الوزير الأول في زيارة ميدانية إلى ورقلة هذا الخميس

مشاريع تنموية لمواجهة مطالب محلية ملحة

مشاريع تنموية لمواجهة مطالب محلية ملحة
  • القراءات: 786
حنان/ح  حنان/ح
يحل الوزير الأول، عبد المالك سلال غدا الخميس بولاية ورقلة حيث سيقوم بزيارة ميدانية، تنقله إلى أهم بلديات هذه الولاية البترولية بامتياز، لاسيما وسط المدينة وتقرت وحاسي مسعود. وتأتي هذه الزيارة في سياق خاص، تعيشه الولاية وعدد من مناطق الجنوب، حيث نمت حركية للمجتمع المدني المطالبة بالتنمية وبفرص شغل أكبر لشباب المنطقة، إضافة إلى الاحتجاجات التي شهدتها حول استغلال الغاز الصخري، ولهذا فإن انتقال الوزير الأول لورقلة سيكون له ثقله السياسي والاقتصادي.
ولأنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها هذه الولاية، فإن السيد سلال سيكون في مهمة لتأكيد عزم الحكومة على الإيفاء بكل الوعود وإعطاء دفع للتنمية وتحقيق أمل أبنائها في العيش الكريم والاستمتاع بالثروات الكبيرة التي تؤهل ورقلة التي تتربع على  مساحة إجمالية قوامها 163.233 كلم مربع، لأن تكون رائدة في التنمية المحلية.فالولاية الكبيرة بمساحتها لايتجاوز سكانها الـ640 ألف نسمة، كما أنها تحتضن أكبر حقل بترولي في الجزائر بحاسي مسعود، دون إغفال قدراتها الهامة في المجال الفلاحي، مما يجعلها قادرة على رفع تحدي التنمية الكفيل بضمان إطار معيشي أفضل للمواطنين.وقد استفادت ورقلة خلال السنوات الماضية من عدة مشاريع تنموية هامة في هذا القطاع لاسيما بعد تحديد مساحات زراعية عبر مختلف أنحائها من أجل إنشاء مستثمرات فلاحية جديدة، إذ يقدر حجم الأراضي الفلاحية بـ 6ر51 مليون هكتار، منها 7ر4 مليون هكتار عبارة عن مساحات صالحة للزراعة. وتشير الأرقام التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مسؤولين محليين إلى أن 11.141 شخصا استفادوا من مساحة إجمالية تقدر بـ 49.830 هكتار   من بينها 14.950 هكتار مستغلة حاليا بصفة فعلية.
وحققت الولاية التي تتوفر على ثروة هامة من النخيل تقدر بـ 2.562.268 نخلة مزروعة، تطورا ملموسا في إنتاج الخضروات، كما شهد الموسم الفلاحي (2014-2015) تطورا ملحوظا في زارعة الحبوب. ومن بين المشاريع الأخرى الهامة التي ينتظر لها أن تعزز القطاع الزراعي بالولاية ذلك المتعلق بإنجاز مركب فلاحي ـ صناعي بمنطقة سهل وادي ريغ والذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني.
ولأن التزود بالمياه هو عصب الحياة للسكان وللفلاحة، فقد استفادت الولاية من مشاريع هامة بقطاع الموارد المائية، تمثلت خصوصا في إنجاز 10 محطات لتحلية المياه بطاقة إنتاج إجمالية تقدر بـ27 ألف متر مكعب يوميا. كما دخلت خمس محطات للتحلية حيز الخدمة، فيما توجد محطة أخرى في إطار التشغيل التجريبي. أما المحطات الأخرى المتبقية، فقد أوشكت أشغال إنجازها على الانتهاء، وينتظر أن تكون عملية في غضون السنة الجارية، يضاف إلى ذلك المركب الهيدروليكي الذي استفادت منه دائرة الميقارين.
وفي قطاع النقل، شكل مشروع ترامواي ورقلة الذي انطلقت أشغاله في سبتمبر 2013 والذي يعد من  المشاريع الكبرى التي حظيت بها الولاية خلال السنوات الأخيرة. وتتواصل الأشغال بشكل حثيث لاستكمال هذا المشروع في آجاله المحددة شهر ديسمبر 2016.
كما انطلقت أشغال مشروع إنجاز خط السكة الحديدية الذي سيربط مدينتي تقرت وحاسي مسعود الجديدة وصولا إلى منطقة حوض الحمراء وذلك على مسافة 154 كلم في جانفي 2013، وحددت آجال تجسيده بـ 48 شهرا.
من جهة أخرى، يشكل مشروع إنشاء المدينة الجديدة لحاسي مسعود الذي رصد له مبلغ ستة ملايير دولار أمريكي تحديا تخوضه هذه الولاية، لما يتضمنه هذا المشروع العمراني الذي سيتوسط مدينتي ورقلة وتقرت من مزايا متعددة. وسيشرع خلال السنة الجارية في إنجاز 2.000 وحدة سكنية بهذا المشروع الذي يشتمل على إنجاز 18.400 وحدة سكنية.
لكن يبقى الهاجس الأكبر للحكومة ـ باعتباره المطلب الشعبي الأكبر بالولاية - هو توفير الشغل للشباب، ولهذا فإن جهودا حثيثة بذلت وتبذل إلى غاية اليوم من أجل تحقيق هذا المطلب المشروع والتخفيف من حدة البطالة.       
وحسب أرقام سنة 2014 التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، فإنه تم تنصيب أكثر من 10.000 طالب عمل بالولاية عبر مختلف المؤسسات الناشطة بالجهة من بين 14.914 و هو العدد الإجمالي لطالبي العمل الذين تم تسجليهم خلال السنة المنصرمة لدى الوكالة الولائية للتشغيل بورقلة، مقابل 17.407 طالب عمل سجل في سنة 2013. وحسب مسؤولي ملف التشغيل بالولاية، فإن وتيرة التوظيف بمختلف المؤسسات العاملة بالولاية ستبقى على نفس الوتيرة إلى غاية سنة 2018 خصوصا بالمؤسسات الوطنية الكبرى.
ملف آخر لايقل أهمية عن التشغيل، يتعلق بقطاع الطاقة والذي شكل في الأيام الأخيرة حدثا وطنيا بامتياز، هو الجدل الواسع الذي أثير حول الغاز الصخري، فرغم كل التطمينات التي صدرت عن الحكومة التي أكدت أن الأمر يتعلق بعمليات استكشاف وليس عمليات استغلال وكذا التطمينات الصادرة عن مجموعة من الخبراء الجزائريين وكذا إطارات من سوناطراك، فإن احتجاجات كثيرة نظمت للتعبير عن رفض استغلال هذا الغاز والمطالبة بتوقيف كل التجارب المتعلقة به.
وحتى وإن كانت مدينة عين صالح بتمنراست هي محور هذه الحركية الاحتجاجية، فإن ورقلة كانت هي الأخرى محطة لاحتجاجات مماثلة وهو ما يشير إلى أهمية الرسائل التي سيحملها الوزير الأول إلى سكان الولاية خلال الزيارة المرتقبة بعد غد.