المتحف الجهوي "المجاهد العقيد علي كافي" بسكيكدة

استحضار الذكرى 26 لرحيل العقيد علي منجلي

استحضار الذكرى 26 لرحيل العقيد علي منجلي
العقيد علي منجلي
  • القراءات: 563
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أحيا المتحف الجهوي المجاهد العقيد علي كافي بسكيكدة، أوّل أمس، الذكرى 26 لرحيل المجاهد العقيد علي منجلي، أحد رجالات الثورة وأسود الولاية الثانية التاريخية، بالتنسيق مع جمعية الأجيال الوطنية، وبمشاركة مختلف أطياف الأسرة الثورية، إلى جانب الهلال الأحمر الجزائري فرع ولاية سكيكدة، والكشافة الإسلامية الجزائرية، وعدد من ممثلي المجتمع المدني.

فبعد قراءة الفاتحة على روح الفقيد بالمقبرة العمومية البلدية بعزابة، توجّه الوفد إلى أعالي جبل مليلة المعروف، الذي شهد معركة عين أم لقصب التاريخية بقيادة الرمز علي منجلي في ديسمبر 1957؛ حيث سُجّلت شهادات حية من طاقم المتحف الجهوي، مع كل المجاهدين عيسى شوية، وعمار نموشي وبلقاسم زايدي، استذكروا، من خلالها، معركة مليلة بنواحي عزابة أو كما تسمى معركة "8 أيام" التي تُعدّ من أضخم المعارك التي عرفتها الولاية التاريخية الثانية أواخر سنة 1957 بعد هجمات 20 أوت 1955.

 شارك فيها تقريبا أكثر من 300 مجاهد بقيادة المجاهد علي منجلي، فيما قُدّرت قوات العدو بـ 600 جندي مزوّدين بكل أنواع الأسلحة؛ منها الخفيفة والثقيلة، بما فيها الطائرات الكشفية والمقنبلة. وشملت المعركة جبل أبيض، والشرك، وحلايم، وعيون القصب، وعين شرشار، وأم النحل، والركنية، والسبت، وأولاد حبابة، وكاف ونار، وتانقوت، وبوهدان.

ولقّن خلالها المجاهدون الذين واجهوا العدو المستدمر ببنادق صيد، درسا في البطولة والتضحية والفداء. وارتقى أكثر من 300 شهيد قربانا للحرية والاستقلال، أغلبهم من كتيبة الولاية الثالثة، بعد أن كبّدوا العدو خسائر كبيرة، تمثلت في قتل 900 جندي فرنسي، وجرح العشرات منهم.

وحسب المتحف الجهوي لسكيكدة "المجاهد العقيد علي كافي"، فإن هذا النشاط الموجه للأجيال يندرج في إطار الحفاظ على الذاكرة الجماعية للوطن؛ من خلال إحياء مختلف مآثر ورموز ثورتنا المجيدة، سيتواصل إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، بتنظيم معارض ومداخلات، إلى جانب أنشطة أخرى بالتنسيق مع العديد من الشركاء.

للإشارة، وُلد الفقيد علي منجلي بعزابة يوم 7 ديسمبر 1922. ويُعدّ واحدا من أبرز مجاهدي الولاية التاريخية الثانية؛ حيث عُرف في صفوف الحركة الوطنية بحنكته السياسية، ومواقفه النضالية الواضحة، وبشجاعته كمجاهد وقائد صلب حاد الذكاء، ومخلص وشجاع.

وانخرط الفقيد في صفوف حزب الشعب الجزائري منذ شبابه. ثم واصل نضاله في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية؛ حيث أصبح مسؤولا في قسمة عزابة، ومرشحا للانتخابات المحلية التي فاز بها كنائب بالمجلس البلدي سنة 1947، ليواصل نضاله كمسؤول بارز في الناحية حتى انقسام الحزب سنة 1953؛ إذ لزم الحياد، ثم انضم لرأي الشهيدين ديدوش مراد وزيغود يوسف المتمثل في اختيار النهج الثوري، فكان واحدا من المساهمين في تحضير الثورة النوفمبرية مباشرة بعد مؤتمر الصومام، أصبح من الوجوه البارزة في الولاية التاريخية الثانية. كما قاد إحدى أكبر المعارك بالمنطقة، وهي معركة 8 أيام أو كما تُعرف بمعركة مليلة، وعين القصب بنواحي عزابة التي جرت أحداثها في الأسبوع الثالث من ديسمبر 1957، ودامت أسبوعا كاملا.

وفي سنة 1958 التحق بتونس، وهناك تدرّج في المسؤوليات إلى غاية تشكُّل تنظيم جديد لجيش التحرير الوطني؛ إذ أصبح عضوا في قيادة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني سنة 1959. وفي مارس 1960 عُيّن مساعدا للرئيس الراحل هواري بومدين في هيئة الأركان العامة، زيادة إلى مشاركته في المرحلة الأولى من مفاوضات إيفيان 20 ماي و13 جوان 1961.

وبعد الاستقلال أصبح العقيد علي منجلي عضوا في الجمعية الوطنية التأسيسية الأولى، ثم نائبا للرئيس في هذه الأخيرة. وفي سنة 1965 أصبح عضوا في مجلس الثورة إلى غاية شهر ديسمبر من سنة 1967؛ حيث استقال من منصبه بسبب المرض الذي ألمّ به، ليقرر العودة إلى مسقط رأسه، ليلتحق بالرفيق الأعلى في 14 أبريل من عام 1998؛ حيث ساهم في بناء مسجد وجامعة إسلامية تسمّى باسمه.