تحصلا على 39 و33 بالمئة من أصوات الناخبين التونسيين

مؤشرات حملة انتخابية ساخنة بين السبسي والمرزوقي

 مؤشرات حملة انتخابية ساخنة بين السبسي والمرزوقي
  • القراءات: 638
 م. مرشدي م. مرشدي
يتوقع أن يكون الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية، نهاية الشهر القادم، حاميا وسيشد أنفاس الناخبين التونسيين الذي سيتابعون أطوار الحملة الانتخابية التي ستسبق موعده بكثير من الترقب، وخاصة وان الفارق بين نتائج المرشحين السبسي والمرزوقي لم تتعد ست نقاط.
وحصل رئيس حركة "نداء تونس" الوزير الأول الأسبق باجي قايد السبسي، على 39,46 بالمئة من أصوات الناخبين المعبّر عنها بينما حصل منافسه الرئيس الحالي منصف المرزوقي، على 33,43 بالمئة من الأصوات بفارق كبير عن المرشحين الآخرين.
وأكدت هذه النتيجة والملاسنات الحادة التي نشبت بين المرشحين الاثنين أن الحملة الانتخابية التي تنطلق أسبوعا قبل موعد إجراء الدور الثاني نهاية الشهر القادم، ستكون ساخنة ستزيدها لعبة الكواليس ومساعي الاستقطاب للناخبين المترددين وأيضا لمؤيدي المرشحين الخاسرين منذ الدور الأول نكهة انتخابية وتشويقا وترقبا لموعد يوم الحسم. 
والعداء الذي أبداه الرجلان لبعضهما البعض جهارا خلال الحملة التي سبقت الدور الأول مؤشر على ذلك حتى وان كان ذلك ربما لمقتضيات الحملة التي تتطلب في بعض الأحيان رفع سقف اللهجة وحدة الاتهامات لـ«تشويه" صورة الخصم في نظر الناخبين وخاصة المترددين منهم.
فإذا كان السبسي، سيركز على التودد لمناضلي من صوتوا لصالح مرشحي عائلته السياسية من التيارات العلمانية، فالمؤكد انه لن يخوض في ساحة الإسلاميين المعتدلين منهم والمتطرفين بعد أن اتهمهم علنا بدعم منافسه منصف المرزوقي، في موقف كشف بعض مجال تحرك كل منهما والشرائح المستهدفة خلال الحملة الانتخابية القادمة.
وهو مؤشر يعطي الاعتقاد أن ست نقاط الفاصلة بينهما لا يجب الأخذ بها لأنها ستكون غير ذات قيمة في معادلة انتخابية بمعطياتها المغايرة تماما لتلك التي سادت في الدور الأول. وهو الأمر الوارد جدا وخاصة في حال أخذ الإسلاميون انتقادات السبسي من وجهة نظر سلبية واعتبروها تهجما عليهم، وهو ما يعني أنهم سينتهجون سلوكا انتقاميا عبر تصويت عقابي ضده بمنحهم أوراقهم لصالح المرزوقي.
وإذا سلمنا بحجم الوعاء الإسلامي بين مجموع الناخبين التونسيين فإن السبسي، يكون قد وقع ضحية سوء تقدير للموقف الانتخابي، وكان بإمكانه مغازلة الإسلاميين بطريقة فيها الكثير من الود بدلا من عداء معلن حتى يقطع الطريق أمام منافسه لكسبهم الى جانبه يوم الامتحان الأكبر.
وإذا كانت عملية مغازلة الإسلاميين ستكون ساخنة فإن ذلك لا يمنع من القول أن 7,82 بالمئة التي حصل عليها المناضل اليساري حمى الهمامي، و5,5 التي حصل عليها سليم الرياحي، رجل الأعمال المعروف في الأوساط الرياضية التونسية، ستكون هي الأخرى محل تودد من قايد السبسي كما من المرزوقي.
وهي أرقام تسيل اللعاب وستكون الكواليس والصفقات السياسية اكبر اختبار لحنكة مرشح مخضرم بتجربة وحنكة الوزير الأول الأسبق، الذي ما انفك يؤكد انه يعمل من اجل إعادة هيبة الدولة التونسية بعد أربع سنوات من التيهان، في مقابل مرشح تشبع بمبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها عبر الممارسة اليومية ويريد أن يواصل مسيرة التحول في الممارسة السياسية التونسية.
وهو ما جعله يؤكد أن السبسي، هيكل من بقايا النظام السابق ويجب قطع الطريق أمامه حتى لا يجهض مكاسب ثورة شباب ثار من العدم ليقول كفى لوضع قائم.
وبين المقاربتين سيكون الناخبون التونسيون بمثابة الحكم النهائي في مقابلة ديمقراطية ربما ستكرس مبادئها وتتحول الى تجربة تسلكها دول عربية أخرى لاستعادة ثقة مفقودة بين الحاكم والمحكوم.