المهرجان الثقافي الوطني 13 لأغنية الشعبي

مولوجي تدعو للانتقال إلى مرحلة التدوين والتوثيق

مولوجي تدعو للانتقال إلى مرحلة التدوين والتوثيق
  • القراءات: 612
دليلة مالك دليلة مالك

انطلقت الدورة الثالثة عشر من المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي، سهرة أول أمس الخميس، بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، في الجزائر العاصمة، التي خُصصت لتكريم عميدها الراحل الشيخ الحاج منور، والمطربين عبد الرحمان القبي وكمال بورديب، وسط حضور جمهور متذوق لهذا اللون الموسيقي الأصيل.

أشرف مدير تنظيم توزيع الإنتاج الثقافي والفني إسماعيل إنزارن نيابة عن وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، على حفل الافتتاح. وقرأ على الحاضرين كلمتها، التي أبرزت قوة وأصالة أغنية الشعبي، التي صمدت رغم كل مساعي المحتل الفرنسي لطمس الهوية الجزائرية. وكان هذا الفن أحد وسائل دفاع الشعب الجزائري؛ تحقيقا لوجوده، وإثباتا لهويته.

وأكدت أن الأغنية الشعبية تحديدا هي أحد أهم الطبوع الفنية الجزائرية التي اكتسبت خصوصية إيديولوجية، جعلت ألحانها تنتصر في كل أرجاء العالم، لتعبّر عن هموم وطموحات الجزائري، بقوة الكلمات التي تضمّنتها قصائد الملحون، والتي نظمها شيوخ كبار منذ القرن السادس عشر، على رأسهم أمير شعراء الملحون سيدي لخضر بن خلوف، وغيره من الشيوخ الذين تعاقبوا.

ونوّهت الوزيرة بالجهود المبذولة لإحياء هذا الموروث الثقافي، وتركيز المهرجان على الجانب العلمي والأكاديمي خلال الندوات والدورات والإصدارات القيّمة، مشيرة إلى أن مصالحها تعمل وفق منهجية قائمة على البحث العلمي والتاريخ، يشرف عليها أساتذة ومختصون لتثمين وترقية هذا الموروث الشعبي، والخروج من دائرته المحلية نحو مختلف دول العالم.

وقالت مولوجي: "آن الأوان، اليوم، لينتقل هذا المخزون الفني من مرحلة الشفوية التي ظل يعتمد عليها منذ ظهوره، إلى مرحلة التدوين والتوثيق بما يضمن مصداقيتها الأكاديمية من جهة الهيئات الدولية، وعدم تعرضها للنسيان والضياع من جهة أخرى. وهي الطريقة المثلى، كذلك، لحماية الحقيقة التاريخية من طرف بعض الجهات المغرضة".

وأكدت مولوجي أن قطاع الثقافة والفنون عبر كل مؤسساته، لن يدخر جهدا في تشجيع مبادرات المطربين الشباب؛ من أجل اكتشاف مواهبهم؛ لأنها الشريحة التي تمثل ضمان الاستمرارية والتجديد.

ومن جانبه، قال عبد القادر بن دعماش محافظ المهرجان إن التظاهرة فضاء، خُصص للشباب بالدرجة الأولى، والمهتمين بهذا النوع العريق؛ فزيادة على اكتشاف المواهب الشابة في نوع موسيقى الشعبي وبروز جيل جديد من الفنانين، يُعد المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي معهداً للتكوين؛ يُسطَّر فيه برنامج بيداغوجي لتطوير الشق المعرفي والعلمي في مجال موسيقى وأغنية الشعبي، والشعر الملحون.

وأضاف بن دعماش أن المهرجان يعمل على إبراز وتثمين هذا النوع من الغناء الجزائري؛ بهدف الحفاظ على هذا الموروث الشعبي، وترسيخ هذه الاستمرارية عند جيل الشباب؛ من خلال المسابقات الموجهة لهم، مشيرا إلى أن الدورة الثالثة عشر تركز على مرافقة المواهب في التكوين والتوجيه، ليكون لها دور في ترقية الثقافة الجزائرية، وللاعتراف بجميل شيوخ الجيل السابق، والجيل الحالي.

واستُهل الحفل بمقطوعة موسيقية "الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا" . ثم قدّم عبد الغني عزوز المتوَّج بالمرتبة الأولى في مسابقة هذا المهرجان لحساب دورة 2014، قصيدة "غزة" التي كتبها خليل خريس القصباجي.

وفُتحت، بعدها، منافسة المهرجان بدخول أربعة مترشحين؛ الأول هو نبيل عشو من ولاية غرداية، الذي أدى من كلماته وألحانه باللغة الأمازيغية (المتغير المزابي) "ربي يقوى" ، وألحقها بمخيلص بروالي. والثاني هو علواش أزواو محند أورمضان من ولاية تيزي وزو، الذي أعاد أغنية الكاردينال الحاج محمد العنقى "أمّي عزيزن".

ومن ولاية مستغانم تقدمت المترشحة صابرية بوعجاج بقصيدة للشاعر سيدي لخضر بن خلوف "يا الحاج دير مزية". وقبل ذلك أدت استخبار في طبع السيكا. وختمت بمخيلص "يا خير الأنام" .

وتَرشح زياد بولحليب من ولاية المدية، للمسابقة كذلك. وغنى قصيدة "راني ملسوع بالهوى" للشيخ محبوب اسطمبولي. وقدم استخبار في طبع رمل مايا، ومخيلص في طبع زيدان.

وتتكون لجنة التحكيم لهذه الدورة الجديدة من المهرجان، من بوعافية مصطفى رئيسا. وفي العضوية خالد شهلال ياسين، وسيد علي دريس، وعبد القادر رزق الله، وناصر مقداد.

وعُرض شريط فيديو عن حياة الراحل الشيخ حاج منور كلَفتة تكريمية. كما سيتم تكريم كمال بورديب وعبد الرحمان القبي في اختتام المهرجان سهرة الإثنين.