الاحتفال بعيد القصر العتيق بورقلة:

تثمين للمعلم التاريخي وقيمتِه التراثية

تثمين للمعلم التاريخي وقيمتِه التراثية
  • القراءات: 1967
ق.ث ق.ث

نُظّمت الاحتفالية السنوية بعيد القصر العتيق بورقلة أوّل أمس في طبعتها الخامسة عشرة (15)، بمبادرة من جمعية القصر للثقافة والإصلاح. وتميّزت فقرات هذه التظاهرة الثقافية التي تُعدّ بمثابة فرصة لتثمين هذا المعلم التاريخي وإبراز قيمته التراثية، بتنظيم مشاهد متنوّعة من الاستعراضات الفولكلورية المميزة للمنطقة (الخيل والمهارى وفرق البارود والقرقابو) بمشاركة حرفيين وعارضين والفرقة النحاسية والكشافة الإسلامية الجزائرية، في فسيفساء أمتعت الجمهور بالأهازيج والرقصات التقليدية. 

وانطلقت هذه القافلة التراثية الاستعراضية من الملعب البلدي «24 فبراير» بوسط المدينة، لتجوب العديد من الشوارع والأحياء، وصولا إلى ساحة بلدية ورقلة تحت شعار «نعم للمحافظة على التاريخ والإرث الحضاري لمنطقة ورقلة». 

وتهدف هذه الفعاليات الثقافية السنوية إلى التعريف بالأهمية التاريخية والتراثية لقصر ورقلة العتيق، الذي يُعدّ واحدا من أجمل القصور الصحراوية التي شيّدت قبل 600 سنة، وإبراز مكانته التاريخية، وهو تحفة تراثية تعكس إبداعات العمارة الصحراوية القديمة، مثلما أوضح لوأج عضو جمعية القصر للثقافة والإصلاح. وتسمح هذه الاحتفالية بغرس ثقافة المحافظة على هذا المعلم الشاهد على تاريخ نشأة منطقة «وادي مية»، والمشاركة في تثمينه والوعي بقيمته التاريخية وجعله وسيلة للتعريف بهويته، فضلا عن تنشيط الحركة الثقافية بالمنطقة، كما أضاف عبد الوهاب صحراوي. 

وشملت التظاهرة إقامة معارض تراثية بمحيط القصر، تضمّنت التعريف باللباس والزي التقليدي المميّز لسكان القصر والأكلات الشعبية والأواني التقليدية والأفرشة وغيرها من الصناعات التقليدية، وأخرى حول مواد البناء التقليدية، بالإضافة إلى عرض مجسّمات ووثائق وصور فوتوغرافية مختلفة تحمل معلومات حول تاريخ تشييد القصر العتيق. 

ويُعد قصر ورقلة واحدا من القصور الصحراوية العريقة، على غرار قصور تمنطيط بمنطقة توات (ولاية أدرار) وقصور بني عباس (ولاية بشار) وقصور وادي ميزاب (غرداية)، وهو من بين المعالم الصحراوية القليلة التي حافظت إلى اليوم على جزء كبير من بنائها رغم تعرّضه للكثير من عوامل الاندثار. وبالنظر إلى القيمة التاريخية والتراثية التي يحملها قصر ورقلة، فقد صُنّف في 5 مارس 1996 ضمن قائمة المعالم الوطنية والتاريخية، ثم صُنّف قطاعا محفوظا في 2008، كما ذكرت مديرية الثقافة بالولاية. 

ويقع هذا الفضاء المعماري العريق على جزء من منخفض «وادي مية»  على امتداد 30 هكتارا، محاط بسور يزيد ارتفاعه عن 12 مترا، يحده شرقا وغربا وشمالا واحات النخيل، وجنوبا المدينة الجديدة سبعة (7) أبواب، تتوزّع على ثلاثة أحياء قديمة (بني  إبراهيم وبني سيسين وبني واقين)، حيث لاتزال هذه المداخل قائمة إلى اليوم، وهي باب عزي وباب عمار وباب السلطان وباب أحميد وباب البستان وباب رابعة وباب الربيع. 

ويتجلى الارتباط الوثيق بالجانب الديني لسكان القصر العتيق بورقلة، في تواجد 18مسجدا، أكبرها المسجد المالكي العتيق ومسجد الإباضية العتيق المعروف باسم «لالة عزة»، بالإضافة إلى أزيد من 12 زاوية تحتضن دوريا المناسبات الاجتماعية، في حين تمثّل اللهجة الورقلية أو «تورجلنت» اللسان الأمازيغي لسكانه.