صرح "بشطارزي" يحتفل باليوم العالمي للمسرح

الفن هو السلام

الفن هو السلام
  • القراءات: 411
د. مالك د. مالك

احتضن المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، مساء الأربعاء المنصرم، احتفالا باليوم العالمي للمسرح المصادف لـ 27 مارس من كل سنة، حضرته وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وعدد من الفنانين المسرحيين.

وبالمناسبة، قرأ محمد يحياوي مدير المسرح الوطني الجزائري، الرسالة العالمية للمسرح بعنوان "الفن هو السلام" ، التي كتبها لهذا العام الكاتب المسرحي والروائي النرويجي يون فوسه، الذي يُعد من مؤلفي المسرحيات الأكثر عرضا في العالم، والحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2023.

كما تم عرض مسرحية "حلاق إشبيليا" للمخرج هبال البوخاري، وإنتاج المسرح الجهوي عنابة عز الدين مجوبي، بهذه المناسبة.

وتناول العرض في طابع كوميدي هزلي وغنائي، قصة سيد من الطبقة الراقية "الكونت المافيفا" ، الذي يرغب في الزواج من شابة يتيمة "روزين" الموضوعة تحت وصاية طبيب يدعى "بارتولو" ، الذي يريد، هو الآخر، الزواج منها، غير أنه بفضل خادمه حلاق إشبيلية "فيغارو" ، يتمكن "الكونت المافيفا" من الفوز بروزين.

وقام بتصميم الكوريغرافيا توفيق قارة. والتأليف الموسيقي والغناء لمحمد كمال بناني، فيما تقاسم الأدوار مجموعة من الممثلين؛ على غرار عاطف كريم، وأسامة جرورو، وهاجر قرميط، ومحمد الشريف أوديني، وسحنون نزار، ونبيل رحماني، وزكريا زروال ومحمد حضري.

وحازت مسرحية "حلاق إشبيليا" العديد من الجوائز؛ منها جائزتا لجنة التحكيم، وأحسن إبداع موسيقي في المهرجان الوطني 16 للمسرح المحترف، وثلاث جوائز في الأيام المسرحية العربية الثانية الشهيد حسان بلكيرد بسطيف، منها جائزتا أحسن ممثل واعد، وجائزة لجنة التحكيم. وكانت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي هنّأت المسرحيين الجزائريين عشية اليوم الاحتفالي. ومما جاء فيها أنه مع حلول تاريخ السابع والعشرين مارس من كل عام، يأخذنا المسرح بدهشته أبا للفنون، ليس لإحياء أو تذكر يومه العالمي كموعد للاحتفاء أو التهاني ـ وهو أهل لذلك مع كامل الجدارة والاستحقاق تقديرا ووفاء لهذا الفن الشامخ في تاريخ الإبداع الإنساني ـ وإنما وقوفا، أيضا، مع ذلك الدور الريادي، الرسالي بنبل، الذي طالما قدمه المسرح للناس على أساس أنه جوهر إبداعه، وروحه المتوثبة دوما إلى إحقاق الحق، وترسيخ القيم الكبرى. 

وتضمنت التهنئة، أيضا، قول الوزيرة: "لعل ما يحدث لإخوة لنا في فلسطين وغزة من جرائم نكراء، ليكفي كي تدق الفنون جميعها، وفي مقدمتها المسرح، أجراس المسؤولية الفادحة والتاريخية، في نفس الوقت الذي تُلقى كل يوم، على عاتق أهل الفن والإبداع عامة، وخاصة المسرحيين العرب؛ اعتبارا بأنهم كأهل المسرح جميعا، ومنذ المعلم الأول أرسطو، اضطلعوا بالمهام الراقية للإبداع، وحملوا أعباء فكرة التطهير المسرحية، من الانحدار، والبغضاء من الحروب، والصراعات؛ من أجل ترسيخ الحوار والتعايش والمحبة والسلام".

وأكدت الوزيرة أن رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذه السنة، كانت إدانة واضحة للحرب والنزوع نحو العنف والتدمير والإرهاب؛ تعميقا للاختلاف بين البشر. ورافعت في الوقت نفسه على المتشابه الذي يجمع البشر؛ من أجل حياة أفضل، وهو ما ترافع من أجله الجزائر على كافة المستويات؛ إيمانا راسخا بحرية الشعوب وسيادتها.

ولقد كان المشهد المسرحي في الجزائر طيلة عقود، واعيا بريادة المسرح في قيادة أو إرشاد المجتمعات إلى فضائل الحياة الحضارية؛ إذ تنبذ العنف والحروب، وتُعلي من قداسة الإنسان والحياة، وتلكم رسالة الفن الخالدة. وكما جاء في رسالة اليوم العالمي للمسرح: " تتعارض الحرب والفن كما تتعارض الحرب والسلام، الفن هو السلام".