سهرة رمضانية في المسرح الوطني

جمعية دار الفن تُبهر الجمهور العاصمي

جمعية دار الفن تُبهر الجمهور العاصمي
  • القراءات: 510
دليلة مالك دليلة مالك

أمتعت جمعية "دار الفن" الثقافية من وهران، الجمهور العاصمي، أول أمس الجمعة، في سهرة موسيقية منوعة، احتضنها المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، واستلطفها الحاضرون، وتفاعلوا مع الأجواء الاحتفالية بنكهة رمضانية.

رحلة موسيقية عبر مختلف أنحاء الجزائر قادها الموهوب وسيم بلعربي المعروف باسمه الفني "جباليقس" ؛ إذ تميز برنامج السهرة بمجموعة مختارة من مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ضمن نوبة "رمل المايا" . وملأت النوتات الأولى لأغنية "اللهم صلِّ بطول المدى" ، القاعة، ونقلت الجمهور إلى جو روحي وتأملي.

وتنوعت العروض الموسيقية للفرقة الشابة، وتابعت بأداء "سيدي رسول الله سيدي"، تلاه انقلاب "يا حبيبي يا محمد" . وأعطت الأصوات القوية والحيوية للفنانين المؤدين، الحياة لهذه الألحان التقليدية؛ ما أثار مشاعر قوية في الجمهور.

وعرّجت الفرقة على طابع الحوزي، وأدت أغنية "يا قلبي خلِّ الحال" . ثم سرعان ما أصبح الجو احتفاليا مع أداء أغانيَ في نوع الشعبي؛ مثل "دوّم فرحي يا ربي" و"أه يا مولاي يا الله"، فجاءت لحظة تكريم مؤثرة، تم تخصيصها لغزة بأغنية "فلسطين" للشيخ محمد الباجي، التي قوبلت بتصفيق حار.

واستمر البرنامج بعروض رائعة، أحيت أغاني خالدة لفنانين جزائريين كبار؛ على غرار أغنية "كل نور" لعمر العشاب في الطابع الشعبي، تلاها "الحرم يا رسول الله"، التي ختمت الأمسية بشكل رائع بأغان ذات لمسة أندلسية؛ مثل "طلع البدر علينا" و"هيّا نزورو"، تركت الألحان الرقيقة والساحرة الجمهور في حالة من التأمل والإعجاب.

وكان الحفل الموسيقي متميزا بأداء الموسيقيين الذين ارتدوا الملابس التقليدية لمختلف مناطق البلاد من الجزائر إلى وهران، مرورا بقسنطينة، وتلمسان، ومستغانم، والبليدة، والبويرة، والشلف. وتفاعل الحاضرون مع كل نغمة ولحن؛ ما أدى إلى هتافات وتصفيق.

ولم يتوقف الجمهور الذي احتل الطوابق الثلاثة لقاعة المسرح الوطني الجزائري، عن الغناء والرقص طوال الأمسية.

وتأسست جمعية "دار الفن" عام 2018 في وهران. وهي جمعية ثقافية متخصصة في الموسيقى العربية الأندلسية، تهدف إلى الحفاظ على هذا الفن العريق، وتعزيزه، مع نقله إلى الأجيال الجديدة، وصون الموسيقى الأندلسية بكل أشكالها وتعبيراتها، وتقديم تعليم عالٍ لجميع الفئات العمرية؛ من الصغار إلى الكبار. وجاءت فكرة تأسيس الجمعية من غيرة أعضائها الكبيرة على الفن الأصيل بشكل عام، ورغبتهم الأكيدة في رد الاعتبار له.