احتفاء باليوم العالمي للغة العربية

المجلس الأعلى للغة العربية يكرّم مختار نويوات

المجلس الأعلى للغة العربية يكرّم مختار نويوات
  • القراءات: 1632
لطيفة داريب لطيفة داريب
احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، كرّم المجلس الأعلى للغة العربية، ضمن منبره "شخصية ومسار"، الأستاذ الدكتور مختار نويوات، وهذا أول أمس، بمكتبة الحامة، عرفانا بجهوده في خدمة اللغة العربية، دراسة وتدريسا.
وفي هذا المقام، قال الدكتور مختار نويوات، إن اللغة العربية ليست وسيلة ثقافية بل هي مادة للثقافة، كما أن تدريسها مهم جدا، مطالبا بضرورة أن تكون لغة مرنة متكيّفة مع مراحل النمو الحضاري ومختلف البيئات، كما يجب أن تكون لغة للتكنولوجيا ولجميع ميادين الحياة وهذا من دون أن تفقد أصالتها.
أما عن مهامه بالمجلس الأعلى للغة العربية، فقال إنه قبل أن يساهم في أشغال هذا المجلس خدمة للغة العربية بعد أن رفض مهاما سياسية لأنها من غير طبعه، مضيفا أنه يدين بـ"علمه" لوالده الشيخ موسى الأحمدي، الذي حفّظه القرآن وحبّب له اللغة العربية.
من جهته، تحدث رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الأستاذ عز الدين ميهوبي، عن ظروف لقائه لأول مرة بنويوات، حينما كان هذا الأخير مفتشا للغة العربية وميهوبي طالبا في الثانوية، مشيرا إلى أن هذا الرجل العالم المعلّم، الدّارس المدرّس، الخادم لأمته في صمت، الواقف في جبهة المعرفة، آخذا بأيدي عشرات الباحثين في شؤون الأدب واللغة والتراث، لا يتعب ولا يعتد بعلمه.
وتداول الأساتذة الجامعيون على المنصة لتقديم شهاداتهم حول المسيرة الحياتية والعلمية لمختار نويوات، والبداية بالأستاذة سعيدة كحيل، من جامعة عنابة التي قالت إنها درّست العروض لطلبتها بفضل التكوين الذي حظيت به من أستاذها نويوات، فقد كان نابغا في هذا العلم وعارفا بأصوله، كما أشرف على رسالتها للماجستير.
أما الأستاذ مرتاض عبد الجليل، من جامعة تلمسان، فأكد أن ما من أحد عرف الشيخ نويوات، المكرّم إلا وقد عرفه لغويا ضليعا، أديبا بارعا، ناقدا متبوعا لا تابعا وقارئا نهما خاشعا، لا يحكم على ما يقرع وقره طاعنا ولا شافعا، ولا يبدي فيما خُولف فيه رأيا قاطعا ولا نقدا لاذعا.
بالمقابل، ذكر الأستاذ الطاهر ميلة، من جامعة الجزائر العاصمة، تعدد أبحاث الأستاذ مختار نويوات، من علوم اللغة وبلاغتها إلى فنون الشعر وتحقيق المخطوطات وغيرها من العلوم والفنون، كما اهتم كثيرا بالعلاقة بين الفصحى والعامية، أما العربي دحو، أستاذ جامعي من باتنة، فقال إن مختار علم من أعلام الأمة، قدم أجمل الخدمات لأبنائها، وذكر حادثة تتمثل في تنظيم ندوة تربوية أطرها أستاذ مصري، الذي طالب بتوجيه الطلبة في مادة التعبير الكتابي المنجز بالبيت، إلا أن نويوات، رفض ذلك بحجة أن الطالب يجب أن يكون حرا في أداء واجباته ومن ثم تأتي عملية التقييم.
من جهته، قال الإعلامي والمؤرخ محمد عباس، أن الأستاذ مختار قدم له درسا في الصرف لم ينسه، في حين أكد الأستاذ محمد حريشي، من جامعة بشار، أن نويوات يحسن إدارة الجلسات، كما أنه دقيق في ملاحظاته، ويجمع بين الثقافتين العربية والفرنسية، أما الأستاذ الجامعي عبد المجيد حنون، من جامعة عنابة، فأكد إتقان نويوات، للغتين العربية والفرنسية وبالتالي دفاعه عن اللغة الضاد حبا لها ولقيمتها الكبيرة أيضا. كما تحدث السياسي سعد الدين نويوات، شقيق مختار، على بعض مراحل حياة هذا الأخير خاصة طفولتهما المشتركة، وكذا دقة أخيه في التعامل باللغة العربية بدون كلل.
للإشارة، الأستاذ مختار نويوات، ولد سنة 1930 بالمسيلة، تحصل على العديد من الشهادات، أولها شهادة العليا الإسلامية سنة 1951، شهادة ليسانس في الأدب العربي سنة 1954، شهادة الدراسات العليا سنة 1962، التبريز سنة 1963، ودكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية سنة 1981، من جامعة السربون.
اشتغل عدة مناصب، آخرها أستاذ مكلف بالدروس فمحاضر فمرّسم بجامعة عنابة، لديه العديد من الإصدارات وهي: "ديوان ابن سنان الخفاجي"، "العامية الجزائرية وصلتها بالفصحى"، تعريب مصطلحات التشريح الطبوغافي ثلاثي اللغات للأستاذ عبد الحفيظ الحلايدي"، "الأساس في مصطلحات علم التشريح"، و"مصطلحات في علمي التشريح والفيزيولوجيا، فرنسي عربي".