طالب عمر يؤكد في اختتام الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو ببومرداس:

المغرب فشل على كل المستويات في استمالة إفريقيا ضد القضية الصحراوية

المغرب فشل على كل المستويات في استمالة إفريقيا ضد القضية الصحراوية
  • القراءات: 860
م/أجاوت م/أجاوت
أكد الوزير الأول الصحراوي، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو عبد القادر طالب عمر، ببومرداس، الفشل الذريع للمملكة المغربية في التأثير على مواقف بعض الدول الإفريقية لثنيها عن مبادئها وسياساتها المساندة والمؤيدة للقضية الصحراوية، ومحاولة عزلها عن محيط الاتحاد الافريقي.
وأوضح طالب عمر، في ندوة صحفية نشطها أول أمس الخميس، عقب اختتام فعاليات الطبعة الخامسة للجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المقامة بجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس، أن النظام المغربي كان يسعى دوما لتغيير مواقف بعض دول إفريقيا اتجاه قضية الصحراء الغربية، واستمالتها للمرافعة عن طروحاته والدفاع عنها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وأضاف في السياق، أن ملك المغرب محمد السادس، كان يسعى شخصيا لتحقيق هذا الهدف خاصة عبر زياراته التي قام بها مؤخرا إلى دول غرب إفريقيا، أملا منه في افتكاك وعود رسمية من مسؤولي هذه الدول بدعم سياسات المخزن في الإبقاء على احتلال الصحراء الغربية، ونهب خيراتها وثرواتها الطبيعية والاستمرار في تجاهل مطلب الصحراويين في تقرير المصير والاستقلال. مشيرا إلى دهشة مسؤولي النظام المغربي من قرار الاتحاد الافريقي الداعم لقضية الشعب الصحراوي وحقه المشروع في تقرير المصير، وهذا على ضوء تبنّيه للقرار بالإجماع، والذي ينص على ضرورة تعيين مبعوث خاص للاتحاد الافريقي إلى الصحراء الغربية ـ كما أوضح ـ.
واعتبر الوزير الأول الصحراوي، أن قرار الاتحاد الافريقي في هذا الشأن يعد انتصارا قويا للقضية الصحراوية التي استطاعت العودة إلى رحاب الاتحاد بعدما جمدت عضوية الدولة الصحراوية فيه سابقا، مضيفا بأن تعيين مبعوث للاتحاد الافريقي خاص بالصحراء الغربية، بمثابة ضربة قاضية لآمال وطموحات المملكة المغربية في إطالة أمد النزاع، وتجاهل مطالب الصحراويين في الانعتاق والتحرر. مطالبا بالمناسبة المجتمع الدولي بالضغط على نظام المخزن وإجباره بكل الوسائل على الاحتكام للشرعية الدولية، وتجسيد قرارات ولوائح الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار من المنطقة.
كما جدد المسؤول الصحراوي، تذكيره بتمسك الشعب الصحراوي وجبهة البوليزاريو بكل الخيارات السلمية ودعمها إلى أبعد الحدود، ملفتا إلى الإبقاء على ورقة الكفاح المسلح بـ"اعتبارها آخر الحلول التي يمكن اللجوء إليها إذا تطلب الأمر ذلك" ـ يقول المتحدث".
وفيما يتعلق بالمحاولات المغربية المتكررة لتوريط الجزائر في قضية الصحراء الغربية، قال المتحدث أن " المغرب يتعمّد دوما توريط الجزائر في هذا النزاع كلما تفاقمت مشاكله الداخلية، حيث يشهد العالم بأسره إلى جانب 84 دولة وهيئة ومنظمة دولية معترفة بأن موقف الجزائر اتجاه القضية الصحراوية نابع من دعم قضايا التحرر عبر العالم، ونصرة القضايا العادلة.
ومن جهة أخرى، شدد المسؤول الصحراوي، على ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين بالسجون المغربية، مطالبا المغرب بوجوب الكشف عن مصير كل المفقودين الصحراويين باستثناء ما كشفت عنه المقابر الجماعية التي تكتشف من حين لآخر، وتقارير الخبراء الدوليين التي تؤكد التورط المفضوح لنظام المخزن في ارتكاب هذه الجرائم التي لا تغتفر.
وطالب بضرورة احترام حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة، وإيجاد آليات مثالية لتوسيع مهام بعثة الـ"مينورسو"، وفتح الأقاليم المستعمرة أمام الإعلام الدولي والمنظمات الحقوقية والمراقبين الدوليين، منددا بالعراقيل التي يفتعلها المغرب في سبيل إيجاد تسوية سلمية ونهائية للملف الصحراوي، خاصة ما تعلق بنسف مساعي التسوية الأممية وعرقلة مسار المفاوضات وزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس، إلى المنطقة والتضييق على مهام بعثة "مينورسو" في هذا الإطار.  
واعتبر أن الأطماع التوسعية المغربية على حساب سيادة الشعب الصحراوي تبقى سببا رئيسيا في عرقلة بناء اتحاد مغرب عربي قوي إلى جانب سياسة ترويج وتصدير المخدرات إلى دول الجوار وتغذية نشاط الجماعات الإرهابية المسلحة، الأمر الذي يساهم في تهديد أمن المنطقة ككل. داعيا السلطات المغربية إلى التخلي عن مثل هذه الممارسات للمساهمة أكثر في سياسات التعاون العربية والمغاربية.
وبدوره دعا رئيس التنسيقية الأوربية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بيار غالون، في تدخل له إلى ضرورة العمل على تفعيل شبكة تضامن دولية واسعة تستوعب كافة الشعوب والحكومات للتصدي لظاهرة الاحتلال والطغيان، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الشعب الصحراوي المحتل من قبل المغرب.     
وأشار غالون بالمناسبة إلى أهمية توسيع رقعة الاعتراف الدولي بالقضية الصحراوية والتضامن مع الصحراويين باعتبارها تشكل دفعا معنويا قويا في مسيرة حق الشعوب في تقرير المصير والتحرر. مثمّنا بالمناسبة المواقف المشرّفة للجزائر، وتضامنها المتواصل واللامحدود مع الشعب الصحراوي وكافة الشعوب المستعمرة وحركات التحرر عبر العالم.
كما حث الصحراويين على ضرورة تحمّل المسؤولية الكاملة لاستكمال مسار النضال من أجل الاستقلال والسهر على صون عزّة وكرامة الشعب الصحراوي، مشددا على أهمية تكوين الأجيال الصحراوية الناشئة وتلقينها مبادئ التضحية من أجل تحرير الوطن والعيش في نف الحرية والسلم والاستقلال. 
وللإشارة، تضمّن حفل اختتام هذه الجامعة الصيفية التي تواصلت فعالياتها على مدار 21 يوما بحضور زهاء 500 إطار صحراوي، تكريم عدة شخصيات صحراوية وجزائرية إلى جانب قراءة رسالة شكر وعرفان موجهة من الصحراويين إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
كما تضمن حفل الختام الذي عرف حضور شخصيات سياسية وطنية ورؤساء أحزاب ووزراء من الحكومة الصحراوية، التوقيع على اتفاقية توأمة بين بلدية بومرداس وولاية بوجدور بالصحراء الغربية، تندرج ضمن تعزيز التواصل والتضامن بين الشعبين الجزائري والصحراوي.