون إجراءات السلامة الأهمية اللازمة، وهو ما ننبه إليه في مثل هذه الحملات التحسيسية التي نفتح من خلالها نافذة للتواصل مع المواطنين والإجابة على أسئلتهم.