سعد عمر يعرض برواق "راسم"

شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب

شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب
  • القراءات: 460
لطيفة داريب لطيفة داريب

يعود الفنان التشكيلي سعد عمر إلى معجبيه بمعرض جديد، يضم 40 لوحة لم تعرض من قبل، ولوحات أخرى تبقت من مجموعاته الفنية، برواق الفنون "محمد راسم"، إلى غاية 24 أفريل الجاري، تحت عنوان "جمال الجزائر".

في كل مرة، يلجأ الفنان التشكيلي سعد عمر إلى الصحراء لشحن بطارياته وتغذية إلهامه، ثم يعود إلى العاصمة محملا بصور التقطها عن أجمل بقعة في العالم، وبذكريات غرست في أعماقه، ليجسدها في لوحات جميلة فعلا، مثل اللوحات التي رسمها عن تيميمون، بعد زيارته لها في جانفي الماضي، من بينها لوحة "كثبان رملية..قمر"، التي رسم فيها رجلا يرتدي الزي التقليدي الصحراوي ويمسك بلجام جمله، أما السماء فزرقاء مضيئة يتوسطها قمر غير مكتمل، في حين تظهر الرمال وكأنها حقيقية فعلا.

في هذا، قال عمر لـ«المساء"، إنه رسم هذا المكان بعد أن تمتع بمنظره فعلا، في حين أن لوحتي "بدو وحيد" و«الصحراء الجزائرية.. ثلاثة جمال"، رسمهما من مخيلته، بعد أن تذوق سحر الصحراء، خاصة خلال زيارته الأخيرة لتيميمون. وأضاف أن الصحراء الجزائرية هي أجمل منطقة في العالم، وهذا بعد زيارته المتكررة لها وللعديد من دول العالم، مؤكدا عدم قدرته على التخلي عن حبه لها والراحة النفسية التي يجدها فيها.

أما عن لوحاته التي رسمها عن أبواب القصبة، فقال إنه أعجب بها كثيرا خلال زياراته للمحروسة، فقرر رسمها وإعادة البريق لها، متأثرا بحالها المتردي، لتظهر في لوحاته بشكل لامع جدا، خاصة وأنها محيطة بأزهار مختلفة الألوان والأشكال، من بينها لوحة "الباب الأخضر" التي تضم بابا كبيرا أخضر في قلبه باب صغير.

لوحة أخرى رسمها الفنان لزوج في القصبة، تحديدا لحماته رحمها الله "لالة زوينة"، التي تلبس الحايك وتمشي رفقة زوجها المرتدي للباس "الشنغاي" في أزقة القصبة، حيث مسقطها. أما لوحة "المسجد" فقد رسمها عن مسجد بالوادي، أضفى عليها بعض الرسومات من خياله الواسع، مثل الباحة.

لوحات أخرى جديدة يعرضها عمر برواق "محمد راسم"، من بينها لوحة عن "كلوب سات" بتيبازة، وهو مركب سياحي شهير، أضفى على الرسمة أيضا تفاصيل من مخيلته، فهو لا يبتغي أن يرسم المناظر والمباني كما هي في الواقع، بل يحب أن يزودها من خياله، وإلا لما اختلفت اللوحات كثيرا عن الصور.

رسم الفنان أيضا لوحات عن شرفات منازل بولوغين التي تطل على البحر، وهي المدينة التي قضى فيها جزءا من طفولته عند أخته الكبيرة رحمها الله. وعن البحر رسم الفنان أكثر من لوحة، فهو يعشقه عشقا كبيرا، خاصة حينما يكون مضطربا وتتشكل بذلك الأمواج التي تتصارع فيما بينها، مثل لوحة "المنارة البحرية" التي رسم فيها تضارب الأمواج عند الصخرة التي تحمل المنارة، أما لوحة "وحيد" فقد رسمها عن نفسه حينما يلجأ إلى البحر ويمشي على رماله ويبلل قدميه بمائه. في حين رسم في لوحة "طيران" النوارس بعدما شاهدها تحوم فوق بحر بولوغين.

كما رسم عمر لوحات عن الطبيعة الصامتة التي أكد عشقه لها، ربما لأنه يحب الفاكهة كثيرا، خاصة حب الملوك التي رسم أكثر من لوحة عنها، لأنها فاكهة لا تنبت إلا مرة واحدة في العام، وتختفي بسرعة، كما أن مذاقها حلو فعلا، يضيف الفنان، وتابع أنه يحب رسم التفاصيل في لوحات الطبيعة الصامتة، مثل رسمته لشفافية الدونتيل، بينما استعمل أكثر من عشرة ألوان لرسم العنب، حتى يظهر وكأنه حقيقي. أما رسمته لزهر التوليب، فراجع إلى حبه لهذا الزهر الذي اكتشفه حينما عاش فترة من الوقت بهولندا، المعروفة بحدائقها الغناء بالتوليب.

وعن مشروعه في تنظيم معرض خاص بموضوع الفضاء والكواكب، ذكر عمر صعوبة تحقيقه، إذ يتطلب رسمه لسبعين لوحة على الأقل لعرضها في فضاء راسم الكبير، علاوة على الوقت الطويل الذي يستغرقه للبحث عن المعلومات الخاصة بهذا العلم، والدليل رسمه لكواكب في لوحة، حسب موقعها الحقيقي في الفضاء، كما يعرض حاليا ثلاث لوحات جديدة بعنوان "كواكب تجريدية"، ليضيفها إلى السلسلة التي يجمع فيها هذا النوع من الرسومات، لكي يعرضها في وقت لاحق، حينما يصل عددها إلى سبعين لوحة.