مهرجان "أربين سايتس فيلم فاستيفال" بواشنطن

ثلاثة أفلام جزائرية في المنافسة

ثلاثة أفلام جزائرية في المنافسة
  • القراءات: 2864
 م. د م. د
ينافس الفيلمان الجزائريان الطويلان «المصادقة على زواج حلال» لمحمود زموري و«الدليل» لعمور حكار، والوثائقي «عبد القادر» لسالم إبراهيمي في الدورة الـ 19 لمهرجان الفيلم العربي بواشنطن الأمريكية، حيث تعقد فعالياتها من الفاتح إلى الـ 9 نوفمبر المقبل، حسبما علم من المنظمين.
يعالج فيلم «المصادقة على زواج حلال» آخر فيلم لزموري  «من إنتاج جزائري ـ فرنسي- بلجيكي في العام الجاري 2014» مسألة الزواج التقليدي في الجزائر، في قالب من الكوميديا، حيث تم تصويره بين الجنوب الجزائري وفرنسا، ويقوم بدور البطولة فيه الممثل الفرانكو- جزائري «اسماعين».
يرصد العمل في 130 دقيقة، جوانب متعددة من العادات والتقاليد المرتبطة بإحياء الأفراح والأعراس الجزائرية، خاصة بولاية بسكرة التي تتميز بتراث ثري، كما يهدف هذا الفيلم إلى الترويج السياحي من خلال استحضار سحر وجمال المنطقة، على غرار القنيطرة وسيدي عقبة.
تبدأ أحداث الفيلم من مطار هواري بومدين بالعاصمة، حيث يستقبل أهل العريس في الجزائر العروس الجديدة من أصول فرنسية، تعرف عليها ابنهم عن طريق الأنترنيت. وفي الطريق باتجاه منطقة بسكرة، يقع حادث مرور مروع بين موكبين لعرسين، ويختلط الحابل بالنابل، فيقع هناك تبادل بين العروسين، وتتوجه كل واحدة منهما إلى موكب زفاف الأخرى دون أن تعلم، ليكتشف في آخر المطاف العريس الأول بأن العروس التي أحضرت إلى بيته ليست تلك التي تعرف عليها، فيدرك أنه أضاعها وسط الطريق ويحاول استرجاعها.
من جهة ثانية، يتناول فيلم «الدليل» (إنتاج عام 2013) موضوعا اجتماعيا يتمثل في العقم لدى الرجال، عبر قصة رجل يجسد دوره الممثل الشاب نبيل عسلي، وهو ثاني فيلم روائي طويل لحكار بعد عمله «البيت الأصفر» الذي أنتجه سنة 2006 وتوج في العديد من التظاهرات الدولية.
يتطرق سالم إبراهيمي في الوثائقي «عبد القادر» - الذي يمتد على 96 دقيقة ويعرض لأول مرة في شمال أمريكا- لحياة الأمير عبد القادر (1808-1883) ومسيرته البطولية ومقاومته وركائز وأبعاد ومعالم تأسيسه للدولة الجزائرية الحديثة.
وتنطلق أحداث الفيلم الوثائقي الذي جاء في 96 دقيقة من سبر آراء في مختلف المدن الجزائرية، قصد تقصي مدى معرفة الجمهور لشخصية الأمير، ليسترسل فيما بعد في مرحلة طفولة الأمير عبد القادر الذي ولد بالقطنة قرب معسكر، ومرحلة تلقيه تربية بالزاوية التي كان يتكفل بها والده محي الدين وتعلمه الفروسية، إلى جانب سفره رفقة والده إلى مكة.
تتواصل مجريات أحداث الفيلم لتصل إلى فترة مبايعة الأمير عبد القادر عام 1832 إلى غاية استسلامه سنة 1847 من خلال التعريج على أهم الأحداث، كتلك التي دفعته إلى اتخاذ قرار توحيد القبائل الكبرى وتأسيس القلاع والحصون كتاقدمت (تيارت)، وإنشاء عاصمته المتنقلة الزمالة بعد تخريب الجيش الفرنسي للمدن التي أسسها.
واستعان المخرج بشهادات مؤرخين ومؤلفين ومختصين في الدراسات الإسلامية وأعضاء مؤسسة الأمير عبد القادر جزائريين وأجانب، أمثال قدور محمصاجي ومختار بونقب ودليلة حساين دواجي وشميل بوطالب وستاني كومبو وميشال لوفالوا وآخرون.
واعتمد المخرج على تقنية الظل الصيني في إعادة تركيب الأحداث المناسبة لسيناريو الفيلم، كما تمت الاستعانة بالمغني أمازيغ كاتب كراوي الذي فضل رواية الأحداث باللغة العامية على طريقة «القوال»، وهو ما أضاف للعمل السينمائي سلاسة في الرواية.
للإشارة، ستتنافس في هذه الدورة عدة أفلام عربية، على غرار «شلاط  تونس» لكوثر بن هانية (تونس/2013) و«روك ذ كاسبا» لليلى مراكشي (المغرب- فرنسا/ 2013) و«فيلا 69» لآيتن أمين (مصر/ 2013) وغيرها.
يذكر أن المهرجان الذي تأسس سنة 2005 ويختص في عرض آخر إنتاجات السينما العربية، يمنح جائزة الجمهور لأحسن فيلم، وهي الجائزة الكبرى التي سبق أن فازت بها المخرجة الجزائرية صافيناز بوصبيعة عام 2012 عن وثائقيها «الغوسطو».