أمام تراجع منسوب السدود بـ 300 مليون متر مكعب

نسيب يلجأ إلى «التضامن المائي»

نسيب يلجأ إلى «التضامن المائي»
  • القراءات: 742
مبعوثة «المساء» إلى البليدة: نوال.ح مبعوثة «المساء» إلى البليدة: نوال.ح

طمأن حسين نسيب أمس بـأن مصالح وزارته ستسهر على توفير مياه الشرب والسقي بالكميات المطلوبة؛ تماشيا وطاقات الإنتاج الحالية، مشيرا إلى أن الأرقام الأخيرة للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى تتحدث عن انخفاض مخزون المياه بـ 300 مليون متر مكعب مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، مؤكدا أن العجز مسجل بنسبة كبيرة في شرق البلاد التي عانت من الجفاف خلال فصل الشتاء الفارط. 

وقصد تدارك العجز تطرق نسيب لأهمية مشروع الربط ما بين السدود لضمان ما اصطُلح على تسميته «التضامن المائي» ما بين الولايات. وأشار الوزير أمس خلال زيارته لولاية البليدة، إلى أن الجزائرية للمياه جنّدت تحسبا لموسم الاصطياف 250 شاحنة محملة بالصهاريج، يتم اللجوء إليها خلال تسجيل اضطرابات في التموين للرد على الطلبات.

من جهتها، أنهت الوكالة الوطنية للموراد المائية دراسة جديدة حول وضعية طبقات المياه الجوفية، أكدت وجود طبقة على عمق يزيد عن 400 متر غير مستغلة بمنطقة المتيجة. وسيتم إعداد كل التجارب الضرورية، وتحديد مكان حفر الآبار الجديدة للاستفادة من مخزون المياه الجوفية.

ومن جهة أخرى، انتقد السيد نسيب تأخر إنجاز محطة معالجة مياه الصرف ببلدية بوفاريك، مشيرا إلى أن الوزارة أولت كل العناية لهذا المشروع الذي يُعد عصبا حيويا لولاية البليدة التي لا تمتلك محطة لمعالجة المياه، مشددا على ضرورة احترام آجال الإنجاز، وتسريع إنجاز القنوات التي توقفت عند 27 بالمائة، مع العلم أن المجمع المصري الفرنسي الذي أُسند له عملية الإنجاز تعهّد بتسليمها في شهر أكتوبر المقبل.

المحطة التي ستخصص لمعالجة مياه الصرف الخاصة بـ 375 ألف نسمة عبر 7 بلديات في آفاق 2030 وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 60 ألف متر مكعب يوميا، هي مشروع قديم عرف العديد من العراقيل بسبب طبيعة الأرض، ليتم سنة 2015 إعادة إطلاق الأشغال بعد إعداد دراسة جيوفيزيائية.

وبالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية للمحطة من منطلق أن مياه الصرف لسكان البليدة يتم التخلص منها مباشرة في الطبيعة ما يهدد المياه الجوفية للمتيحة، قرر الوزير الشروع في معالجة مياه الصرف ابتداء من شهر أكتوبر القادم، على أن يضاعف المقاول المكلف بإنجاز القنوات عمل الورشات لتدارك التأخر، وفق رزنامة يتم تحديدها مع الديوان الوطني للتطهير، لترفع إلى الوزارة بغرض متابعة تقدم المشروع.

وردا على طلب مدير الري الخاص بمقترح تدعيم المحطة بتجهيزات للرفع من قدرات الإنتاج ومعالجة المياه المطهرة بالأشعة تحت بنفسجية لاستغلال المياه المطهرة في سقي الخضروات، أكد نسيب أن الأولوية لإطلاق عمل المحطة، على أن يتم الاتفاق في وقت لاحق على المقترح، مشيرا إلى أن منطقة المتيجة بحاجة إلى مياه سقي الأشجار المثمرة للرفع من طاقات إنتاج الحمضيات، وعليه فإن المحطة من شأنها ضمان توفير طلبات الفلاحين.

