معرض صالحي جيلالي برواق "عائشة حداد"

ألوان جامحة في عالم تجريدي

ألوان جامحة في عالم تجريدي
  • القراءات: 1071
لطيفة داريب لطيفة داريب
جينو (صالحي جيلالي)، فنان شاب لم تثنه دراسته الاقتصاد في الجامعة، من ممارسة هوايته ألا وهي الرسم، وها هو اليوم يعرض 22 لوحة برواق "عائشة حداد" إلى غاية 22 من الشهر الجاري، تمس ّبالدرجة الأولى فن البورتري وكذا الفن التجريدي الغارق في الألوان.
بدأ "جينو" ابن منطقة الأربعاء ناث ايراثن (تيزي وزو)، مسيرته في عالم الرسم منذ طفولته، فلم يتوان في رسم كلّ ما يحرك مشاعره، فكان في سنوات الابتدائية يعيد رسم الرسوم المتحركة والأشرطة المرسومة، لينتقل إلى رسم البورتريهات في مرحلة متقدّمة من الشباب، ويواصل في هذا المسار الفني وهو في الجامعة يدرس علم الاقتصاد، ليقوم في وقت لاحق بعرض لوحاته وهو ما حقّقه حاليا برواق "عائشة حداد".
ويقدم هذا الفنان العصامي في معرضه هذا 22 لوحة من بينها عدّة لوحات عن بورتريهات عائلية، وأخرى لشخصيات معروفة من بينها بورتري للفنان لونيس آيت منڤلات، فرسم تقاسيم ملامحه، ولم يشأ أن يضع عليها الألوان لتبرز بصورة أدق، وبورتري آخر بالألوان يحمل عنوان "ابن أخي موموح" وهي لطفل صغير مبتسم يرتدي سترة زرقاء وأخرى حمراء مكتوب عليها اسمه، ولوحة ثالثة عن الجدّة تسعديت، التي تبرز امرأة في سن متقدّمة تعد حلويات تقليدية.
وتوالت البورتريهات للوصول إلى لوحة بعنوان "ذاكرة" تضمّ عدّة بورتريهات عن عشر شخصيات أثّرت في مسيرة الجزائر، وقدّمت تضحيات وإن اختلفت توجّهاتها إلاّ أنّها انصبت في خدمة البلد من بينها مولود فرعون، طاهر جاووت، كاتب ياسين، العقيد عميروش، معطوب الوناس وعبان رمضان.
كما اختار (جينو) عدّة مواضيع للوحات أخرى من بينها الطبيعة الصامتة، حيث رسم مجموعة من الأواني فوق مائدة من بينها إبريق وسكّرية، وأضفى على خلفيتها ألوان الأخضر والأحمر والأزرق رسمت بشكل سريالي، ودائما في نفس الموضوع، رسم (جينو) لوحة "على قدم مزهرية" حيث رسم مزهرية وفي أسفل قدمها توجد شتى أنواع الفاكهة.
لوحة أخرى بعنوان "الحدس" رسم فيها (جينو) عصفورة تقدّم الطعام لصغيرها، بالمقابل وفي عالم غمرته الحمرة، وعن ولع الفنان الشاب صاحب الـ28 ربيعا، بالألوان حكاية طويلة خصّص حلقاتها في أكثر من لوحة ووجهها إلى الأسلوب التجريدي، فرسم في لوحة "أولى" لونين رئيسيين وهما الأحمر والأزرق ولونين آخرين هما الأصفر والأسود وهذا بشكل فني، فتظهر اللوحة وكأنّها تضمّ عاصفة لونية تشدّ الأنظار.
وعبّر (جينو) عن الشمس بلوحة تظهر وكأنّها تحتضن شظايا من انفجار كوكب الشمس، حيث يتمازج اللونان الأحمر والأصفر، أمّا لوحة "القوة الهادئة"، فاعتمد فيها الفنان أيضا على اللونين الأحمر والأصفر إلاّ أنّه أضفى عليهما اللون الأزرق لون القوة الهادئة، مبرزا أيضا الرموز الأمازيغية مثل لوحة "البذرة" التي ضمّت بدورها رمزا أمازيغيا غارقا في خضرة جميلة.
"ليلة أمل" هو عنوان لوحة تصيب الزائر برغبة في التأمّل، حيث يجد نفسه أمام بدر يعمّ السماء بلون أزرق خاص ناتج عن ضوء يخفق في الظلمة، وماذا عن الموجة التي تضرب في لوحة تحمل نفس الاسم؟ لمَ تحمل ألوانا غير المعتادة؟، أما لوحة "القوة الطاغية" فكانت اسما على مسمى، إذ غمرها اللون الأحمر لون القوة الجامحة.
وعن الرياح العاصفة التي تأخذ كلّ ما تجده في طريقها إلى وجهة غير معلومة







في أغلب الأحيان، فرسم صالحي لوحتين، الأولى بعنوان "ريح الشمال" وطغى عليها اللون الأزرق والثانية بعنوان "ريح الجنوب" التي غمرها اللون الأحمر، ودائما مع اللون الأزرق رسم الفنان لوحتين بعنوان مشترك "الحلم الأزرق".