تلمسان

اكتظاظ بمصالح الولادة والحل غائب

اكتظاظ بمصالح الولادة والحل غائب
  • القراءات: 3023
ل.عبد الحليم ل.عبد الحليم
تشكو العديد من النساء الحوامل عبر مستشفيات ولاية تلمسان، تدني الخدمات وسوء الاستقبال أثناء توجههن إلى مصلحة التوليد، حيث أجبرت الكثيرات منهن على التوجه إلى عيادات خاصة ومستشفيات أخرى، وهن في حالة جد حرجة، كما لا تزال بعض المصالح يطبعها الاكتظاظ وغياب النظافة.
وصرحت إحدى النساء الحوامل لـ"المساء"، أن النساء يواجهن وضعية غير مريحة قبل عملية الوضع، ويضطرهن الأمر مرارا إلى التنقل من مستشفى إلى آخر بحثا عمن يتكفل بحالاتهن الصحية الحرجة، وما زاد من قلق الحوامل عدم اهتمام الأطباء والممرضين بحالاتهن، كما أن هناك من وضعت حملها داخل السيارة.
وتواجه النساء الحوامل مثلا بالمؤسسة الاستشفائية شعبان حمدون بدائرة مغنية، غرب ولاية تلمسان، صعوبات بالغة في مجال الاستفادة من الخدمات، خاصة ما تعلـق بأمراض النساء والتوليد، يحدث هذا في غياب المناوبة الليلية للأطباء المختصين في أمراض النساء والتوليد، كون المصلحة لا تضم سوى طبيبين مختصين لا يمكنهما تغطية حاجيات المصلحة، إضافة إلى 6 ممرضات مختصات في التوليد و20 قابلة، إلى جانب 3 مكلفات برعاية الأطفال منذ الولادة، و6 أطباء عامين وسكرتارية طبية واحدة ومولدة ريفية واحدة، وهذا يعتبر غير كاف مقارنة بعدد حالات الولادات المسجلة خلال كل شهر، خاصة أنها تستقبل أكثر من 50 حالة كشف يوميا من الدوائر الحدودية المجاورة لدائرة مغنية، فضلا عما تستقبله يوميا من كشوفات طبية للحوامل وحالات الولادة، خاصة الحالات القيصرية عبر الدوائر الحدودية المجاورة لدائرة مغنية، وهو ما دفع المصلحة إلى تحويل مرضاها ومعظم الحالات إلى المستشفى الجامعي بتلمسان أو مستشفى ندرومة لتغطية العجز الكبير والحالات المستعجلة العسيرة المسجلة، الأمر الذي فتح المجال واسعا للعيادات الخاصة التي أضحت تكلف كثيرا العائلات ذات الدخل المحدود والتي لا تقوى على  متطلبات إجراء العمليات القيصرية، فضلا عن العمليات العادية التي لا تقل عن الـ 30 ألف دينار.
ويبلغ معدل الولادات السنوية ما يزيد عن 4 آلاف مولود جديد، ولا يقابل هذا الارتفاع الكبير في عدد المواليد إلا عدد قليلا يعـد على أصابع اليد الواحدة من الأطباء الأخصائيين، وهو ما يرهن حياة العديد من النساء الحوامل أو يدفعهن إلى الاستنجاد بالعيادات الخاصة، أمام التكاليف الباهظة لإجراء أية عملية بها، حيث أضحت تضاهي في عددها المؤسسات العمومية للصحة الجوارية والمستشفيات، و لا تتوفر هذه الأخيرة على أكثر من طبيبين أخصائيين في أمراض النساء والتوليد، وتضطر الحوامل اللائي يواجهن حالات مستعصية تتطلب إجراء عمليات قيصرية، إلى التوجه إلى العيادات الخاصة التي تكلّف كثيرا خصوصا بالنسبة لذوي الدخل المحدود.