رغم جهود مصالح الرقابة

التجارة الفوضوية تعود بقوة إلى شوارع قسنطينة

 التجارة الفوضوية تعود بقوة إلى شوارع قسنطينة
  • القراءات: 1973
زبير. ز    زبير. ز
عادت إلى مدينة قسنطينة مؤخرا ظاهرة التجارة الفوضوية، حيث انتشرت بكثرة، واحتل التجار الطفيليون المساحات العامة والشوارع عبر مختلف الأحياء، والتي سبق لمصالح الأمن محاربتها، خاصة أنها تشوّه منظر شوارع المدينة، وتزيد من حدة أزمة الاختناق المروري بالعديد من المحاور، فضلا عن أنها تساهم في الإضرار بالاقتصاد الوطني؛ كونها مرتعا لترويج سلع مجهولة المصدر.
ورغم المجهودات التي تبذلها مصالح الأمن بالتنسيق مع مديرية التجارة بالولاية، إلا أن التجار الفوضويين دخلوا في ”لعبة القط والفأر” مع مصالح الرقابة والردع، وهو الأمر الذي وقفنا عليه بوسط المدينة، وبالضبط بشارع 19 جوان (ري دو فرانس)، حيث انتشر عدد كبير من الشبان لعرض مختلف السلع، وبمجرد رؤيتهم رجال الأمن فروا نحو أماكن حضّروها مسبقا لإخفاء سلعهم داخل بعض المنازل وأسفل سلالم العمارات. والمتجول بشوارع المدينة يصطدم بالحواجز الحديدية الموضوعة على الجدران، والتي وضعها المقاولون الذين يقومون بأشغال التهيئة والتحسين الحضري؛ استعدادا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، كما يصطدم بالعدد الكبير من التجار الفوضويين الذين احتلوا الشارع ويعرضون كل شيء للبيع؛ من أواني منزلية إلى ألبسة أطفال وملابس داخلية، زرابي وبطانيات، ملابس رجالية ونسائية وأحذية لمختلف الأعمار، كل هذا يجعل عابر هذا الشارع يستغرق وقتا طويلا للوصول إلى الجهة الأخرى وسط زحمة لا تطاق.
كما لم يسلم حي دقسي عبد السلام بجوار مقر الولاية، من الظاهرة، فرغم تشييد سوق لائقة تضم أكثر من 700 تاجر على أنقاض سوق فوضوية سابقة وامتصاص عدد كبير من التجار الفوضويين بين 2007 و2010، إلا أن التجارة الفوضوية عادت لتنتشر كالفطر في محيط السوق اليومية، وامتدت حتى مختلف الأزقة والشوارع داخل هذا الحي، على غرار الشارع الواقع بين مسجد حمزة ومتوسطة خالد بن الوليد، الذي تحوّل إلى سوق فوضوية، بعيدا عن أعين أعوان الرقابة وقمع الغش لمديرية التجارة.
من جهتهم، يشتكي العديد من مستعملي الطريق الرابط بين قسنطينة وحي المنية من الازدحام المروري الذي بات يعرقل تنقلاتهم اليومية، بسبب تواجد عدد كبير من العربات والشاحنات لتجار فوضويين يعرضون الخضر والفواكه بهذا المحور، الذي يعرف، أصلا، حركة مرور كبيرة.
ورغم بعض الإجراءات التي قامت بها مصالح الأمن؛ من وضع حواجز إسمنتية على جانب الطريق لمنع توقف هؤلاء التجار الفوضويين، إلا أن الأمر لم ينفع، وحتى إن بعض التجار من سوق الشهداء التي تم تهيئتها مؤخرا والتي كلفت خزينة الدولة مبالغ مالية إضافية، غادروا المساحات المخصصة لهم، وتوجهوا نحو الأسواق الفوضوية، بحجة غياب الزبائن عن السوق النظامية.
وأمام هذا الوضع غير المريح، تبقى السلطات المحلية مطالبة بإيجاد البدائل، والتصدي بحزم لوضع حد لمثل هذه الظواهر، من أجل تنظيم الأمور بعاصمة الشرق، التي تستعد لاستقبال عدد كبير من الضيوف السياح العرب والأجانب في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.