أبواب مفتوحة على الأسبوع الوطني للوقاية

إقبال كبير على التشخيص عن السكري والضغط الدموي والتغذية الصحية

إقبال كبير على التشخيص عن السكري والضغط الدموي والتغذية الصحية
  • القراءات: 372
رشيدة بلال رشيدة بلال

عرفت كل من ساحة المؤسسة العمومية الاستشفائية بالعفرون، مجاجي مهدي، وساحة  بلدية العفرون، إقبالا كبيرا من المواطنين على فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية، الذي حمل شعار "نمط حياة صحي للجميع" . وكانت المناسبة فرصة لاحتكاك المواطنين بالمختصين؛ لطرح انشغالاتهم، التي تمحورت حول السمنة، والإدمان على المخدرات، والتعاطي المفرط للأدوية، وكذا التغذية الصحية، والنظافة، والصحة.

على الرغم من أهمية كل المحاور التي تم عرضها لاستقطاب المواطنين والإجابة عن أسئلتهم، إلا أن الملاحَظ، حسب ما وقفت عليه" المساء" ، أن أغلب الوافدين كان اهتمامهم منصبّا على التشخيص المبكر لبعض الأمراض المزمنة؛ حيث عرف الجناح المخصص لقياس معدل السكري في الدم والضغط الدموي، توافدا كبيرا خاصة من كبار السن مقارنة بباقي الأجنحة التي تناولت محاور مختلفة، وهو ما أرجعه الطبيب رشيد طالي، رئيس مصلحة الطب الوقائي والأوبئة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بموزاية، إلى رغبة كل فرد في معرفة حالته الصحية تجاه هذين المرضين الأكثر شيوعا، معلقا: "رغم إمكانية معرفة ذلك على مستوى المصالح الاستشفائية الجوارية، إلا أن الكثيرين لا يرغبون في التنقل إلى المؤسسات الاستشفائية، وهو ما يفسر التواجد المكثف لهم بمجرد تنظيم مثل هذه الأيام التحسيسية"، مشيرا إلى أنه عقب إجراء التحاليل سواء تعلق الأمر بالضغط الدموي أو السكري، يتم اكتشاف كثير من الحالات المصابة، والتي يتم سريعا توجيهها إلى المصالح المتخصصة، وإخضاعها للمراقبة الطبية.

من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن ثقافة التشخيص المبكر بدأت في السنوات الأخيرة  تنتشر. ومع هذا لاتزال، حسبه، "بحاجة إلى العمل أكثر، لتتحول إلى سلوك دوري تلقائي، خاصة عندما يبلغ الفرد مرحلة معيّنة من العمر؛ مثل النساء، والتشخيص ضد سرطان  الثدي"، لافتا إلى أن السبب ليس في التشخيص في حد ذاته وإنما في تكلفة العلاج التي تعقب اكتشاف المرض، خاصة إن كان من الأمراض الثقيلة؛ مثل السرطان؛ لذا لاتزال ثقافة التشخيص المبكر بالمؤسسات الاستشفائية، قليلة.

الغذاء الصحي ثقافة لا بد من تعلّمها قبل ممارستها

من جهته، أشار عبد الكريم ربيعي، طبيب عام بمستشفى العفرون، إلى أن من بين المحاور التي لقيت تجاوبا من طرف المواطنين، محور التغذية الصحية، التي لاتزال تشكل في المجتمع الجزائري، مشكل صحة عمومي. ولعل أبسط مثال على ذلك حسب قوله: "خروجنا من شهر رمضان والعودة إلى الحياة العادية؛ حيث نجد أن الأغلبية لا تعرف حتى كيفية الانتقال من النظام الغذائي بعد صيام يوم كامل، إلى الأيام العادية التي تتعدد فيها الوجبات في اليوم؛ ما يفرض الانتقال التدريجي، وتناول الطعام بصورة تدريجية، والبدء بوجبتين، ثم ثلاث وجبات".

ويضيف المختص: "ما يحدث أن البعض ينتقل من الصيام وترويض الجسم على نظام غذائي معيّن، إلى الأكل في محلات الأكل السريع الغنية بالدهون والزيوت المهدرجة، هذا من ناحية. ومن جهة أخرى، أعتقد أن السبب في عدم تبنّي نظام غذائي صحي، هو غلاء بعض المواد الغذائية الصحية؛ فمثلا إذا قلنا بضرورة الابتعاد عن الأغذية الغنية بالدهون والتي تحتوي على زيوت مهدرجة وننصح بزبده البقر، نجد أنها غالية الثمن وليست في متناول الجميع، ولكن في المقابل نجد أن صحة الإنسان لا تقدَّر بثمن، وبالتالي ما على المواطن إلا أن يوازن بينهما، ويحاول قدر الإمكان، البحث عن غذاء صحي يتماشى وقدرته المعيشية".

وحسب المتحدث، فإن أهم النصائح التي يتم التأكيد عليها من خلال الأيام المفتوحة حول الوقاية في محور التغذية الذي يتم المراهنة عليه لجسم خال من الأمراض، الابتعاد، قدر الإمكان، عن الفرينة البيضاء، والبحث عن بدائل أخرى. والتقليل، قدر الإمكان، من الملح والسكر، خاصة بعد سن الأربعين. وتفادي، قدر الإمكان، الأكل في محلات الأكل السريع التي لا تراعي مطلقا الشروط الصحية في تحضير الوجبات. وقال: "بل نعتقد أنها تتعمد تأمين أغذية غنية بالدهون والسكريات؛ لجعلها أكثر تسويقا" ، أو البحث عن "البنّة"، كما يعتقد هؤلاء، التي تتوفر في الغذاء غير الصحي، وهو الفخ الذي يقع فيه الكثيرون من محبي الأكل خارج المنزل، مشيرا إلى أن أهم ما يجب التأكيد عليه في الغذاء الصحي، هو السن، والحالة الصحية، ومدى الاهتمام بالغذاء الصحي الذي يُعد ثقافة غذائية، لا بد من تعلمها قبل الحديث عن تبنّي السلوك في حد ذاته.