المراهنة على الدقة في المواعيد وتخفيض فاتورة الوقود

مراقبة الحافلات بنظام التتبع عن بعد

مراقبة الحافلات بنظام التتبع عن بعد
  • القراءات: 1997
نوال / ح نوال / ح
استطاعت المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها “ايتوزا” التحكم في  مراقبة حركة تنقل الحافلات عبر 64 خطا مقترحا بعد تعميم تقنية تحديد مواقعها عبر الأقمار الصناعية في انتظار التحكم أكثر في مواقيت وصول وإقلاع الحافلات في المستقبل القريب، وهو ما يدخل ضمن مشاريع عصرنة الخدمات لبلوغ المقاييس العالمية على حد تعبير السيد محمد سعيد شارف، مدير عام مساعد، الذي اعترف بتسجيل بعض النقائص خاصة في مجال خدمة المسافرين مؤكدا عزم المؤسسة ضمن استراتيجيتها على إعادة الاعتبار للنقل الحضري وشبه الحضري.
وتعتزم الشركة على حد تصريح المدير العام المساعد لـ«المساء” تقليص تكاليف استهلاك الوقود من خلال تعميم تقنية تحديد مواقع ومسارات الحافلات، حيث تدفع الشركة سنويا 10 ملايير دج تكاليف الوقود والهدف بالنسبة لهذه السنة هو تقليص التكلفة بـ2 مليار دج كحد أقصى، وذلك  من خلال الحرص على سير الحافلات في وجهاتها المحددة وعدم الانتظار مطولا في المحطات مع الابتعاد عن التحايل  وهو ما يتم التحكم فيه عبر تقنيات المراقبة عن بعد على أن تحقق المؤسسة، بعد سنتين على أكثر تقدير، رهان توفير الحافلات في المحطات كل عشر دقائق. 
وقصد استعادة ثقة الزبائن في الشركة وتحسين العلاقة بين القابض والمسافر سيتم ابتداء من الأسبوع القادم تعليق منشورات خاصة عبر جميع الحافلات لإعلام المسافرين بأسعار التذاكر وشروط ركوب الحافلة وإجبارية قطع التذاكر. وأشار السيد شارف إلى أن الإشكالية التي لم تتمكن الشركة من حلها هي المسافرون المتحايلون، حيث يسجل يوميا عزوف العديد من المسافرين عن دفع قيمة التذاكر مستغلين في ذلك الاكتظاظ عند الصعود أو المحطات الفرعية، ولذلك تسعى الشركة إلى إعلام المسافر بشروط ركوب الحافلة وتحسيسهم بضرورة دفع حقوق الاستغلال.
وعن مبادرة فتح مساحات إشهارية عبر الحافلات من خلال تخصيص مساحات في التذاكر والإشهار على شاشات خاصة داخل الحافلة أو الإشهار “موبيفلاي” بغرض تنويع مصادر التموين كون الأسعار المطبقة في التذاكر لا تغطي كل النفقات، أكد المتحدث أن المؤسسة جهزت 50 حافلة  كمرحلة أولى وتم اختيار شريك خاص لتسيير هذه  الفضاءات الاشهارية، إلا انه لغاية اليوم لم تتمكن الشركة من إيجاد متعاملين اقتصاديين فباستثناء بعض المؤسسات في مجال الصناعات الغذائية التي تعاملت مع الشركة خلال شهر رمضان لم يتم تسجيل اهتمام باقي المتعاملين الاقتصاديين بهذا الجانب، وعن إمكانية لجوء الشركة إلى رفع سعر التذاكر مرة أخرى أكد المدير العام المساعد أن الأمر غير مطروح حاليا.
وبخصوص عملية تسيير المصاعد الهوائية الأربعة بالعاصمة، أشار المسؤول إلى ارتفاع الطلب عليها في الفترة الأخيرة، خاصة أن الانقطاعات الأخيرة للتيار الكهربائي لم تؤثر على نشاط المصاعد، ذلك أن الشركة خصصت مولدات احتياطية تسمح بمواصلة المصعد نزوله أو صعوده بطريقة عادية، غير أن المشكل طرح بقوة بخصوص استغلال شبكة “تراموي” الجزائر، حيث تسببت الانقطاعات في تكاليف إضافية للشركة التي أجبرت على تخصيص حافلات احتياطية لنقل المسافرين إلى وجهاتهم، ولحل الإشكال تم الاتصال بالشركة المسيرة للمشروع بغرض الجلوس مع مجمع سونلغاز على طاولة المشاورات لبحث حلول تموين الشبكة بالطاقة الكهربائية بصفة يومية من دون الوقوع في إشكالية الانقطاعات المستمرة.
أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية للشركة، فأشار المدير إلى استلام مصعد هوائي جديد السنة القادمة يربط بلدية باب الوادي ببوزريعة، وهو المشروع الذي سيخفف الضغط عن خطوط النقل التي تربط البلديتين، ولذات الغرض، تم توظيف 3 تقنيين في مجال الصيانة يتم حاليا تدريبهم من طرف الشركة المنجزة للمصاعد بغرض ضمان توفير الصيانة خلال إطلاق الخدمة.
من جهة أخرى، اقترح والي الجزائر السيد محمد كبير عدو على مسيري الشركة تخصيص حافلات ذات ثلاث عربات لفتح وجهة نقل جديدة تربط ضفتي الساحل العاصمي من الشرق إلى الغرب، وهو ما سيربط بلدية زرالدة بمحطة النقل بالخروبة.
من جهة أخرى، وبغرض توفير خدمات متعددة، تقرر تخصيص حافلات من الحجم الصغير التي تتوفر على 15 مقعدا لربط المناطق القريبة خاصة ببلدية باب الوادي، وحتى يتم تشجيع المسافرين على استغلال خدمة الاشتراك سيتم إطلاق تذاكر “المراسلة” التي تسمح لمستعمليها  استغلالها خلال 50 دقيقة التي تلي عملية اقتنائها، كما يمكن استغلالها عبر كل الخطوط وهو الاجراء الذي سيقلص من عدد المتهربين عن الدفع.
يذكر أن شركة “ايتوزا” تغطي 74 بالمائة من بلديات العاصمة وهناك اقتراح لفتح خطوط إضافية خاصة بالنسبة لبلديات سويدانية وبئر توتة، وتقدم خدماتها لأكثر من 3 ملايين مسافر، وهي اليوم تقترح 64 خطا منتظما منها 20 خطا تتواصل الخدمة بها إلى غاية منتصف الليل غير أن الطلب عليها يبقي ضعيفا.