ملتقى "الخطاب التعليمي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين"

دعوة للاستثمار في لغة الضاد

دعوة للاستثمار في لغة الضاد
  • القراءات: 341
شبيلة. ح شبيلة. ح

دعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، إلى تبنّي مشروع ممنهج للنهوض باللغة العربية والاهتمام بالتنمية البشرية، مشددا على أهمية تشجيع القراءة والكتابة باللغة العربية لدى الناشئة؛ من أجل تعزيز رصيدهم اللغوي في هذه اللغة التي تحصي ما يزيد على 12 مليون كلمة، وتلقينهم البلاغة والفصاحة، وفنون القول المختلفة.

طالب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية خلال تدخله على هامش فعاليات الملتقى الوطني حول "الخطاب التعليمي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ضوء اللسانيات المعاصرة"، الذي احتضنته جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة نهاية الأسبوع، بدراسة اللسانيات؛ كونها أم العلوم، والاستثمار في اللغة العربية على الضوء اللساني المعاصر؛ كونها اللغة الأم، مع التركيز على الرياضيات والمنطق والفلسفة؛ من أجل اللحاق بركب الدول المتطورة؛ فالتقدم، حسبه، لن يكون إلا باللغة الجامعة (اللغة العربية).

كما أكد المشاركون في هذا الملتقى الوطني من جامعات تيزي وزو، وميلة، وعنابة، وخنشلة، وقسنطينة، والذي جاء إحياء لذكرى وفاة العلاّمة عبد الحميد بن باديس، على ضرورة استثمار المناهج اللسانية المعاصرة في استنطاق خطاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وأوصوا بالعمل على تقديم دراسة نقدية موضوعاتية لأعلام الحركة الإصلاحية وروادها، مع اقتراح موضوع " استراتيجية الخطاب الباديسي بين الأنا والآخر" كموضوع للملتقى الدولي المقبل، مع طبع أعمال الملتقى ونشرها.

وخلال إشرافه على افتتاح فعاليات الملتقى، أكد الدكتور السعيد دراجي مدير الجامعة، أن المنجز اللغوي العربي لايزال يفتقر إلى دراسات لسانية ترتكز على استنطاق النصوص والخطابات التعليمية والفكرية الجزائرية، التي يُطمح بها للتحسين والتفعيل والكشف اللساني والإجرائي، وفي مقدمتها كتابات علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تشكل نسقا فكريا متكاملا، أنتجته معطيات فكرية، واستدعته ظروف سياسية واجتماعية، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تنظيم هذا الملتقى الهادف إلى التعريف بالخطاب التعليمي الإصلاحي عند جمعية العلماء المسلمين، ومجالاته وقضاياه، وتوجيه الوعي المعرفي نحو ضرورة قراءة موروث الفكر الإصلاحي، والانتفاع من حمولاته المعرفية والمنهجية، إضافة إلى إبراز قيمة الخطابات التعليمية عند جمعية العلماء المسلمين، وأبعادها الحضارية.

أما رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد المجيد بيرم، فأكد أن التجديد الفكري أساس النهضة الباديسية؛ لارتباطه بالسلوك وأعمال الإنسان التي تستقيم باستقامته، مشيرا إلى أن الإدراك  هو ثمرة أفعال ناشئة عن الاعتقادات التي تصدر في شكل أقوال، وهو الأمر الذي يؤكد، حسبه، أن التفكير الجيد يحتاج إلى تعلم واجتهاد، وتحسين المهارات.

وتطرقت الدكتورة شهرزاد بن يونس من جامعة قسنطينة1 في مداخلتها، للمثلث التعليمي بين الرؤية الباديسية ومدارس الدرس اللساني المعاصر؛ حيث حاولت تأسيس منطق تفاضلي بين الفكر اللساني المعاصر وبين ما تقدمت به الأبعاد الفكرية التي جاء بها عبد الحميد بن باديس؛ من خلال دراسة المثلث الديداكتيكي "المعلم المتعلم والمعرفة"، معتبرة أن هذه الثلاثية أهم ما يناقَش في مجال التربويات. وأوضحت المتدخلة أن ابن باديس أضاف مركزا أخلاقيا جديدا في إطار المربع الديداكتيكي، معتبرا إياه المحور الرئيس، وأن بقية العناصر الأخرى تدور في فلكه، مؤكدة أن جمْع بن باديس بين التربية والتعليم مقصود، الغاية منه خلق نماذج مشرقة أخلاقا وعلما.