أعلن عن حملة إعلامية واسعة لنبذ العنف في المجتمع

قرين يبرز مسؤولية الصحفيين في نشر قيم الرياضة

قرين يبرز مسؤولية الصحفيين في نشر قيم الرياضة
  • القراءات: 639
محمـد / ب محمـد / ب
دعا وزير الاتصال حميد قرين، الصحفيين الرياضيين إلى الابتعاد عن المبالغة في العاطفة والتحيز إلى أندية على حساب الاحترافية والموضوعية في تغطية المنافسات الرياضية، وأبرز دورهم الأساسي في التحسيس بقيم الرياضة والدعوة إلى التحلّي بالروح الرياضية ونبذ العنف، معلنا عن استعداد الوزارة لإطلاق حملة إعلامية واسعة لتوعية مختلف فئات المجتمع بالتأثيرات السلبية لظاهرة العنف، وذلك طبقا لتعليمات الوزير الأول السيد عبد المالك سلال.
وأشار الوزير خلال استضافته في منتدى الصحافة الرياضية بقاعة المحاضرات لمركّب محمد بوضياف بالعاصمة، إلى أن الحملة الإعلامية الشاملة التي تشمل إطلاق ومضات إعلانية وإشهارية عبر مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، تندرج في إطار تنفيذ القرارات التي خرج بها المجلس الوزاري المشترك الذي ترأسه الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، وحضره مسؤولو قطاعات التربية الوطنية والعدل والشباب والرياضة، وكذا المديرون العامون للأمن والدرك الوطنيين، موضحا بأن هذا الاجتماع لم يحصر دراسة ظاهرة العنف في المجال الرياضي فقط، بل ناقش سبل التصدي لظاهرة العنف بمفهومها الواسع المتفشية مظاهره في المجتمع.
وحسب السيد قرين، فإن الوزير الأول لم يخف أسفه لكون صورة الجزائر التي عرفت تحسنا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بفضل مختلف الجهود المبذولة على مختلف المستويات، تأثرت بأحداث العنف التي أسفرت قبل نحو 10 أيام عن وفاة اللاعب الكاميروني ألبيرت ايبوسي، في أعقاب المباراة التي جمعت ناديه شبيبة القبائل باتحاد العصمة بملعب تيزي وزو، موعزا للقطاعات المعنية وضع الاستراتيجيات المناسبة لمكافحة تصاعد آفة العنف في المجتمع، والتحسيس بضرورة نبذها.
وعن تفشي ظاهرة العنف في الملاعب، اعتبر وزير الاتصال خلال الندوة بأن للصحافة الرياضية دورا محوريا، ومسؤولية كبيرة في التحكم في الظاهرة، مشيرا إلى أن بعض الصحفيين الرياضيين يتحلون أحيان بصفة المناصرين، ويبتعدون عن التزاماتهم المهنية التي تفرض التحلي بقواعد العمل الإعلامي.
وبعد أن ذكّر بمساره المهني الشخصي الذي قضاه في مجال الصحافة الرياضية، أوضح السيد قرين، بأن هذا المجال أصبح اليوم يخضع ويتأثر بعاملين اثنين أفقداه وظيفته الرئيسية المتمثلة في إعلام الجمهور والقارئ بطريقة موضوعية، ويتمثلان في العامل العاطفي والعامل التجاري، اللذين يوجهان الكتابة الصحفية في الإعلام الرياضي.
وفي هذا السياق أكد الوزير، بأن الكتابة الصحفية في المجال الرياضي لا يمكن أن تكون "مجانية"، على اعتبار أن كل ما يكتب في هذا المجال يجد دائما من يقرأه، مهما كانت نوعية وطبيعة وحجم الوسيلة الإعلامية، وفي ظل الاهتمام الكبير الذي تحظى به الأخبار الرياضية في المجتمع، وكذا لكون هذه الأخبار تستلزم أكثر من غيرها الموضوعية لارتباطها بالحقائق.
وفي حين وصف "العاطفة" مهما كان شكلها بالمرض الذي يمنع المصاب بها من بعد النظر، اعتبر وزير الاتصال، بأن تعلّق الصحفي الرياضي بفريق رياضي أو بلاعب معين "لا يعد عيبا، لاسيما إذا تعلق الأمر بالفريق الوطني"، غير أنه في المقابل لفت إلى مخاطر المبالغة في العاطفة، والانسياق وراءها لصالح ناد من النوادي الرياضية على حساب القواعد والأخلاقيات التي تضبط العمل الصحفي.
وذكر السيد قرين، بالمشروع الذي يتوخى تحقيق الاحترافية في العمل الإعلامي، والمستمد من التوجيهات التي حملتها رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير في الثالث ماي الفارط، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن مسار ترسيخ قواعد وأخلاقيات المهنة في قطاع الإعلام سيتم تتويجه مع تنصيب المجلس الوطني لآداب وأخلاقيات مهنة الصحافة، الذي سيتولى ضبط التجاوزات والخروقات التي تمس بمصداقية العمل الصحفي، وذلك عقب استكمال المرحلة الهامة التي شرعت فيها الوزارة مع تنصيبها للجنة المؤقتة لإحصاء الإعلاميين الحقيقيين قبل منحهم بطاقة الصحفي المحترف، التي ستسهل عليهم عملهم وخاصة فيما يتعلق الوصول إلى الخبر.
وفي حين ركزت تدخلات الوزير، وملاحظاته على دور ووظيفة الصحافة في ترقية الروح الرياضية ومكافحة العنف، وذلك من باب المسؤولية التي تخص قطاعه، دون تبرئة القطاعات الأخرى المعنية هي بالتصدي للظاهرة، لم يتوان الصحفيون الرياضيون الذين شاركوا في النقاش خلال المنتدى في إثارة النقائص الكثيرة التي يعاني منها مجال تنظيم المنافسات الرياضية في بلادنا، سواء من ناحية التأطير وتوفير المنشآت والمستلزمات الضرورية في الملاعب أو واجب الإعلام والتواصل من قبل مسؤولي الفرق الرياضية، مبرزين في السياق نفسه مسؤولية بعض الفاعلين الرياضيين على غرار رؤساء الأندية والرياضيين أنفسهم في إثارة مشاعر الأنصار بالعنف اللفظي.