عروض اليوم الأول من منافسة الروائي الطويل

قصص إنسانية ملهمة

قصص إنسانية ملهمة
  • القراءات: 187
مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك

عرف اليوم الأول من منافسة الفيلم الروائي الطويل، لحساب مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي الرابع، أول أمس الخميس، مشاركة ثلاثة أعمال، تم عرضها بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، وهي الإسباني "ماتريا" والمالطي "كارمن"، مع تسجيل دخول الفيلم الجزائري الوحيد في هذه المسابقة "فرانز فانون" للمخرج عبد النور زحزاح.

اختار المخرج عبد النور زحزاح أن يظهر الجوانب الإنسانية لفانون، لإحداث تغييرات جوهرية على أسلوب عمل الطاقم الطبي في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة، في سنوات الخمسينات من القرن الماضي، وتعامل الممرضين مع المرضى، ففتح مقهى وملعب كرة قدم داخل المستشفى، وطلب أن يرتكز العلاج على فهم أسباب معاناة أولئك المريضات والمرضى، الذين عانى بعضهم من التعذيب والقهر الاستعماري، وعانى آخرون منهم من الجهل والفقر والحرمان العاطفي، إذ سعى إلى تطبيق أساليب جديدة في العلاج النفسي، رغم المقاومة التي واجهها من محيطه الطبي.

وعبر العمل عن مرحلة مهمة من تاريخ بطل الفيلم، لاسيما في جانبه الإنساني والمهني مع مرضاه، ونضاله ضد العنصرية الفرنسية المقيتة، وضد إهانة كرامة الإنسان وحرمانه من أبسط حقوقه في الحياة، لذلك أشار المخرج في بضع مشاهد، إلى ذلك الجانب النضالي السياسي المهم، الذي طبع يوميات فرانز فانون في الجزائر.

وبخصوص الفيلم المالطي "كارمن" للمخرجة فاليري بوهجيار، يروي قصة امرأة في الخمسينات، تخدم كاهنا كاثوليكيا، قبل أن تجد نفسها في متاهة التعامل مع حياتها ومحيطها، خاصة مع اقترابها من سن الخمسين.

تتسارع أحداث الفيلم، لتكشف عن اختلاط مشاعر "كارمن" التي حاولت استكشاف رغباتها وتحقيق طموحاتها، لنسيان حزنها، خاصة بعد ابتعادها عن خدمة الكاهن، إلا أن الواقع يصادفها بظروف تعجز عن التأقلم معها، رغم محاولاتها المتكررة، غير أن حب المحيطين لها وتشبثها بمبادئها، جعلها تعيد الالتحاق مرة أخرى بالكنيسة ومزاولة نشاطها من جديد.

وعن الفيلم الإسباني "ماتريا"، للمخرج ألفارو غاغو، فهو عمل يعالج وضعية المرأة في ظل النظام الرأسمالي الغربي، وما تعانيه من هشاشة في علاقاته الإنسانية، من خلال قصة الأم "رامونا" التي تعمل في قارب لصيد المحار، إلى جانب مصنع كمنظفة، يتم إخبارها رفقة زميلاتها العاملات، بأن وضعية المعمل ليست على ما يرام، وأنه سيتم تخفيض أجورهم لفترة، الأمر الذي جعلها تنتفض رفقة العمال على رب العمل، الذي قام بدوره بفصلها، لتبدأ رحلتها في البحث عن عمل جديد.

بعد محاولات عديدة لـ"رامونا" في البحث عن العمل، والخيبة التي صادفتها في مكتب العمل، وتجد فرصة لرعاية أحد المسنين ومساعدته في قضاء حاجاته اليومية. وعلى بساطة القصة وحواراتها القصيرة، يعكس الفيلم حالة إنسانية هشة يعيشها المجتمع الغربي، وتجلى ذلك من خلال العلاقة التي ربطت "رامونا" بكل الشخصيات الأخرى، إلا أن "رامونا" وجدت في الأخير شيئا من الأمان العاطفي والاحتواء لدى المسن الذي تعتني به.