مهرجان تيمقاد الدولي

سهرة الانتماء العربي والوحدة المغاربية

سهرة الانتماء العربي والوحدة المغاربية
  • القراءات: 865
ع. بزاعي ع. بزاعي
تتواصل الطبعة السابعة والثلاثون لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء تستقطب أعدادا هائلة من الجمهور، الذي ألف سهرات تيمقاد على مرّ السنين. ويقترح منظّمو المهرجان لليوم الأربعاء سهرة بأطياف جزائرية لبنانية، يترقب فيها الجمهور وائل الجسار.
استمتع جمهور تيمقاد سهرة الإثنين إلى الثلاثاء، بعروض برزت فيها النغمة التونسية الأصيلة التي صنعت الحدث الفني، وخلقت التمازج والتلاقح، فكانت السهرة تواصلا غنائيا وتأصيلا لموروث مشترك بين الشعبين التونسي والجزائري.
نجم هذه السهرة كان بدون منازع الفنان صابر الرباعي، الذي ألف أجواء المهرجان، فاستطاع بألحان تنساب وتتفاعل مع العناصر الموسيقية الأخرى، إعطاء بعد جمالي آخر ينم عن حسّ مرهف مستلهم من الموروث الحضاري، مستحضرا الروابط التاريخية بين الشعبين الجزائري والتونسي، فأطرب جمهوره بباقة من أغانيه الجديدة والتراثية.
ضيف المهرجان بمجرد ظهوره على المنصة لم يتوان في الإشادة بوقوف الجزائر شعبا وقيادة إلى جانب تونس، ووصفه بالموقف التاريخي المميّز الذي صور التكافل والتضامن مع الأشقاء التونسيين في محنتهم، وفي هذه الأجواء الفنية الرائعة، توقّع الرباعي للمهرجان مستقبلا زاهرا.
صابر الرباعي شدّ إليه الأنظار بعدما ضرب على وتر الوحدة المغاربية، التي اعترف بعدم جاهزيتها للتطبيق في الوقت الراهن، آملا أن ترفع الشبيبة المشعل لاحقا لتأكيد الانتماء للمغرب العربي الكبير، وأن تعود الشقيقة ليبيا لسابق عهدها لتكتمل الفرحة.
من جهتها، فاجأت الفنانة القبائلية نادية بارود الجمهور باستخبار من رائعة عيسى الجرموني «عين الكرمة»، لتطلق بعده العنان لتجول فوق المنصة مخاطبة الجمهور بباقة أغانيها المعروفة، فحوّلت المدرجات إلى ركح راقص، شأنها شأن الفنان كمال القالمي الذي خاض في فلكلور المنطقة، كما استحضر نماذج من التراث التونسي. ليركن الشباب للراحة برهة من الزمن بعدما انتظر طويلا الشاب رضوان واسترجع أنفاسه  في المشهد الأخير من السهرة التي أبدع فيها رضوان، وعرف في ظرف وجيز كيف يغازل الشباب على وقع الأغنية الرايوية، فقدّم أغانيه التي يحفظها الشباب عن ظهر قلب، وخلق بذلك المتعة والفرجة.