الإنصات والتركيز أهم أسرارها

"كرة الجرس" رياضة أولمبية للمكفوفين

"كرة الجرس" رياضة أولمبية للمكفوفين
  • القراءات: 2455
 نور الهدى بوطيبة / تصوير: عمر.ش نور الهدى بوطيبة / تصوير: عمر.ش
تعتمد لعبة كرة الجرس الخاصة بالمكفوفين على اللياقة البدنية للاعب، وسرعة بديهته وقوة الإنصات والتركيز ودقة التصويب، مبدؤها سد الثغرات وحماية الشبكة، في مساحة هادئة بعيدة عن الضوضاء، ويكمن سر الانسجام بين اللاعبين في الإنصات التام للجرس المتواجد داخل الكرة.
يستمتع الأطفال المتمدرسين بالمؤسسة الخاصة بالمعاقين بصريا في العاشور بالعديد من النشاطات الترفيهية، أهمها رياضة كرة الجرس أو كما تعرف بـ»كرة الهدف»، وهي رياضة خاصة بهذه الفئة لها قواعد وأسس تلعب على أساسها، أنشئت في أواخر القرن الـ19 ودخلت للألعاب الأولمبية لتجنيب إقصاء هذه الفئة من المباريات الدولية.
كرة الهدف كرة خاصة بالمكفوفين ذات صوت يصدر من الكرة يمكن للمكفوف سماعه، تلعب بفريقين يحتوي كل واحد على 3 لاعبين ومثلهم يجلس على مقعد البدلاء، ويقوم كل لاعب بالدفاع والهجوم.
اقتربت «المساء» خلال زيارتها للمدرسة بالشاب محمود شتوح مدرب مختص في كرة الجرس، الذي أوضح أن هذه الرياضة تلعب بقواعد صارمة كغيرها من الألعاب الأخرى، ويتم توجيه اللاعب بألفاظ باللغة الإنجليزية نظرا لقواعد اللعبة التي وضعها منشئوها بإنجلترا.
ميزة هذه الرياضة، حسب المدرب، أنها تلعب بكرة ثقيلة تزن 1 كلغ و200 غرام، تحمل داخلها جرسا وتحتوي على ثقوب عديدة على سطحها للسماح بصدور رنات الجرس حتى يتسنى للمكفوف سماعها، وتلعب هذه الرياضة على ملعب عرضه 9 أمتار به شبكتان، وطوله 18 مترا، 6 أمتار للدفاع وأخرى للهجوم، زيادة على 6 أمتار للمنطقة المحايدة وتكون وسط الملعب.
تتمثل القاعدة الأساسية للرياضة بدحرجة الكرة على الأرض بااستعمال اليدين، حيث يقوم اللاعب بدفعها باتجاه مرمى اللاعب الخصم، ويحمل مجمل اللاعبين عصابة على العينين لتوحيد ظروف اللعب، كون كل فرد يعاني من إعاقات متفاوتة، فالبعض مصاب بكف كلي في حين يتمتع البعض الآخر بقصر بصري بدرجات مختلفة.
لا يقوم اللاعب برمي الكرة إلا بعد سماع إذن من الحكم بعبارة «بلاي»، حسب محدثنا ويقول «في حين الأخطاء التي تؤدى إلى احتساب ضربات الجزاء تكون بخروج الكرة خارج إطار الملعب، ارتفاع الكرة على الأرض عند رميها، حمل الكرة أكثر من 10 ثوان، أو لعب الكرة 3 مرات متتالية من نفس الفريق أو لمس العصابة أثناء اللعب، فهذه الأخيرة تعتبر محاولة غش. ويحاسب الحكم الفريق المرتكب لهذه الهفوات داخل الميدان بفرض ضربة جزاء، وتكون بإلزام الفريق المرتكب للخطأ بحماية شبكته بمدافع واحد فقط. مشيرا إلى أن زمن المباراة 20 دقيقة منقسمة إلى شوطين ويمكن أن ينتهي اللعب في أي وقت في حالة تقدم الفريق عن الفريق الآخر بفارق 10 أهداف.
وأكد الشاب محمود أن اللعبة لابد أن تتم في هدوء تام، وعلى الحّكم تحقيق ذلك الهدوء بترديد عبارة «بي كوايت» أي السكوت باللغة الإنجليزية، حتى يتمكن اللاعب من التركيز أكثر وسماع اتجاه الكرة ليستطيع الفريق من سد الثغرات بالانبطاح أرضا وصدها ومنعها دخول الشبكة.
تعتبر كرة الجرس (لعبة الهدف) لعبة أولمبية خاصة بالرياضيين المكفوفين وضعاف البصر، ترجع بداية اللعبة إلى عام 1946 لإعادة تأهيل المكفوفين من الحروب العالمية. ومن بين اللاعبين الذين التقيناهم بالمدرسة، الشاب محرز بلقنادير البالغ من العمر 18 سنة، ممارس لكرة الجرس منذ سنتين، أوضح خلال حديثه «أن التركيز هو أهم شيء لربح مباراة وأن فقدان أو قصر البصر يعطي للشخص إمكانية التركيز أكثر، وهذا بعد تطور حواس أخرى كاللمس والسمع.