في هذه الدردشة التي جمعت جريدة «المساء» بمدرب نادي نصر السانية للملاكمة، تحدث نور الدين عمير عن الممارسة الرياضية بناديه، والمشاكل التي تعرقل مسيرته، والتي لم تمنعه من تصدر الريادة في الملاكمة النسوية وطنيا. كما تطرق إلى نقاط أخرى هنا فصولها ...

❊ بداية، قدم لنا لمحة شاملة عن الممارسة الرياضية بنادي نصر السانية؟

❊❊ الممارسة الرياضية بنادي نصر السانية متوسطة، رغم الجهود الكبيرة المبذولة لتأطير الشباب، وحثهم على مزاولة النشاط الرياضي في أي اختصاص يأسر هواهم ببلديتنا، حاليا يتوفر نادينا على فريق لكرة القدم، والملاكمة فقط، بعدما آل فريق كرة اليد - الذي كان قويا ومستبسلا- إلى اندثار، بسبب مشاكل لا حصر لها، خاصة المالية منها، ورغم ذلك، نسعى إلى وضع قاعدة رياضية شبانية تشرّف بلدية السانية، وولاية وهران عموما، ونحسب أننا في الطريق الصحيح بتكوين أبطال في رياضة الملاكمة.

❊ فعلا لقد قيل كل خير عن فرع الملاكمة بناديكم، هلا أفادتنا بالمزيد؟

❊❊ فرع الملاكمة بنصر السانية تأسس سنة 1975 على يد بلال الوافي، الذي يعتبر عميد الملاكمة ببلدية السانية، وعلى مر السنوات الماضية تخرج ملاكمون أقوياء، أمثال بوقفة، سعيد أوس وبليل صاحب الميدالية البرونزية لألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 1983، وقد سبق لنادي نصر السانية أن احتل الرتبة السابعة في الجزائر، وبلقبين وطنيين في النخبة في اليد موسم 2013-2014، وحاليا يعرف نادي نصر السانية بنبوغه في الملاكمة النسوية، حيث يداوم على المشاركة في البطولة الوطنية كل سنة وبأربع وخمس ملاكمات، وهذا العام تألق فريقنا في البطولة الوطنية للملاكمة النسوية التي جرت بقسنطينة، حيث جلب ثلاث ميداليات، واحدة ذهبية، وفضيتان وبرونزية، بفضل عمير إيمان في وزن 48 كلغ، سنوسي فاطمة في وزن 57 كلغ ، ورزوق نفيسة. 

❊هل كانت لكم مشاركات دولية؟

❊❊ أؤكد على شيء، وهو أنه منذ سنة 2009 والنتائج الإيجابية مستمرة، بدايتها بمشاركة الملاكمة بوعرفة مليكة في البطولة الإفريقية التي جرت بالجزائر عام 2010، وتحصلت فيها على الرتبة الثالثة، ثم تأتي الشقيقتان مخنثر شاهيناز وإيمان اللتان فضلتا الهجرة إلى الخارج. وقبل ذلك، تألق ملاكمنا بودية بن عيسى الذي كان عضوا بالفريق الوطني العسكري، وتحصل على الميدالية البرونزية في بطولة العالم سنة 2014، كما شارك في الألعاب العالمية بالبرازيل.

❊ هل يشهد فرع الملاكمة إقبالا كبيرا؟

❊❊ حاليا أدرب رفقة مساعدي مسعود رزقي 30 ملاكما في فئات المدارس والأشبال والأكابر، وكذلك الملاكمة النسوية التي يبرع فيها نادينا، وتركيزنا منصب دائما على التكوين.

❊ هل القاعة التي بحوزتكم كافية لاستقطاب مزيد من الراغبين في ممارسة الملاكمة؟

❊❊ صحيح القاعة التي نحوز علها منذ سنة 1987 ضيقة، لكنها ترضينا من أجل التكوين ومتابعة كل ملاكم موهوب لدينا لأننا فريق نخبة، لا نمارس الرياضة من أجل الترفيه أو قبض أموال عن رياضيينا مقابل ذلك، لكن ذلك لا يمنعني من القول بأن هذه القاعة من أحسن القاعات المتخصصة في الجزائر، ولقد وعدنا رئيس البلدية بإعادة ترميمها في المستقبل القريب، وهو مشكور على ذلك.

❊ ما هي نوعية المشاكل التي تعانون منها؟

❊❊ مالية بالأساس، فنادينا لم يقبض فلسا واحدا منذ سنة 2015، لأن كل الإعانات المقدمة لنادي نصر السانية يحوز عليها فرع كرة القدم ونبقى نحن نتفرج ، وهذا الفرع جلب لنا مشاكل جمة، وبسببه الرصيد البنكي للنادي مجمد، بسبب الدائنين، وهم 8 لاعبين، حتى أنني أدين للنادي بـ50 مليون سنتيم سأستردها عن طريق المحكمة لاحقا، وكل احتياجات الملاكمة أتكفل بها أنا شخصيا، ونشكر مديرية الشباب والرياضة التي أخذت على عاتقها نفقات سفرية ملاكماتنا إلى  مدينة قسنطينة للمشاركة في البطولة الوطنية، كما نشكرها على مدها فريقنا بحلبة ملاكمة جيد، نستعمله منذ سنة 2014، بعدما بقينا بدون حلبة مناسبة طيلة 20 سنة، أنا شخصيا راتبي متواضع لا يتعدى 8000 دج، لكنني لم أقبضها منذ 6 سنوات، وأصارحك بأنني أعمل حبا في النادي والملاكمة، وبسببهما ضيعت الكثير من ممتلكاتي الخاصة.

❊ وما هي الحلول في نظرك؟

❊❊ تأسيس نادي خاص بنا، وسنتحصل قريبا على الاعتماد باسم الشباب الرياضي لبلدية السانية، وقد سبق أن تلقينا وعودا بتأسيس هذا النادي من قبل بلدية السانية ومديرية الشباب والرياضة، ومدير هذه الأخيرة السيد غربي بدر الدين وعدني بحصول نادينا على ميزانية أكبر في حال جلب نتائج إيجابية من مختلف مشاركاته الوطنية.

❊ ما هو رأيك في تدني مستوى الملاكمة في ولاية وهران؟

❊❊ الصراعات هي التي كسرت مسيرة الملاكمة في ولاية وهران، وكذلك نقص الإمكانيات، والتكنولوجيا الحديثة التي أضرت في جانب كبير بالرياضة عامة، والملاكمة بصفة خاصة، فأضحى الشاب يفضل اللجوء لمقاهي الأنترنت، والتعاطي مع الفايسبوك لمدة طويلة عوض ممارسة الرياضة في أي تخصص كان، خاصة الرياضات القتالية التي يلزمها صبر، ثم هناك التأطير الفني والتدريبي الذي يمكن أن أقول عنه بأنه منعدم في ولاية وهران، التي لا تتوفر إلا على مدربين اثنين مختصين فقط، فهل يعقل أن تعتمد على مدرب لا يعرف حتى كتابة اسمه؟ ما يهمنا حاليا هو المدرب المؤهل الذي يعتمد على الطريقة العلمية في التدريب، والتي تنفع الملاكمة وتخرج أبطالا من صلبها.

❊ هل من كلمة ختام؟

❊❊ أدعو إلى لمّ شمل بيت الملاكمة في وهران، وتصفية القلوب لا التفنن في تصفية الحسابات الشخصية، وأنا متفائل بعودة الأمور إلى نصابها مع رئيس الرابطة الحالي السيد محمد زيتوني وفقه الله والناس جميعا.