موسم الأعراس لم ينته بعد بعنابة

إقبال كبير على "الماشطة" التقليدية

إقبال كبير على "الماشطة" التقليدية
  • القراءات: 1742
 هبة أيوب هبة أيوب
تلجأ العروس العنابية خلال موسم الأفراح، إلى الحلاقة التقليدية التي دخلت التاريخ منذ قرون غابرة، القائمة على هذا النوع من الحلاقة يسمى "الماشطة"، وهي امرأة تشرف على تزيين العروس وتجهيزها خلال «التصديرة» وحنة أهل العريس، حيث تسعى "الماشطة" التقليدية إلى تقديم أفخم الألبسة التقليدية ذات الألوان الجميلة والفاتحة التي تعطي إشراقة للمرأة وتزيد من جمالها خلال ليلة عرسها.
إن ما تقدمه الماشطة لعروس عام 2014، هو إضافة الملحفة العنابية الملونة بالأزرق وكذا اللون العنابي الذي يرمز بدلالته إلى منطقة عنابة، إلى جانب تقديم تسريحة شعر خاصة لها، مع ارتداء الحلي المرصعة بالمجوهرات وبعض الأكسسورات الفضية وحتى تلك المصنوعة من البرونز الأصفر، وهذا يقف على ذوق كل عروس عنابية.
وفي السياق، أكدت لنا الماشطة حفيظة التي لها باع طويل في هذه الحرفة، أنها تضفي قوة لمساتها وعشقها لتقاليد بونة الخالدة على حرفتها، خاصة أن أغلب الأكسسورات التي تستعملها هذه الماشطة تعود إلى جدتها التي كانت في وقت مضى تنشط في مجال تزيين العرائس بطرق تقليدية، وبعد وفاتها أخذت حفيظة هذا الإرث عن والدتها التي احتفظت هي الأخرى بهذه الحرفة التقليدية.
وقالت محدثتنا بأنها أدخلت على الحرفة بعض التجديدات واللمسات العصرية التي تتزامن والوقت الحالي، وفي هذا الشأن، قالت بأن هذه المهنة تم عصرنتها من طرف بعض النساء بعنابة، لكن تم الحفاظ على اللباس والأكسسوارات والتسريحات التي تشبه أميرات القصر القديم. وما تقترحه الماشطة حفيظة على العرائس هذه السنة؛ إضافة اللون الأصفر على «القندورة» و«الملحفة» والوشاح الذهبي وكذا الفضي، إلى جانب ذلك، تحضر الماشطة العنابية ألبسة أخرى تقليدية تعود إلى ولايات جزائرية، منها تلمسان والجارة تونس، مثل اهتمام العروس بارتداء «قندورة الفتلة» وفوقها «الجبادير» و«التلمساني» و«اللفة الشاوية» ذات الألوان الزاهية، إلى جانب وضع بعض الأكسسوارات الأخرى المصنوعة من الفضة والبرونز، ووضع «السوالف» وهي عبارة عن جدائل شعر ومعها «الحرقوس»، مع ارتداء الجبين والسخاب.. كل هذه اللواحق تعتبر ضرورية بالنسبة لتجهيز العروس من طرف الماشطة التقليدية التي تصاحب العروس خلال ليلة «التصديرة» و«العطية» التي فيها يجلب أهل العريس الحنة والمقياس ويطلق عليها «العطية» في اللهجة المحلية العنابية، مع الإشارة إلى أن العروس العنابية خلال هذه الليلة ترتدي 7 فساتين ألوانها تتنوع بين الأبيض والفضي والأزرق والوردي والبنفسجي وغيرها، وهي ما يطلق عليها «شورة» العروس العنابية. أما السعر الذي تحدده الماشطة خلال ليلة واحدة بالنسبة للعروس العنابية فيتراوح بين 5 إلى 12 مليون سنتيم، حسب اللباس والأكسسوارات المقدمة.