اليوم الأول من مهرجان المسرح المحترف

"ليلة إعدام" و"العرضة" يستهلان المنافسة

"ليلة إعدام" و"العرضة" يستهلان المنافسة
  • القراءات: 1134
م.د / ق.ث م.د / ق.ث
استهلت المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني الـ9 للمسرح المحترف بتقديم عرضين "ليلة إعدام" للمخرج سفيان عطية و«العرضة" لفوزي بن براهم، واستقبلت القاعة الكبرى مصطفى كاتب بالمسرح الوطني العملين اللذين استمتع بهما الحضور أول أمس.
وتطرقت مسرحية "ليلة إعدام" إلى احترام خصوصيات الأفراد وتقبل الآخر، وتدعو المسرحية التي كتب نصها وأخرجها سفيان عطية إلى العودة إلى الرشد والصواب من خلال احترام الآخر بعيدا عن الأحكام المسبقة.
ويقدم العرض، في ساعة، رؤيتين مختلفتين عبر حوار متناقض قائم بين بطلين هما السجين المحكوم عليه بالإعدام والسجان غير المتسامح الذي يلجأ إلى استعمال عبارات عنصرية، لكن سرعان ما تنقلب الآية مع تسلسل الأحداث، حيث يدان السجان بنفس تهمة السجين الأمر الذي يقلب الموازيين ليفسح المجال لرؤية أكثر إنسانية.
والعمل من إنتاج التعاونية المسرحية "كانفاس" لبرج بوعريريج ويضاف لأعمال سفيان عطية الذي كتب أيضا للمسرح "حسناوي شو" في سنة 2009 و«لحظة من رحيل" و«نورمال" في عام 2012.
ودخلت مسرحية "العرضة" للمخرج فوزي بن براهم منافسة المهرجان الوطني الـ9 للمسرح المحترف أول أمس، في العرض الثاني على خشبة محي الدين بشطارزي، وهو العمل الذي يقترب من حالة "الموت" كأقصى نموذج لفكرة النهاية.
وأخذ كاتب النص محمد الطيب دهيمي المسرحية عن فكرة "الملك يحتضر" للمسرحي العالمي أوجين يونيسكو، رغم أن النص ابتعد عن أجواء يونيسكو، وتمكن بن براهم من خلاله من تقديم رؤية أخرى ضمن مساره الإخراجي.
وتحكي المسرحية في 80 دقيقة مأزق الملك الذي يجد نفسه في لحظة نهاية بعد أن تهاوى ملكه وانتهت سلطته، بينما يسعى هو أن يؤجل تلك النهاية رفقة 4 من خدمه الذين بقوا معه.
ويبدو الملك رافضا الوضع الذي يعيشه فلا يفصل في الطريقة التي سينتهي بها حكمه ومن ثمة حياته، ويتخلى عنه الجميع بما فيهم أمه التي فرت مع طباخ القصر وزوجته وأبنائه الذين غادروه.
وضمن حوار مركز مع خادمه يكتشف الملك أن الرأس الذي عاش به ليس رأسه وإنما رأس جده، وهو الإيحاء الرمزي إلى عدم وجود فضل له في حكمه وسلطته ولا في أفكاره، وتنتهي المسرحية قبل نهاية الملك وحكمه.
وفضل بن براهم في عمله أن يعتمد على الحركة والحوارية العالية، حيث كان هناك جهد كبير للممثلين في التحرك على الخشبة وفي الحوارات، لكن هذا لم يمنع من مشاهد هدوء ومونولوج تتراجع فيها الحركة.
واستطاع المخرج فوزي بن براهم أن يستثمر في "المسرح داخل المسرح" من خلال مقطوعة من مسرح "خيال الظل" أدى فيها الممثلون عرضا شد الانتباه، كما خرج الملك من الخشبة مخاطبا الجمهور في حركة سلسلة.
واقترحت مسرحية "العرضة" على جمهور محي الدين بشطارزي لوحة رقص على قدر من الجمالية، حيث نجح مصممها عيسى شواط في الاستجابة لقدرات الممثلين الذين اشتركوا في اللوحة.
واعتمدت المسرحية سينوغرافيا بسيطة كادت أن تكون موفقة لولا أن السينوغرافي موسى نون ارتأى أن يضع مشهدا ثابتا في الخلفية يفسر خراب المملكة وسقوطها بينما كان العرض حركيا.
ويعتبر المخرج فوزي بن براهم أحد أهم المخرجين الشباب في الجزائر، حيث أظهر مواهبه من خلال أعماله التي قدمها للمسرح مؤخرا منذ عمله "الدب" و«مستنقع الذئاب" التي تحصلت على جائزة أحسن إخراج في سنة2011.
ويشارك بن براهم في هذه الدورة بعملين في المنافسة من خلال "العرضة" و«سطو خاص" وعمل آخر خارج المنافسة هو "الساعة صفر".