مرافقة ميولات الأطفال في سن مبكر أساس نجاحهم

إهمال الأولياء يفشل 90 بالمائة من الأبناء

إهمال الأولياء يفشل 90  بالمائة من الأبناء
  • القراءات: 438
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت الأستاذة أنيسة عماري، عضو في جمعية "مشروع أسرتي"، المشاركة في أشغال الندوة التي نظمتها جمعية "مشروع أسرتي" بالعفرون، مؤخرا، حول "التربية وتهديدات التكنولوجيا"، بمداخلة جاءت تحت عنوان "رعاية الميول المهنية عند الطفل"، والتي أكدت من خلالها، أن للوالدين دور كبير في رعاية هذه الميول، التي على أساسها يبني الطفل مستقبله، ويتحول إلى فرد ناجح في المجتمع.

قالت الأستاذة عماري في تصريح خصت به "المساء"، على هامش أشغال الندوة التي عرفت حضورا كبيرا للأولياء، بأن "اهتمامات الأطفال وميولاتهم تظهر في سن مبكرة، ويفترض أن يكتشفها الأولياء ويهتمون بها، من خلال رعايتها، لما لها من أثر في بناء شخصية الطفل، وتمكينه من التفكير في كيفية تحويل هذه الميول إلى مشروع مستقبلي في سن مبكرة"، مشيرة إلى أن "العائلات الجزائرية، للأسف، لا تزال بعيدة عن الاهتمام بهذه الميول ورعايتها، ويظهر ذلك من خلال إسقاط الرغبات الخاصة للأولياء على الأبناء، لعدة اعتبارات، منها من يرجعها مثلا، إلى الحفاظ على المشروع العائلي، في الوقت الذي يمكن أن يكون للطفل اهتمامات بعيدة كل البعد عن اهتمامات الأولياء".

وحسب المتحدثة، فإن "السن التي يظهر فيها ميول الطفل تكون بين الخمس والست سنوات، وهي الفترة التي يفترض أن يتدخل فيها الأولياء للبحث عما يثير اهتمامات أبنائهم من مواهب، من أجل مرافقتها ورعايتها، مردفة بقولها: "فمثلا، إذا كانت له ميول رياضية، يمكن تسجيله في نوادٍ، بهدف تشجيعه، أما إذا كانت له ميول في بعض النشاطات الثقافية، مثل المسرح أو الموسيقى أو التمثيل، فيمكن أيضا تسجيله في بعض المرافق الثقافية التي تعنى بمثل هذه النشاطات، وغيرها كثير من المجالات".

كما أنه "تقع على عاتق الأولياء مهمة المرافقة التي لا يوليها بعضهم أهمية، ولعل أبسط مثال على ذلك، التوجيه لاختيار بعض الشعب في بعض الأطوار التعليمية، حيث نجد الأولياء يتدخلون بقوة ليفرضوا على أبنائهم بعض الاختيارات التي لا يرغبون فيها، فقط لتحقيق حلمهم، أو لإكمال مشروع العائلة، أو لاعتبارات أخرى، دون مراعاة اهتمامات هذا الابن، بالتالي الأولياء مسؤولون مسؤولية كبيرة على نجاح أبنائهم فيما يرغبون فيه".

وردا على سؤال "المساء"، حول نسبة نجاح الأبناء الذين لا يتم الاهتمام بميولهم خلال مراحل معينة من أعمارهم، أكدت المتحدثة أن 90 بالمائة من الأبناء الذين لا يتم مرافقتهم  والاهتمام برغباتهم ومواهبهم، يتخلون عما فرض عليهم ويفشلون، بينما الذين يختارون ما كانوا يرغبون فيه، ينجحون ويبدعون.

تختم المتحدثة بقولها: "من أجل هذا، ارتأيت التركيز من خلال مداخلتي، على أهمية مرافقة الأولياء لأبنائهم في مراحل مبكرة من أعمارهم، بهدف تهيأتم للنجاح في المجتمع ومنه التأسيس لأفراد يعرفون ما يرغبون فيه ويسعون إلى تحقيقه".