"قراءة في احتفال" بالبليدة

إقبال كبير على الورشات وعزوف عن فضاءات البيع

إقبال كبير على الورشات وعزوف عن فضاءات البيع
  • القراءات: 886
لطيفة داريب لطيفة داريب
أُسدل الستار على مهرجان "قراءة في احتفال" بولاية البليدة، بتوزيع الجوائز على الفائزين الأوائل في المسابقات المتعلقة بالمطالعة، الرسم، الأشغال اليدوية وفن طي الورق، وشهدت هذه الفعاليات إقبالا كبيرا من الجمهور، خاصة الأطفال، عكس فضاء بيع الكتب الذي شهد عزوفا واضحا.
عرفت الطبعة الرابعة لمهرجان "قراءة في احتفال" بولاية البليدة إقبالا كبيرا للجمهور، وفي مقدمته الأطفال الذين شاركوا بحماس كبير في كل الورشات المنّظمة في هذا الإطار للمطالعة والرسم والأشغال اليدوية والتزيين على الأوجه وفن طي الورق، كما تمتعوا بالعروض المسرحية الهادفة وألعاب الخفة والبهلوانية المقدمة.
وفي هذا الصدد، كشف مدير مديرية الثقافة بولاية البليدة لـ"المساء"، عن تنظيم هذه التظاهرة من طرف الجمعيات، وهو ما أضفى عليها طابعا مميزا، مضيفا أنّها لم تتوقّف عند مدينة البليدة فحسب، بل تجاوزت فعالياتها بلديات ودوائر أخرى، فزارت مدينة مفتاح من الفاتح سبتمبر الجاري إلى العاشر منه، أما مدينة بوفاريك فاحتضنت المهرجان من الثالث سبتمبر إلى الـ 12 منه، في حين انتقل إلى البليدة من السادس سبتمبر إلى الـ 15 منه.
وأضاف عياش أن الهدف من تنظيم هذا المهرجان الذي يصادف الدخول المدرسي واستعدادات الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة المجيدة، يتمّثل في ربط علاقة وطيدة بين الطفل والكتاب، مشيرا إلى توزيع عشرين ألف كتاب على الأطفال المشاركين في هذه الطبعة.
أمّا المكلف بالإعلام في المحافظة المكلفة بتنظيم التظاهرة؛ عبد الكريم مقفولجي، فأكّد لـ"المساء" تميز الطبعة الرابعة لمهرجان "قراءة في احتفال" مقارنة بالطبعات السابقة، من خلال التنظيم الجيد، حيث نُظّمت هذه الفعاليات بمركز الإعلام الإقليمي للناحية العسكرية الأولى مع إشراف الجمعيات على تأطيرها، إضافة إلى إقبال الأطفال الكبير وتأكيدهم على حب المطالعة.
في المقابل، أرجع المتحدث الإقبال الضعيف جدا على فضاء بيع الكتب إلى المصاريف الكبيرة التي دفعتها العائلات الجزائرية بمناسبة الدخول المدرسي والاستعداد لعيد الأضحى المبارك، لينتقل إلى موضوع آخر يتمثل في ضرورة تخفيف البرنامج الدراسي على الأطفال حتى لا يملوا من المطالعة، لأن كثافة الدروس تدفعهم إلى اختيار وسائل أخرى للترفيه، مثل مشاهدة التلفزيون والإبحار عبر الأنترنت.
عرفت هذه الطبعة تنظيم عدة ورشات شاركت فيها أطياف كبيرة من الأطفال، من بينها ورشة المطالعة التي أدارتها جازية محمود التي أشارت لـ"المساء"، إلى مشاركة قرابة 500 طفل في مسابقة تلخيص القصص، وهو ما صعّب من مهمة اختيار أفضل تلخيص، لتضيف أن الأطفال وحتى الكبار، توجهوا إلى ورشة المطالعة واستمتعوا بقراءة القصص، ومنه شاركوا في مسابقة تلخيصها وتم اختيار ثلاثة منهم للفوز بالجوائز الأولى.
