الموالون يعرضون قطعانهم والمضاربة سيدة الموقف

العاصميون يجسون نبض الأسواق وينتظرون انخفاض الأسعار

العاصميون يجسون نبض الأسواق وينتظرون انخفاض الأسعار
  • القراءات: 1858
استطلاع/ فريال.ح استطلاع/ فريال.ح
تعرف مختلف نقاط بيع الماشية بالعاصمة، التي قامت وزارة الفلاحة بفتحها هذه السنة منذ يوم الجمعة الماضي، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين يتهافتون عليها لإشباع فضولهم وجس نبض الأسعار المتباينة، ليتسنى لهم اتخاذ قرارهم النهائي بخصوص اقتناء "كبش العيد"، وأثنى الموالون على قرارات الدولة التي اتخذتها قبيل العيد لضمان صحة المستهلكين وتفادي الإصابة بأية أمراض تنجم عن الحمى القلاعية أو غيرها، وفي جولة "المساء" الاستطلاعية إلى بعض نقاط عرض الماشية، لاحظنا تفاوتا في الأسعار يبررها الموالون في كل مرة بغلاء تكاليف التسمين والنقل.
مع بدء العد التنازلي لحلول عيد الأضحى المبارك، الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قلائل، مما يجعل العائلات الجزائرية تخطط لكيفية اقتناء أضحية العيد، سنّة سيدنا إبراهيم الخليل، ويبقى هاجس الأسعار بعد أن عرفت أسعار المواشي ارتفاعا كبيرا، حيث وصل سعر الكبش الكبير إلى 70 ألف دينار، في حين بلغ متوسط معدل سعر الكبش المتوسط أو الصغير بين 20 و25 ألف دينار، وهو السعر الذي اعتبره المواطنون يتلاءم وقدرتهم الشرائية.

