الكاتبة والناقدة رحمة الله أوريسي لـ"المساء":

الفضل في توجيهي ودعمي يعود إلى والدتي

الفضل في توجيهي ودعمي يعود إلى والدتي
  • القراءات: 1118
حاورتها: خ. نافع حاورتها: خ. نافع
رحمة الله إبراهيم أوريسي، كاتبة وباحثة جزائرية متخصصة في الدراسات الأدبية المعاصرة والنقد المعاصر، مقيمة في المملكة العربية السعودية، نالت مؤخرا المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة في دورتها الـ18، في مجال النقد عن دراستها الموسومة بـ«إستطيقا قصص الأطفال من الحوامل المكتوبة إلى الحوامل المرئية»، كانت لنا فرصة التحاور معها حول العديد من قضايا الإبداع الأدبي وعن الجائزة التي تحصلت عليها، ليتعرف القارئ الجزائري عن تميز المبدع الجزائري وتألقه في مختلف المجالات خارج حدود وطنه

^ كيف تقدمين نفسك؟
^^ رحمة الله أوريسي، باحثة جزائرية من مواليد مدينة عنابة عام 1989م، خريجة جامعة تبسة كلية الآداب واللغات، متحصّلة على بكالوريوس أدب عربي، أقيم حاليا في المملكة العربية السعودية مع والدتي الدكتورة شادية شقروش.
^ متى دخلت عالم الكتابة الأدبية؟
^^ بدايتي مع عالم الكتابة كانت خلال مرحلة دراستي الثانوية، بكتابة الخاطرة والقصة القصيرة جدا، وبعد ذلك تطوّرت في المرحلة الجامعية وأصبحت كتاباتي أكثر نضجا.
^ في أي لون أدبي تبدع رحمة وبأي من الأسماء الأدبية العربية والأجنبية تأثرت؟
^^ أكتب في لون الإبداع القصصي «القصة القصيرة جدا» وفي لون الإبداع الروائي، كما أنّني مهتمة بالنقد وتأثّرت بالعديد من الروائيين الجزائريين، على غرار واسيني لعرج، الطاهر وطار وأحلام مستغانمي من الجزائر، كما تأثّرت بالروائي التونسي إبراهيم درغوثي، أمّا فيما يخصّ مجال النقد، فقد تأثرّت بوالدتي الدكتورة شادية شقروش وكذا الأسر التونسية التي احتككنا بها، بل كانوا جيران وأصدقاء والدتي، أمثال الدكتورة زاهية جويرو والدكتور محمد القاضي والدكتور صالح بن رمضان الذين أفادوني كثيرا، حيث أخذت عنهم من خلال احتكاكي بهم، التقنيات أو الآليات الإجرائية في تحليل النصوص.
^ وهل لديك إصدارات؟
 ^^ نشرت العديد من المقالات والبحوث النقدية في صحف ومجلات علمية في السعودية وبريطانيا ولبنان والعراق، على غرار جريدة «الجزيرة»، مجلة «الراوي» في جدة وبريطانيا، كما شاركت في عدد من الملتقيات والندوات العلمية في السعودية وخارجها.
^ وكيف استطعت الجمع بين البحث العلمي والكتابة الأدبية؟
^^ أنا بطبعي أميل إلى الكتابة الإبداعية منذ صغري، وقد صقلت هذه التجربة مجموعة من النقّاد والأدباء، كانت توجهني والدتي إليهم كي يطّلعوا على إبداعي من ناحية، ومن جهة أخرى ـ أعني النقد ـ فإنّ بقائي في المملكة العربية السعودية فتح لي آفاقا كثيرة، حيث استرجعت المعلومات السابقة التي قرأتها في الجامعة بتوجيه من والدتي دائما التي كانت تحفّزني على تحليل النصوص الأدبية «الشعرية والنثرية» وفقا لمناهج النقد المعاصرة، ومنه دخلت مسابقة الشارقة وتحصّلت على المرتبة الثانية وأنا أعتبره إنجازا كبيرا.
^ كيف تنظرين إلى الحركة الثقافية في السعودية التي تقيمين بها مقارنة بالجزائر؟
^^ حقيقة، الحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية من بين الأسباب التي دفعتني إلى الكتابة من خلال الكم الهائل من الفعاليات الثقافية التي تقام بها على مر أشهر السنة، إلى جانب تسهيل نشر أعمال المبدعين، في حين تعيش الساحة الثقافية الجرائرية حاليا  أصعب أوقاتها، عكس السنوات الماضية، حيث كانت تعيش عصرها الذهبي بفضل أسماء أدبية لامعة، على غرار الطاهر وطار ـ رحمه الله ـ، إلى جانب التفاعل بين الأكاديميين واتّحاد الكتاب، أمّا الآن فأنا أحسّ أنّ الوضع مختلف بغض النظر عن المهرجانات الشعرية التي تقام في بعض المدن الجزائرية أو الأمسيات القصصية، إلاّ أنّ الإبداع الجزائري بقي راكدا، لأنّهم لا يشجّعون على النشر ولا يحفّزون المبدعين على طبع إنتاجهم، مثلما هو موجود في المملكة، فهناك لجان خاصة تقوم بقراءة أعمال المبدعين المبتدئين وتحكيمها من أجل طباعتها، فهل توجد هذه الأمور عندنا في الجزائر؟ يؤسفني وضع العديد من المبدعين الجزائريين الذين يكتبون أفضل بكثير من مبدعي بعض الدول الأخرى، لكنهم لا يجدون يد العون التي تأخذ بيدهم كي يطبعوا أعمالهم حتى ينظر النقاد فيما كتبوا، أين نحن من كل هذا؟
^ كيف جاءت فكرة الترشح لجائزة الشارقة للإبداع الأدبي؟
^^ فكرة المشاركة في مسابقة الشارقة كانت تراودني في السابق،  فقد سبق وشاركت في مجال القصة القصيرة جدا وأخفقت ولم أفز، الأمر الذي دفعني إلى المحاولة مرة أخرى، حيث ركّزت على نقاط القوّة في شخصي، وأقصد مجال النقد بحكم تأثري بأسرتي والمجتمع المحيط بي واحتكاكي بالفكر النقدي، وأعني هنا والدتي وكذا ميلي إلى مجال النقد منذ كنت طالبة في الجامعة، ربما هذه الأسباب كانت تحفزني على المشاركة في المسابقة.
^ كيف استقبلت هذا التتويج كأديبة وجزائرية؟
^^ شعرت وأنا أستقبل هذا التتويج بنشوة الانتصار والفرح والفخر، تسلّمت تهنئة من سفير بلدي الجزائر في السعودية، السيد عبد الوهاب دربال الذي أشكره على هذه الالتفاتة الطيبة.
^ هل من مشاريع في الأفق؟
^^ لديّ مشروع رواية أنهيتها منذ فترة وسأشارك بها في مسابقة أخرى عسى الحظ يحالفني في التفوّق في هذا المجال الأدبي، كما لدي مشروع كتاب نقدي آخر.
^ كيف نختم هذا اللقاء؟
^^ أتمنى أن يرقى الحراك الثقافي الجزائري إلى المستوى الذي يجعله يصل إلى الدول الأخرى، كما أتمنى أن يهتم ذوو الأمر والنقاد الجزائريين بالإبداع الجزائري والشباب الجزائري الذين مايزالون في بداية الطريق، لأن الجزائري يكتب بعمق، لكن الحظ لا يحالفه في طباعة أعماله.