رئيس «لمسات» للفنون التشكيلية، فؤاد بلاع لـ«المساء»:

بعد الإقصاء محليا وتجميد الدعم سأتخلى عن الجمعية

بعد الإقصاء محليا وتجميد الدعم سأتخلى عن الجمعية
  • القراءات: 3130
ع.ز ع.ز

قرر رئيس جمعية «لمسات» للفنون التشكلية لولاية خنشلة فؤاد بلاع التخلي عن جمعيته بصفة نهائية، مباشرة بعد عيد الفطر المبارك، في خطوة مفاجئة أرجعها لأسباب، قال بأنها «مقنعة» ولن يحيد عن قراره في ظل تجاهل السلطات المحلية ممثلة في مديرية الثقافة، وحتى على مستوى الوزارة الوصية للمجهودات التي تقوم بها «لمسات» على المستويات الوطنية، العربية وحتى الدولية، وكانت الوضعية المالية وتجميد الدعم المالي الذي رصدته وزارة الثقافة القطرة التي أفاضت الكأس وعجلت باتخاذه لهذا القرار الصادم للأسرة الفنية في الولاية عبر الوطن، وحتى على المستوى العربي، بعد أن عبّر العديد من الفنانين الذين تفاعلوا مع الخبر على صفحته بالفايسبوك، عن بالغ أسفهم لهذا القرار، مطالبين إياه بالعدول عنه. «المساء» تقرّبت من فؤاد للوقوف على الأسباب الكامنة خلف قراره وأجرت معه هذا الحوار:

هل قرار توقيف نشاط جمعية «لمسات» بعد كل هذا الحراك على المستوى الوطني، العربي والدولي صائب؟

❊❊ أكيد، عندما نقوم بتقييم القرار من زاوية النشاطات التي قامت بها الجمعية في فترة قصيرة منذ إنشائها والأهداف، نجد أنّه «ظالم»، لكن لما نقيّمه من حيث انعدام الدعم من قبل السلطات المحلية ممثلة في مديرية الثقافة ووزارة الثقافة نجد أنّه «عين العقل»، فالجمعية في الوقت الحالي في وضعية مالية صعبة والديون أثقلت كاهلها ولن تستطيع مواصلة النشاط بهذا الشكل.

تحدثت عن الدعم، فما هو الإشكال بالضبط؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟

❊❊أن تقيم الجمعية أزيد من 12 صالونا و«سومبوزيوما» في أقل من عام، ليس بالأمر الهين، خاصة أنّه يحتاج لأموال كثيرة، والجمعية والمتعاطفون معها ممن يؤمنون بأهدافها وأهميتها، لن تستطيع أن تكمل على نفس الوتيرة، خاصة عندما يتعلّق الأمر بتصفية الحسابات ومحاولة تحطيم الجمعية من خلال إلغاء الدعم الذي رصدته الوزارة الوصية العام الماضي لجمعية «لمسات»، فيما تمّ تمرير الدعم لعدد من الجمعيات المحسوبة على أشخاص نافذين في الوزارة والمديرية المحلية للثقافة.

هل لك أن توضح أكثر، ما هو المشكل؟

❊❊في عهد المديرة السابقة للثقافة، أعطتنا تزكية دعم لمشروع بوزارة الثقافة، «لمسات» و6 جمعيات أخرى، وتم تأكيد تزكية المشاريع السبعة، لكن في شكل دعم مالي، لأنّ جمعيتنا مثلا قدّمت مشروعا لإقامة «سومبوزيوم» عربي، لكن ما حدث أنّ الدعم لم يدخل رصيد الجمعية إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، وبعد الاستفسار تأكد أنّ 4 جمعيات استلمت مستحقاتها، وعند استفساري لدى المصالح المختصة بالوازرة، فهمت أنّ إداريين محليين قاموا بإرسال تقارير مغلوطة دفعت لتجميد الدعم المخصّص لـ«لمسات»، وأنا الذي كنت معوّلا لتسديد ديون «السومبوزيوم» على هذا الدعم، فإدارة فندق البريد وحده أدين لها بـ50 مليون سنتيم إلى حد الآن، ووجدت نفسي مدانا، والمسؤولون لا يدعمون الشخص الذي يعمل ويقدّم الإضافة «والله غالب».. حقيقة هي خسارة كبيرة للفن، لكن أنا أب لطفلين  واكتفيت من بذلي للجهد دون أن ألقى دعما ولو معنويا على الأقل.

