لوحة فنية تغازل الطبيعة الغناء

آت يزقـن بغرداية منطقة جذب سياح بامتياز

آت يزقـن بغرداية منطقة جذب سياح بامتياز
  • القراءات: 434
لوكال مريم نور الهدى لوكال مريم نور الهدى

يعد قصر بن يزقن، من قصور غرداية العتيقة المميزة بنمطها العمراني الفريد، الذي زينته الحصون التي لازالت تروي حكاية تاريخ عريق، تقع على بعد حوالى 600 كلم من ولاية الجزائر العاصمة، تأسست من طرف عرش بني مزاب الأمازيغي في بداية القرن 12 للميلاد، فهو رابع قصر من قصور غرداية الجميلة، يتوسط قصر بنورة وقصر مليكة، وتم تصنيفها من قبل "اليونسكو" على أنها من التراث العالمي للبشرية.

المتمعن في تفاصيل قصر بن يزقن، يرى لوحة فنية من الفنون المعمارية الأصيلة، حيث تتخللها مسالك دقيقة وتعلوها مساجد عتيقة، يحيط بالقصر سور دفاعي، يبلغ طوله حوالي 1525م وارتفاع 3 أمتار وسمك في القاعدة، يبلغ المتر، وفي القمة حوالي 20 سم، وقد تم بناؤه في المرحلة الأولى في القرن الرابع عشر، وبلغ شكله النهائي الحالي سنة 1880م، أما المساجد بالقصر، فتشير إلى الأصالة والإسلام، حيث أشار أحد المرشدين، الذي رافقنا في رحلة اكتشاف القصر إلى أن صومعة المسجد بنيت على 63 درجا، وهذا يرمز إلى عمر الرسول صلى الله عليه وسلم. وتحمي القلعة أسوارا دفاعية تحتوي على بابين كبيرين، باب شرقي وباب غربي وثلاثة أبواب صغيرة، وهي باب الشيخ بلحاج، باب بزاغ، باب الخرجة ويوجد حراس على كل باب.

يتوسط القصر سوق "لالا عشو"، وأشار المرشد خلال السرد، إلى أن السيدة عشو صاحبة القطعة الأرضية، التي بني عليها القصر، هي هبة منها، وضعتها بين يدي إمام المسجد أمانة، مشترطة أن تكون تحت رقابة المسجدية، للتكفير عن تأخيرها غير المقصود في الصلاة، حيث شغلها سقي الأرض الزراعية التي تملكها عن أداء صلاة العصر في وقتها، وأصبحت تلك الساحة منذ ذلك الوقت، فضاء اقتصاديا وثقافيا هاما في الحياة اليومية لمدينة آت يزقن، وأصبحت تحت رقابة المسجد.

تحتضن ساحة السوق، مشغولات تقليدية عديدة، على غرار عرض بعض المنسوجات من الملابس التقليدية، مثل "تاسلعبيد" وهو عبارة عن عباءة برموز مختلفة، من الصناعة اليدوية النسوية، استخدمتها الزوجة الميزابية قديما كرسالة للتعبير عن حالها، في رسالة بلغت الزوج المسافر، تقص من خلالها أحوالها، فقد حملت تفاصيل يومياتها وخوفها من العقارب والثعابين التي تدخل البيت من وقت لآخر، كما يشهد المكان عرضا لألوان مختلفة من الشاش والقبعات البيضاء، وما يعرف بـ«السروال المدور"، في حين توجد خامات مختلفة من "الحايك" الذي يعد لباس المرأة.

كما تحرص العائلات المزابية ببني يزقن، على تحضير طبق خاص في المناسبات، وهو "اوشون ن تيني"، وهو طبق الكسكسي باللحم والخضار وصلصة التمر، إضافة إلى تحضير شراب "التكرويت"، وهو عصير صحي يقوي المناعة ويزود الجسم بالطاقة، وكان في السابق يقدم للعرسان على وجه التقدير والدلال، والآن أصبح مشروب للعامة، ويتكون من أعشاب طبيعية الممزوجة المزج بدبس التمر والليمون.

أشار أحد الشيوخ في حديثه إلينا، إلى أن التعليم بدأ في المنطقة بفضل عمي يحي، رحمه الله، الذي تغرب لحوالي عشرين سنة، من أجل طلب العلم، وعاد بعدها لينشره في المنطقة، علاوة على أن القصر يحتوي على مكتبة القطب ومكتبة الشيخ بلحاج، كما يتعلم الذكور والإناث القرآن الكريم في أقسام منفصلة.