وداعا بربار
- 2430
تكتبه: أحلام محي الدين
لم يكن خبر وفاة الفنانة الكبيرة والقديرة فتيحة بربار خفيف الوزن على محبيها وجمهورها وزملائها في المهنة، فقد وقع كالصاعقة على الجميع، خاصة أن الكثيرين كانوا يطمحون لرؤيتها بعد العودة من باريس. كما أشار إليه محدثنا سيد علي بن سالم رئيس جمعية الألفية الثقافية والفنية، الذي اضطر إلى توقيف الحفل التكريمي لأربعة مخرجين، وهم لمين مرباح، غوتي بن ددوش، موسى حداد والسيدة باية الهاشمي، قائلا: "يستحيل أن يبتهج المسرح ويرقص طربا في الوقت الذي لم يصل بعد جثمان فتيحة إلى الجزائر، وهو الذي وقفت عليه طويلا ولسنوات". إذاً هي أيام نعيشها على واقع أفول نجمة سطعت لسنوات طويلة في فضاء الفن الجزائري، استطاعت أن تصنع الفرجة، وتضحك حتى تظهر النواجذ؛ فخلال سنوات العطاء التي كانت ثقيلة ومحمَّلة بالكثير من الأعمال التي حملت في جوهرها حب الوطن، الأخلاق وتشريح الواقع، استطاعت بربار ابنة الجيل الذهبي للمسرح والسينما والتلفزيون، أن تبدع في كل ما قدّمت؛ مما يؤكد استحالة تعويضها خاصة أنها نشأت وسط العمالقة، على غرار بشطارزي، رويشد، عريوات، وردية، يحيى بن مبروك وكذا صابونجي، كلثوم ووهيبة زكال؛ فرحيل فنانة الأجيال التي عُرفت بتواضعها وتواصلها مع الشباب وحثهم على الرقيّ بالفن الجزائري وحمله لأبعد مدى، يُعتبر خسارة كبيرة للساحة الفنية، إلا أن اتباع خطواتها الفنية وأخلاقها المهنية والاستفادة من عطائها، يمكن أن يعطي الكثير للجيل الجديد.
رحمك الله "فتيحة" وكل فناني الجزائر الحبيبة.
رحمك الله "فتيحة" وكل فناني الجزائر الحبيبة.