 

10 آلاف متر مكعب لسد العجز

 

وبخصوص إشكالية تموين سكان الولاية بمياه الشرب والعجز المسجل بالبلديات الشرقية الممونة يوما بثلاثة أيام، أكد نسيب أن البليدة لا تعاني من نقص الموارد المائية بل من سوء التسيير وقدم شبكات توزيع المياه، ليعلن عن تدعيم الولاية ابتداء من أمس بـ 10 آلاف متر مكعب من مياه الشرب التي سيتم ضخها من الآبار الجديدة وتلك التي عرفت عملية صيانة وترميم. وبالمقابل سيتم تدعيم شرق الولاية انطلاقا من آبار مقطع لرزق بـ 9 آلاف متر مكعب يوميا قبل نهاية الشهر الجاري لتدعيم عملية تموين سكان كل من بوينان، بوقارة، الأربعاء ومفتاح.

كما أعرب نسيب عن ارتياحه لتسجيل 20 مشروعا في مجال تحسين تموين السكان بمياه الشرب بقيمة ألف مليار سنتيم، مؤكدا أن في شهر مارس المقبل ستؤمَّن الولاية بنسبة 100 بالمائة، وسيتم وضع حد نهائي لعمليات التموين كل يومين أو ثلاثة أيام، مقترحا على الجزائرية للمياه التفكير في صيغة لتموين السكان يوميا بمعدل 12 ساعة.

بالمقابل، حرص الوزير على عدم انتظار انتهاء كل المشاريع للشروع في تحسين نوعية خدمة توزيع المياه، مشيرا إلى أن سد الدويرة سيدعم سكان الولاية بـ 10 آلاف متر مكعب قبل نهاية الشهر الجاري، على أن تتدعم هذه الحصة بـ 20 ألف متر مكعب إضافية قبل نهاية شهر أوت، وبـ 30 ألف متر مكعب أخري قبل نهاية السنة.

وسيتم بعد 2018 إدراج الولاية في نظام التحويلات الكبرى ما بين السدود، لتستفيد من المياه المحولة ما بين سدود كل من قدراة، كدية تاسردون، تاقصبت وسوق الثلاثاء.

على صعيد آخر، أعلن الوزير عن قرار إعادة تجديد كل شبكات توزيع وصرف المياه بالولاية. وتم إسناد المشروع لأربعة مقاولين لضمان السرعة في الإنجاز، داعيا مدير الري إلى تنسيق العمل مع السلطات المحلية حتى لا تعرقل الورشات سير حركة المرور، بالإضافة إلى تحديد الأوليات حسب الوضع الاستعجالي، على أن تكون بلديات كل من أولاد عيش وبوعرفة الأولى في برنامج عمل المقاولين.

أما فيما يخص تقدم مشاريع حفر الآبار لتدعيم الموقع السكني الجديد ببلدية بوينان والذي يضم 32 ألف سكن، منها 7 آلاف وحدة سكنية من صيغتي «عدل» و»الترقوي العمومي»، ستوزع خلال شهر جويلية المقبل، تطرقت شروحات مدير المياه بالوزارة السيد إسماعيل عميروش، للانتهاء من حفر وتجهيز 3 آبار، ويتوقع تدعيم بئرين بمولدات الطاقة خلال الأيام القليلة القادمة، وهو ما يسمح بضمان ضخ 12 ألف متر مكعب يوميا عبر 5 آبار، على أن تتدعم هذه الأخيرة تماشيا ومقترحات اللجنة المشتركة ما بين الموارد المائية والسكن ببئرين إضافيين قبل شهر أوت المقبل.

 ولضمان تغطية طلبات الموقع تقرر ضبط برنامج ثان لحفر 8 آبار مع ربطها بالقناة الرئيسة التي تنقل المياه من منطقة وادي الشفة، بالإضافة إلى إنجاز محطة لمعالجة المياه قبل نهاية السنة، وخزانين بطاقة 5 آلاف متر مكعب لكل واحد.

وقصد إنجاح عملية تموين الأحياء السكنية الجديدة، حرص نسيب على ضرورة إدراج نظام التسيير الآلي لعملية توزيع المياه ومراقبة الشبكات، وهو ما يضمن السيطرة على قوة تدفق المياه وضمان التوزيع العادل.