الرئيس زوما يصف زيارته لبلادنا بالناجحة ويؤكد:

الجزائر شريك استراتيجي لجنوب إفريقيا

الجزائر شريك استراتيجي لجنوب إفريقيا
  • القراءات: 624
 ق. و ق. و
وصف رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، الجزائر بالشريك "الاستراتيجي" لبلده في شمال إفريقيا، مؤكدا على الطابع "التاريخي" للعلاقات التي تربط البلدين والشعبين، كما أشار إلى أن الجهود تنصب على العمل من أجل أن تنعكس العلاقات السياسية الثنائية في الميدان لا سيما  في المجالين الاقتصادي والتجاري.
وقال السيد زوما، عقب المحادثات التي جمعته مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن "جنوب إفريقيا تعتبر الجزائر شريكا استراتيجيا في منطقة شمال إفريقيا، في ظل وجود فرص متعددة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمار بين البلدين، مضيفا أن عددا من رجال الأعمال الجنوب إفريقيين يرافقون الوفد الذي يترأسه.
وبعد أن وصف زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر بـ"الناجحة"، أوضح أن البلدين التزما بتعميق علاقاتهما الثنائية أكثر فأكثر.
وأضاف رئيس جنوب إفريقيا الذي اختتم زيارته أمس، للجزائر بالقول إنه "يتعين علينا العمل أكثر للتمكّن من تعزيز شراكتنا أكثر فأكثر ولهذا قمنا بالإلحاح على وزرائنا للعمل في هذا الاتجاه"، مؤكدا أن البلدين اتفقا على تنظيم لقاءات ومباحثات "منتظمة" بين مسؤولي البلدين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، في حين أعرب عن ارتياحه لنتائج التعاون في عدة مجالات لا سيما العلوم والتكنولوجيا والفنون والثقافة والدفاع والأمن.
وذكر بأن المشاورات التي قامت بها فرق العمل الست ببريتوريا الأسبوع الماضي، قد سمحت بتحديد مجالات تعاون أخرى، منها التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين والأشغال العمومية، والسكن وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والنقل والشغل والسياحة والطاقة.
وبعد أن شدّد على الطابع "العريق" للعلاقات الثنائية، أكد السيد زوما، أن الجزائر
وجنوب إفريقيا تتقاسمان "علاقات تاريخية بالغة الأهمية تعود إلى فترة كفاح الشعوب من أجل التحرر ضد الاستعمار والأبارتيد".
وأضاف أن "البلدين التزما بالحفاظ على علاقاتهما وتعميقها من خلال تصور مشترك من أجل قارة يسودها السلم والرقي بغية وضع نظام عالمي أكثر إنصافا وعدلا"، مشيرا إلى أن محادثاته مع الرئيس بوتفليقة كانت "جد بنّاءة" حول العديد من المسائل الإقليمية والدولية، مضيفا أنه تطرق خاصة إلى مسألة الصحراء الغربية.
واستطرد السيد زوما، الذي تندرج زيارته للجزائر في إطار اجتماع الدورة الـ6 للجنة الثنائية العليا للتعاون الجزائري-الجنوب إفريقي بالقول، "أعربنا عن ارتياحنا للقرار الذي اتخذه مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي حول الوضع بالصحراء الغربية الذي تمت المصادقة عليه في 27 مارس 2015".
كما أشاد بمبادرات الرئيس بوتفليقة، والجزائر الرامية إلى ترقية السلم والأمن في المنطقة، وكذا بالتزام الجزائر بمواصلة وساطتها بمالي وليبيا، مشيرا في هذا السياق إلى أن الجزائر وجنوب إفريقيا جددتا "إدانتهما لكل أشكال الإرهاب"، في حين ألح على ضرورة مواصلة التعاون في مجال مكافحة هذه الآفة العابرة للأوطان.
من جهة أخرى وبمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة تبادل الرئيسان وجهات نظرهما حول عملية إصلاح المنظومة الأممية، واتفقا على مواصلة مشاوراتهما على مستوى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل وضع نظام حكامة عالمي "أكثر ديمقراطية وإنصافا".
وكان رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، قد أقام مساء أول أمس، بإقامة جنان الميثاق بالجزائر العاصمة، مأدبة عشاء رسمية على شرف رئيس جمهورية جنوب إفريقيا جاكوب زوما.
وحضر هذه المأدبة مسؤولون سامون في الدولة وأعضاء من الحكومة وكذا ممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
وفي ختام زيارته للجزائر كان في توديعه بمطار هواري بومدين الدولي، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال، وأعضاء من الحكومة، أوضح رئيس جنوب إفريقيا أن زيارته للجزائر ناجحة وأن البلدين التزما "بتعميق" علاقاتهما الثنائية.
وقد عقدت أشغال الدورة الـ6 للجنة الثنائية العليا للتعاون الجزائري-الجنوب إفريقي، حيث أكد البلدان على ضرورة بناء شراكة استراتيجية تكون في مستوى تطلعات شعبيهما. وتم بهذه المناسبة التوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق أساسا بالمشاورات السياسية ومحضر الدورة.
وأوضح السيد لعمامرة، أن أشغال الدورة التي تصادف زيارة الدولة التي يجريها رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما إلى الجزائر، تمثل فرصة لتحديد السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي لاسيما في المجال الاقتصادي.
وفي بيان مشترك عقب الزيارة أكدت الجزائر وجنوب إفريقيا "التزامهما بتوحيد جهودهما بغية محاربة الآفات التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية". وجدد الرئيسان بوتفليقة وزوما "إدانتهما الشديدة للإرهاب بكل أشكاله، حيث أكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود بشكل ملموس بهدف مكافحة الإرهاب العابر للأوطان".
في هذا الصدد أعرب الرئيسان عن "انشغالهما لتنامي الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات وتداول الأسلحة بطرق غير شرعية في إفريقيا وكل أشكال الجريمة العابرة للأوطان".
"من جهة أخرى أعرب رئيسا البلدين عن دعمهما للجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي والرامية إلى محاربة جماعات  "شباب"، و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"بوكو حرام" الإرهابية.
وفي هذا الخصوص أعربا عن دعمهما لتفويض الاتحاد الإفريقي للقوة متعددة الجنسيات وتضامنهما مع البلدان التي تواجه هذه الظاهرة. 
وعبّر الرئيسان بوتفليقة وزوما، عن دعمهما للمركز الإفريقي للدراسات  والأبحاث حول الإرهاب، ولجنة مصالح المخابرات والأمن الإفريقي، كما جددا التأكيد على التزامهما بالعمل من أجل المصادقة على الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي، والبروتوكول المتعلق بتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية.
وقد نظمت على هامش أشغال اللجنة لقاءات جمعت على انفراد الوزراء الجزائريين لقطاعات التجارة والصناعة والبريد وتكنولوجيات الإعلام  والاتصال والفلاحة والسكن مع نظرائهم من جنوب إفريقيا. وتمثل هدف هذه اللقاءات في تحديد مشاريع ملموسة من شأنها أن تساهم في بناء الشراكة الاستراتيجية.