لها نفس مفعول السيجارة العادية

"الشمة".. خطر مدمّر للصحة

"الشمة".. خطر مدمّر للصحة
البروفيسور سليم أهنية، مختص في أمراض الأنف والحنجرة
  • القراءات: 1235
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر البروفيسور سليم أهنية، مختص في أمراض الأنف والحنجرة، من الاستهلاك المفرط  لما يعرف بـ"الشمة"، وسط الرجال وخاصة الشباب، مشيرا الى أن هذه المادة التي يدمنها الكثيرون في الجزائر، هي نوع من أنواع التبغ، ولا تقل خطورة عن السيجارة الكلاسيكية، موضحا أنه خلال السنوات الأخيرة، انتشرت عادة استعمال الشمة وسط الكثيرين، وباتت كالموضة التي تنتشر وسط الشباب وحتى الأطفال دون 18 سنة، بعدما كان الجيل السابق يجد حرجا في تعاطيها بسبب ارتباط استهلاكها بانعدام النظافة الشخصية لرائحتها الكريهة.

 

أشار البروفيسور في حديث خص به جريدة "المساء"، على هامش الطبعة السابعة للصالون الوطني للتحسيس ضد السرطان وأهمية الكشف المبكر، الى أن تعاطي هذا النوع من المواد، له نفس مفعول السيجارة، موضحا أن للتعاطي أنواع، وكل ما يجر للحديث عن إدمان، فهو نوع من التعاطي، وقال إن أكثر الأنواع انتشارا، هو التدخين المباشر، المضغ، الشم، والشم غير المباشر على غرار الشمة، التي توضع في المنطقة العلوية من الشفاه، تركز بين اللثة والأسنان، يظل مفعولها لبضع ساعات.

وقال المتحدث إن الشمة مثلها مثل السيجارة العادية، فهي تبغ، الا أن الأولى تستعمل مباشرة دون ضرورة حرقها لاستنشاق الدخان المنبعث منها، وعليه يمكن أن تصيب متعاطيها بنفس الأمراض التي قد تصيب المدخن المدمن.

وقال البروفيسور إن الشمة هي تبغ مطحون، ومحضر من خليط من الأوراق المجففة المقطعة ورماد خشب التين، يرش من وقت لآخر ببضع القطرات من الماء، والذي يعطي في النهاية مزيجا أخضر وبني رطب حسي الرغبة، يؤخذ عن طريق وضع قرصة بين الشفاه والأسنان.

وقد تحتوي الشمة حسب المتحدث، على نسبة أعلى من النيكوتين، مقارنة بالسيجارة العادية، وقد يكون الاقلاع عنها أصعب من الاقلاع عن التدخين، وأن وجود كمية ثابتة من الشمة في الفم لمدة 30 دقيقة سوف يمنح نفس القدر من النيكوتين المعادل لثلاثة سجائر، هذا ما يجعل الجسم يعتاد على كمية أكبر من النيكوتين مما يثير رغبة أكبر بالتعاطي لهذه المادة، وفي النهاية تخلق الادمان غير المرغوب فيه.

وعن مخاطر الشمة، يقول البروفيسور اهنية، إن هذه المادة ولاحتوائها على التبغ والنيكوتين، مادتين سامتين عند الاستعمال المتكرر، فبالتالي لها الكثير من المخاطر على صحة وسلامة جسم الانسان، وبذلك يمكن لها أن تتسبب في عدة أنواع من السرطانات، بما في ذلك سرطان الفم، اللسان، اللثة، والمعدة، والمريء، والمثانة، ويلاحظ متعاطوها أن أسنانهم بدأت في التأكل، وتغير لونها الى الأصفر والبني الغامق، الى جانب ذلك ظهور مشاكل في اللثة.

وشدد المختص على أن الاستهلاك المنتظم والمتكرر لهذه المادة التي يستهين بها الكثيرون، يمكن أن تتسبب بخطر الإصابة بالنوبات القلبية، حيث أنه من الشائع أن تعمل على رفع ضغط الدم ومستويات الكوليستيرول.

وعن سرطان الفم أوضح أهنية، أن الأعراض تتراوح بين نزيف غير مبرر على مستوى الفم، تقرحات، تغيرات في نسيج أو لون جلد الفم والمحيط به، أو التهاب الحلق باستمرار، وصعوبة في الأكل وبالبلع.

وأشار البروفيسور الى أنه يمكن ترك إدمان الشمة عن طريق استبدال تلك العادات بعادات صحية، كمضغ العلكة، أو أكل البذور والمكسرات، فكلها سوف تعمل على تشتيت الانتباه وبالتالي تملأ فراغ قرصة الشمة في الفم.