تظاهرة متحف الشارع بساحة البريد المركزي

فضول يفتح أبواب التاريخ

فضول يفتح أبواب التاريخ
  • القراءات: 1191
مريم – ن مريم – ن
تحتضن ساحة البريد المركزي بالعاصمة، إلى غاية السادس من سبتمبر الجاري تظاهرة "متحف الشارع"، في طبعتها الثانية بمشاركة 14 متحفا من مختلف مناطق الوطن مع توفير إصدارات ومطبوعات وورشات بيداغوجية للأطفال.
تهدف التظاهرة التي تنظمها مديرية الثقافة للعاصمة إلى التقرب أكثر من شرائح المجتمع للتعريف بالمتاحف الوطنية وبمختلف نشاطاتها ومجموعاتها الأثرية والفنية التي تحويها.
تشارك في التظاهرة "متاحف الآثار" منها متحف الباردو والديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار ومتحف الآثار بسطيف وزبانا بوهران ومتحف الآثار القديمة بالعاصمة ومتحف شرشال والمتحف البحري.
أما "متاحف الفنون والتقاليد الشعبية"، فمنها متحف الفنون والتقاليد الشعبية للعاصمة وللمدية ومتحف الفنون والتعابير الثقافية التقليدية لقسنطينة.
"متاحف الفن الحديث" يمثلها المتحف الوطني العمومي للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالعاصمة ومتحف الفن الحديث والمعاصر ومتحف الفنون الجميلة ومتحف نصر الدين دينيه ببوسعادة.
في زيارتها للتظاهرة التقت "المساء" بالسيد قهلوز رشيد (المكلف بالاتصال) والذي أشار إلى أن الفعاليات في هذه الطبعة الثانية التي تنظم بمساهمة من متحف الباردو تشهد مشاركة 14 متحفا وطنيا، بينما في الطبعة الفارطة شاركت 7 متاحف وكلّها من العاصمة وهو ما زاد من جلب المواطنين الشغوفين لمعرفة هذه المؤسسات الثقافية العريقة.
أشار محدث "المساء" أيضا إلى أنه تنظم ضمن البرنامج 12 ورشة للأطفال تخصص للرسم في موضوع مرحلة ما قبل التاريخ وفي مواضيع أخرى منها السكن والفسيفساء والأحجيات والألعاب.
ضمن البرنامج أيضا حصة مخصصة لفن التندي العريق من عمق صحرائنا الكبرى، والذي شق طريقه إلى العالمية وسيستقبل في هذا الإطار فنانين ومطربين وآلات موسيقية تقليدية يرجع تاريخها إلى قرون خلت.
في جولتها بالأجنحة التقت "المساء" بالآنسة ليلى بوعزة محافظة التراث الثقافي بمتحف شرشال ومعها سارة ربزاني ملحقة حفظ بنفس المتحف، واللتين أكدتا أن هذه المؤسسة المتحفية العريقة التي افتتحت سنة 1905 تضم حضارات عديدة ومختلفة تحاولان التعريف بها لجمهور التظاهرة وذلك باستعمال تقنية "اللوقة الأثرية" وهي عبارة عن مجسمات صغيرة تحاكي القطع الأثرية الأصلية الموجودة بالمتحف.
من ضمن ما يضمه هذا المتحف المشهور داخل وخارج الجزائر الآثار الفرعونية والتي لا توجد في متحف آخر، هناك مثلا تمثال "كليوبترا سرين" الملكة الفرعونية، التي تزوجت الملك النوميدي يوبا، وهناك أيضا الآثار البونيقية وهي مزيج بين الحضارة البونية والفنيقية والنوميدية والتي تمثل موريتانيا القيصرية الممتدة من سطيف وحتى المغرب.
أكدت سارة أن بالمتحف 4 مجموعات تميزه عن باقي المتاحف وهي "التماثيل والأنصاب الجنائزية والفسيفساء والعناصر المعمارية".
حضر متحف أحمد زبانا من وهران ليعرض بعضا من كنوزه التي لا تقدر بثمن لما لها من ارتباط بالتاريخ والهوية الوطنية، كما قدمت إطارات زبانا للجمهور نبذة عن مهام هذا المتحف الوطني التي تتعدى مجرد العرض للقطع والمحتويات من خلال تنظيم عدة نشاطات وتظاهرات تسطر ضمن برنامج سنوي مكثف منها مثلا ورشات الصناعات التقليدية والمعارض وبيع الكتب والمنشورات التي ينتجها المتحف. كما تنشر مجلة المتحف زبانا تحوي على معلومات لكل ثلاثي من السنة وتخص المهام والمواضيع والنشاطات الثقافية والعلمية للمتحف وقد صدرت منها 4 أعداد وتقدم كلها مجانا، وأشار الممثلو المتحف أنه سيتم طبع كتيب للأطفال بعنوان "متحف زبانا مواضيع ومهام" وكذا "كنوز المتحف زبانا" يتضمن نصوص وصور.
من جهة أخرى، فإن فريق المتحف يستفيد من دورات تكوينية على يد خبراء أجانب يستضيفهم. إضافة للمعارض ينظم المعرض سلسلة محاضرات ممتدة عبر السنة وكذا بعض الفعاليات الثقافية والاجتماعية والمسابقات وغيرها.
شد المتحف العمومي البحري الزوار من خلال حصونه ومنارته الشامخة التي تُعرّض الحضارات والأزمان التي مرت بسواحل الجزائر منذ فجر التاريخ، وكل ما يتعلق بإبداعات تدخل في إطار الإرث التقليدي.
يساهم هذا المتحف في سد الفراغ المتعلق أساسا في حصر الموروث الثقافي البحري بالدراسة والتحقيق الذي كان وليد جغرافيا الساحل والواجهة البحرية الزاخرة.
ما شد الجمهور صور ومجسمات البواخر القديمة وتماثيل رياس البحر والخرائط والموانئ القديمة وصناعة السفن.
على العموم، فإن الأجنحة تكاد لا تخلو من الزوار الذين يطلبون المزيد من التفسيرات ويعبرون عن دهشتهم من أجوبة جديدة لم يكونوا مطلعين عليها.
لم تخل التظاهرة من الأطفال، خاصة التلاميذ الذين أحبوا التاريخ وراحوا يقارنون بين ما يعرض وما درسوه في أقسامهم.