الأقرن بـ 70 ألف دينار والمتوسط لا ينزل عن 30 ألف دينار
تعوّد الجزائريون ككل سنة، قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، على تفقد أسعار الماشية قبل اتخاذ قرار شرائها، ما جعل نقاط البيع بالعاصمة، على غرار باقي ولايات الوطن، تعرف إقبالا كبيرا وواسعا من طرف المواطنين، وأدى قرار وزارة الفلاحة بإعادة فتح أسواق الماشية بعد غلقها لمدة أسابيع إلى ارتياح العائلات.
تجولت "المساء" في بعض نقاط بيع الماشية بالعاصمة، إذ في حدود الساعة العاشرة صباحا، توجهنا إلى بلدية أولاد فايت، حيث لاحظنا حضور أفراد الأمن بنقطة البيع لتطبيق الإجراءات الوقائية والرقابية وضمان السير الحسن للعملية، إضافة إلى وجود بياطرة يضمنون تسليم وثائق تثبت سلامة الماشية وخلوها من أية أوبئة.
وفي هذا السياق، تحدثت "المساء" مع الموالين الذين أكدوا أن الأسعار تعرف ارتفاعا محسوسا مقارنة بالسنة الماضية، لكنها تبقى ظرفية، حيث ستعرف انخفاضا خلال الأيام القادمة، مما سيسمح للعائلات ذات الدخل المحدود باقتناء أضحية العيد، وأشار محدثونا إلى أن الأسعار تراوحت بين 20 و25 ألف دينار للكبش الصغير ومتوسط الحجم، ومن 60 إلى 70 ألف دينار لكبير الحجم.
وقال الموال الذي التقيناه بسوق أولاد فايت وهو قادم من ولاية الجلفة المعروفة بتربيتها للمواشي، بأن اليوم الأول والثاني من فتح السوق عرفا إقبالا كبيرا، لكن ليس للاقتناء وإنما للاطلاع ومعرفة الأسعار فقط. ولدى تجولنا بسوق المواشي ببلدية الحراش، لمسنا أيضا ارتفاعا حادا في أسعار المواشي، حيث بلغ السعر الأدنى للأضحية 30 ألف دج، لتبدأ الأسعار في الارتفاع شيئا فشيئا، فهناك الأغنام متوسطة الحجم يتراوح سعرها بين 40 و45 ألف دج وأحيانا تصل حتى حدود 50 ألف دج، بينما الأضحية ذات النوع الجيد والتي كان في العام الماضي يمكن للمواطن شراؤها بـ 4 ملايين سنتيم، فإن ثمنها يتراوح اليوم بين 65 ألف دج وما فوق.
كما أن سعر الكبش الأقرن يعرف ارتفاعا نوعا ما مقارنة بغير الأقرن، وهذا المبلغ الذي لن يقدر على تأمينه أغلبية الجزائريين، مهما كانت قدرتهم الشرائية، خاصة أن هذه الأسعار لا تضمن الجودة وإنما وضعت بهدف تحقيق الربح السريع لأصحابها فقط، من خلال تلاعبهم بالأسعار وتوجيه السوق إلى الطريق التي تدر عليهم أموالا طائلة بسرعة لا غير.
من جهتهم، أكد لنا بعض التجار أن الفارق بين أسعار الأضحية لهذا العام والعام الماضي يتراوح بين مليون سنتيم كقيمة مالية وإضافية على سعر الكبش الواحد، وهذا ما لاحظناه، حيث أن الأضحية التي بلغ سعرها في السنة الفارطة 22 ألف دج مثلا، يصل سعرها هذه السنة إلى 32 ألف دج فما فوق، وهي المعادلة التي لم يستوعبها المواطنون بعد.
الحمى القلاعية ألهبت الأسعار وفيدرالية الموالين تثني على قرارات الدولة
أوضح بعض الموالين الذين التقيناهم بسوق الشراقة، أن غلق أسواق الماشية بسبب انتشار الحمى القلاعية تسبب في ارتفاع الأسعار نوعا ما، مشيرين إلى أن قرار غلقها تسبب في ندرتها لبعض الوقت، ومن جهتهم، أكد لنا التجار في السوق المذكور أن أسعار العلف والشعير منخفضة مقارنة بالسنوات الماضية، وهو الأمر الذي ترك علامة استفهام كبيرة في أذهان الجزائريين الذين لم يصلوا بعد إلى الأسباب الدافعة لارتفاع الأسعار بهذه الطريقة غير المعقولة، وحسب أحد التجار، يبيع مادة الكلأ أو ما يسمى عندنا بالعامية "القرط"، فقد وصل سعر الحزمة الواحدة إلى 750 دج، بينما كان في السنة الفارطة يتجاوز 950 دج، نفس الشيء مع الشعير الذي وصل سعر القنطار الواحد منه إلى 3500 دج، بينما كان سعره في العام الماضي 4500 دج، وهو الأمر الذي فضح جشع وطمع التجار الذين طالما كانوا يتحججون بغلاء العلف والشعير للماشية، حتى تعبد لهم الطريق أمام رفع الأسعار، بالتالي تحقيق الغاية، وهي الربح في ظرف قياسي.
من جهته، أثنى رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين السيد جيلالي عزاوي، على القرارات التي اتخذتها الدولة والقاضية بإعادة فتح أسواق الماشية يوم الجمعة الماضي، مع ضمان توفير كافة المتطلبات الصحية والبيطرية التي تضمن سلامة الماشية، وأضاف المسؤول في اتصال مع "المساء" أن هذه الإجراءات الوقائية والأمنية ستعمل على طمأنة الجزائريين لتمكينهم من اقتناء المواشي في ظروف جيدة.

اتحاد التجار: الأسعار ستنخفض ولا داعي للعجلة   
أكد الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، السيد الطاهر بولنوار، أن الغلاء الفاحش الذي تعرفه أسعار الماشية هذه السنة يرجع بصفة أساسية إلى قرار غلق الأسواق تفاديا لانتشار الحمى القلاعية، مما جعل الماشية لا تباع كثيرا، وتسبب في ارتفاع أسعارها، وأضاف المتحدث في اتصال بـ"المساء"، أن التهاب أسعار الماشية يرجع أساسا إلى عدة أسباب ساهمت بقوة في رفعها بنسبة 15 و20 % مقارنة بالسنة الماضية، وهي زيادة مضافة على سعر الماشية مقارنة بالسنة الماضية، وأول هذه الأسباب؛ النقص الحاد في العرض مقارنة مع الطلب، أي أن الماشية الموجودة في الأسواق قليلة مقارنة مع طلب الجزائريين على الأضحية، خاصة أن أغلبهم يفضل أن يذبح كبشا بمناسبة عيد الأضحى ولا يرغب في تفويت الفرصة، مشيرا إلى أن الأسعار ستعرف انخفاضا خلال الأيام القليلة القادمة، حيث ستتوفر الماشية وستنخفض أسعارها، مشيرا إلى أن كل الإجراءات اتخذت للرقابة وعدم زيادة الأسعار دون مراقبة، مما سيجعلها تنخفض تدريجيا، ودعا بولنوار الجزائريين إلى الإطمئنان بخصوص الحمى القلاعية، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة كلها وقائية وبيطرية.