انفتاح على الطبخ العربي والعالمي

إقبال كبير على خلطات التوابل تحسبا للشهر الفضيل

إقبال كبير على خلطات التوابل تحسبا للشهر الفضيل
  • القراءات: 504
رشيدة بلال رشيدة بلال

يشكل شهر رمضان فرصة لربات البيوت من أجل تجديد كل أنواع التوابل الموجودة في المطبخ، وهو ما يفسر الإقبال الكبير الذي تعرفه محلات العطارة خلال شهر شعبان، فبعدما كان يتم اقتناء بعض الأنواع المعرفة والمرتبطة تحديدا بتحضير طبق الشوربة مثل "رأس الحانوت" والفلفل الأحمر والفلفل الأسود، أصبح يتم اقتناء أنواع جديدة لم تكن معروفة فيما مضى، وهو ما يعرف "بالمزيج أو الخليط " الذي يتكون من مجموعة من التوابل مجتمعة والخاصة بكل طبق على حدا مثل مزيج الشوربة، مزيج الحريرة، مزيج الصلصات، وحسب المختص في التوابل والأعشاب العطرية عمي جيلالي كوري، فإن التغيرات التي عرفتها تجارة العطارة، مرجعها الانفتاح على الطبخ العربي والعالمي الذي فرض دخول بعض الأنواع من التوابل من أجل تحضير بعض الأكلات.

إذا كان شهر رمضان المعظم مناسبة دينية وروحية يجتهد فيها الصائمون من أجل التقرب إلى الله بالعبادة وتلاوة القرآن والصدقات والتضامن والتكافل الاجتماعي، فإنه أيضا يشكل مناسبة لربات البيوت من أجل أن يبدعن في تحضير ما لذ وطاب من الأطباق العربية والأجنبية، حيث تحاول كل واحدة، أن تجعل مائدتها الرمضانية مميزة من خلال تحضير بعض الأطباق المميزة، خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل تعج بأصحاب المحتوى الخاص بالطبخ يقول المختص في تجارة التوابل والأعشاب العطرية عمي الجيلالي بمحلات أعشاب وتوابل لآلة مغنية بالعفرون: "ولعل هذا ما يفسر تغير عقلية ربة البيت في اقتناء التوابل، حيث تأتي إلينا باحثة عن بعض الأنواع، التي نحاول في كل مرة تأمينها لتجد ضالتها"، مشيرا الى أن أكثر الأنواع التي أصبحت مطلوبة وتحديدا عند حلول شهر رمضان هي التوابل الممزوجة أو ما يعرف بـ«الخليط " مثل خليط الشوربة وخليط الحريرية وخليط البطاطا ومزيج الشاورما وخليط الكيري والماريني، الذي يعد لتحمير الدجاج واللحم، وحتى خليط الجبن لتحضير الصلصات البيضاء وخليط طاجين الزيتون وغيرها من التوابل الجاهزة. وحسبه "فإن الطلب على باقي الأنواع الأخرى يتراجع أمام الحضور القوي للخليط، ففيما مضى كان الطلب كبيرا على الفلفل الأسود والأحمر والقرفة، وهذا يدل على تغير المطبخ الجزائري، وانفتاحه على الطبخ العربي وحتى الأجنبي، بفعل التأثير الكبير على مواقع التواصل وما تعرضه الصفحات من تنوع في الطبخ".

وردا على سؤالنا حول ما إذا كانت ربة البيت تعرف كيف تختار توابلها، أكد المتحدث بأنها تعتمد على حاسة الشم، حيث تبحث عن التوابل ذات الرائحة القوية وفي بعض الأحيان تطلب رأينا بحكم التخصص في بعض أنواع التوابل التي لم تجربها قبلا، بينما تطلب منا بعض ربات البيوت أنواع من التوابل التي لا تتوفر في المحل والتي نعمل على جلبها إن كان الطلب كبيرا عليها".

يقول المتحدث:«هذا ما يؤكد تغير المائدة الجزائرية التي عادة ما تستعمل فيها التوابل الكلاسيكية المعروفة"، مشيرا إلى أن كل أنواع التوابل التي يتم جلبها مستوردة، وتأتي في شكل مزيج معدة لتحضير مختلف الأطباق التقليدية منها والأجنبية، ما يعني أنه أصبح تقريبا لكل طبق توابله الممزوجة والمعدة سلفا".

من جهة أخرى أشار المختص في التوابل، الى أن التأثر الكبير لما تعرضه مختلف القنوات التي تخصصت في الطبخ وكذا عبر منصات التواصل الاجتماعي، أحدث ثورة في عالم التوابل، وفرض على المختصين في المجال التماشي مع هذه المتغيرات من خلال توفيرها في الأسواق، مؤكدا بأن سوق التوابل يسير في السنوات الأخيرة إلى تبني تجارة المزيج أو الخليط في التوابل والذي يزيد عن الخمسة توابل في النوع الواحد، معلقا بالقول "بأن هذا النوع الجديد في التجارة سهل على ربة البيت الطبخ، خاصة اللواتي يتعلمنه، فعوض أن تضع أكثر من تابل واحد في الطبق الذي تحضره، يكفي أن تضع ملعقة واحدة تحتوي على كل الأنواع التوابل المطلوبة مثل توابل الشوربة أو الحريرية أو حتى طاجين الزيتون وغيرها من الأطباق". أهم نصيحة ارتأى عمي جيلالي، تقديمها لربات البيوت تزامنا وحلول شهر رمضان "هو عدم اقتناء كميات كبيرة من التوابل، وإنما يجب اقتناء التوابل بكميات صغيرة لتضمن ربة البيت الحصول على الذوق المطلوب الذي تبحث عنه، وحتى لا تفقد التوابل خصوصياتها، معلقا بالقول"إن إحدى السيدات أكدت وهي تقوم بعملية الشراء أنها اقتنت توابل الشوربة في رمضان الماضي وعندما نفذت منها الكمية، جاءت لتجدد التوابل تزامنا وحلول شهر رمضان، وبالتالي الأكيد أن هذا النوع من التوابل فقد كل خصوصياته".

يختم المتحدث "لذا ننصح ربات البيوت أن لا يزيد عمر التوابل عن الشهرين، وأن يتم حفظها في عبوات مغلقة بإحكام لضمان عدم تسرب الهواء إليها، والذي يعتبر عدوها اللدود، خاصة وأن أحد أهم أسرار البنة في الأطباق عموما والرمضانية خصوصا هو الحرص على تعطيرها بالتوابل التي يجب اختيارها بعناية تامة".