يأتي هذا القرار والجمعية برصيد حافل من النشاطات، هل لك أن تضعنا في صورة أبرزها؟

❊❊ تأسّست الجمعية الولائية «لمسات» للفنون التشكيلية خنشلة بتاريخ 16 فيفري 2016، بعد التأسيس مباشرة نظّمت الجمعية صالون «نوميديا» المغاربي للفن التشكيلي الطبعة (2) تحت شعار «الفن لغة العالم» من 19 إلى 24 فيفري 2016، بحضور كل دول المغرب العربي، بعد النجاح الذي حقّقناه قمنا بتنظيم صالون «ربيع الشباب العربي» للفن التشكيلي تحت شعار «رغم الألم ريشتنا الأمل» من 15 إلى 21 ماي 2016 بمشاركة 8 دول عربية ـ تليها مباشرة فكرة «سمبوزيوم» أعالي شيليا الدولي باقتراح من المشاركين، وتحقّق ذلك فعلا وجاء تحت شعار «الفن غذاء الروح» من 19 إلى 28 أوت بمشاركة 19 دولة عربية وأجنبية و41 ولاية على المستوى الوطني، بمشاركة أعمدة الفن الجزائري والعربي، كما كان له صدى إعلامي كبير، كتبت عنه 22 جريدة دولية ووطنية من بينها جريدتكم الموقرة وجرائد أخرى محلية.

بعدها قمنا بتنظيم الملتقى الدولي في مصر بالتنسيق مع مؤسسة «الفن والحياة مصر» بالغردقة، تحت شعار «الضمير العربي» من 19 إلى 23 أكتوبر 2016، بعدها جاء دور الصالون الوطني من 15 إلى 20 نوفمبر 2016 تحت شعار «سلاحنا ريشتنا وحروبنا ألواننا» بمشاركة 36 ولاية.

لم تكتف الجمعية وقامت بطلب من الفنانين التشكيليين، بتنظيم ملتقى في شكل توأمة بين تونس والجزائر تحت شعار «مظاهرات 11 ديسمبر بريشة الفنان» من 11 إلى 16 ديسمبر 2016، بمشاركة 15 فنانا وفنانة من تونس الشقيقة و21 فنانا جزائريا.

وفي سنة 2017، نظمنا بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وولاية الجزائر، صالون «نوميديا المغاربي» الطبعة (3) بمناسبة يوم الشهيد،  تحت شعار «الريشة المغربية تحتفي بالشهيد الجزائري» من 18 إلى 24 فيفري 2017 بالجزائر العاصمة، بمشاركة 74 فنانا وفنانة من كل دول المغرب العربي.

دون أن أنسى تنظيم، بالتنسيق مع دار الزيتونة للسياحة والفنون بتونس الشقيقة، ملتقى دولي تحت شعار «إبداع بلا حدود» من 25 إلى 29 مارس 2017، حيث شارك أكثر من 30 فنانا من الجزائر تحت إشراف جمعية «لمسات» للفنون التشكلية، وبعدها في شهر ماي قمنا بتنظيم «ربيع الشباب العربي» للفن التشكيلي الطبعة (2) بتونس الشقيقة ولاية سوسة، تحت شعار «المواطنة في الوطن العربي» بالتنسيق مع جمعية تونسية للفن من 13 إلى 19 ماي 2017.

كل هذا ليتم بعدها بقليل إقصاؤنا من التكريم بمناسبة عيد الفنان من قطاع الثقافة المحلي، ثم أصدم بقرار تجميد الدعم، ولكم أن تتصوّروا كيف سيكون ردي في ظل هذا الإقصاء.

في انتظار أن تعدل عن قرارك، ما هي الرسالة التي تريد أن تمرّرها للمسؤولين؟

❊❊ بالريشة حاولنا منذ تأسيس جمعية «لمسات» أن نمرّر العديد من رسائل الحب، المواطنة، العروبة والقيم الجميلة، ورسالتي الأخيرة كرئيس لجمعية «لمسات» كان إعلان التخلي عن الجمعية، لعلّ الأمر يرضي الكثيرين ممن يرون في الجمعية عائقا أمام الحراك الثقافي، إلا أنني أؤكّد لكم ولكلّ الفنانين التشكيليين أنني لا ولن أتخلى عن الريشة التي لا طالما آمنت بأنها أبلغ تعبيرا من أية وسيلة أخرى.