تخصص في طب الأسنان وامتهن الفن

وهران تودع "حميميش"

وهران تودع "حميميش"
  • القراءات: 1080
خ. نافع خ. نافع
فقدت الجزائر اسما من الأسماء التي أثثت الساحة الفنية والثقافية، ووري الثرى مساء أول أمس بمقبرة العين البيضاء بوهران، جثمان الفكاهي حجام الشريف المعروف فنيا باسم "حميميش"، الذي انتقل إلى دار البقاء، في حادث مرور أليم وقع الخميس المنصرم بالقرب من مدينة البليدة، وهو في طريقه إلى العاصمة في مهمة عمل فني.
اعتبر كل من عايشوا المرحوم عن قرب من مسرحيين وفكاهيين، أنّه برحيل "حميميش" خسر الفن في وهران أحد أهم أعمدته، فقد كان من بين الفنانين القلائل الذين نجحوا في تفجير مواهبهم المتعدّدة، حيث جمع بين التمثيل، التهريج، الغناء والتنشيط، ورغم تقدمه في السن، إلا أنه كان لا يزال يعيش طفولته، بحكم احتكاكه المتواصل مع  الأطفال، وكان المرحوم ينوي تقديم مونولوغ "وان مان شو"، في محاولة منه للإلمام بتقنيات هذا النوع المسرحي وخوض التجربة، لكن الموت كان أسرع، حيث اختطفه بغتة.
وكغيره من الفنانين والمسرحيين، عانى المرحوم "حميميش" من تجاهل البعض، رغم أنه صديق الأطفال وعلم أجيالا متعاقبة من الفنانين، كونه طبيب أسنان لم يمنعه من تعاطي الفن، حيث أحب التمثيل واختار فن التهريج واستطاع لسنوات طويلة إسعاد عالم البراءة، سواء في المؤسسات التربوية أو المقرات الثقافية، لما كان يقدّمه، كما شارك في العديد من الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحلية والوطنية.
وسيظل جيل كامل من الأطفال يذكرون المرحوم "حميميش"، صديق الصغار الذي كان يشاركهم فرحتهم في مختلف المناسبات، على غرار مهرجان "قراءة في احتفال"، النشاطات التي كان يقدمها على هامش العطلة الصيفية، وزيارته للأطفال المرضى بمختلف المؤسسات الاستشفائية، حيث كان يرسم البهجة والفرحة على شفاههم بعروضه الشيقة، فوداعا عمي "حميميش".