أما رزيقة بوقلماني المشرفة على ورشة الأشغال اليدوية في المهرجان، ورئيسة جمعية "كنوز" الثقافية والسياحية والصناعة التقليدية بالبليدة، فعبرّت لـ"المساء" عن سعادتها لمشاركة الأطفال في ورشتها، وقالت بأن هناك من الأطفال من يشاركون في المهرجان منذ طبعته الأولى، لتضيف أنّ هذه الورشة سمحت بالكشف عن المواهب وتحفيز الأطفال لملء فراغهم بصنع ما يستفيدون منه، كعلبة وضع الأقلام على شاكلة حيوان، مثل أرنب أو فراشة، وهو ما يريح الأولياء الذين يسعدون باستغلال أطفالهم لكل ما يقع بين أيدهم بما فيه فائدة لهم.
وبتزامن تنظيم هذه الطبعة مع الدخول المدرسي وانعكاساته على مدى إقبال الأطفال، وقالت المتحدّثة بأن المهرجان يفتح أبوابه مساء، أي بعد خروج الأطفال من مدارسهم، كما استقطب أطفالا من العديد من البلديات التابعة لولاية البليدة وحتى في مناطق أخرى، مثل الجزائر العاصمة.
من جهتها، أكدت سعاد تدريست، فنانة تشكيلية ومكلّفة بورشة الرسم لـ"المساء"، على المشاركة القياسية للأطفال في الورشة المتعلقة بالرسم، حيث رسموا العديد من المواضيع بكلّ فرح وحب، بالأخص موضوع حول التعامل مع الكوارث الطبيعية، حيث تعلّموا رسم طاولة، وكيفية الاختباء تحتها، إلى جانب رسم نافذة، وتعلّم عدم الوقوف أمامها، لتنتقل في الحديث إلى اكتشافها للمواهب، مثل ريماس خياط التي تبلغ من العمر عامين وتحسن رسم جسم الإنسان بدقة.
في إطار آخر، تأسّفت أمينة عكاشة، ممثلة عن دار "عالم العلم والمعرفة" اللبنانية بالجزائر، المشاركة في هذه الفعاليات، عن الإقبال شبه المنعدم للجمهور على فضاء بيع الكتب بمهرجان "قراءة في احتفال" (البليدة)، وقالت بأن الدار تبيع موسوعاتها بالتقسيط، حيث يقدم الراغب طلب شراء ويدفع كل شهر مبلغ 2500 دينار، وأضافت المتحدثة أنّه رغم التسهيلات، ومن بينها انتقال القابض إلى مسكن الشاري لقبض دفعات ثمن الموسوعة، إلا أن الدار لم تشهد بيع موسوعاتها في هذه الفعاليات، وهو نفس ما حدث بالنسبة لدور النشر الأخرى المشاركة.
في المقابل، عرف حفل اختتام مهرجان "قراءة في احتفال" لولاية البليدة، توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقات الورشات المنظّمة في هذا الإطار، وفاز في مسابقة تلخيص القصص؛ حميس محمد يوسف، رانية ملاط وصبونجي رفيق، وتحصّل كل منهم على شهادة تقديرية، إضافة إلى مجموعة من القصص.
وفاز بالجوائز المتعلقة بالرسم؛ الشيكر مبارك، دمرجي هشام وطيب اتيام سيد علي، أمّا جوائز ورشة الأشغال اليدوية، فظفر بها نور الهدى عشو وفارس حرزلي، في حين نال ميهوب ياسين، كركوب سيد أحمد وجوادي سامي على الجوائز المتعلقة بورشة فن طي الورق.
وظفر أطفال آخرون بجوائز تشجيعية تتمثّل في مجموعة من القصص، في المقابل عبرّ حميس محمد يوسف الفائز بالجائزة الأولى لأحسن تلخيص لـ«المساء"، عن حبه الكبير للمطالعة، خاصة المتعلقة بقصص الأنبياء، مشيرا إلى اختياره لتلخيص قصة يوسف الصديق عليه السلام راجع إلى إعجابه بسيرة النبي وكذا توفّره على معلومات حولها من خلال متابعته السابقة لمسلسل حول حياة نبي اللّه يوسف عليه السلام.