المخرج أحمد راشدي لـ "المساء":

أحضّر لفيلم تاريخي حول بوحيرد وآخر لمعمري

أحضّر لفيلم تاريخي حول بوحيرد وآخر لمعمري
  • القراءات: 1421
رضوان.ق رضوان.ق

كشف المخرج أحمد راشدي لـ "المساء" أنّه بصدد التحضير لفيلم حول المجاهدة جميلة بوحيرد بعد الانتهاء من كتابة النص، الذي أوضح أنّه نتاج مجموعة من الكتابات حول شخصية المجاهدة التاريخية. وأضاف أنّ النص بين يدي بوحيرد للدراسة والمراجعة بعد أن تحفّظت عن بعض النصوص الخاصة بالسيناريو، ويتم حاليا العمل عليها وإعادة كتابتها وفق ما تراه بوحيرد.

عن الشخصية التي ستجسّد دور المجاهدة أكد أحمد راشدي أنّه لم يختر بعد من تقمّصها، ولا الشخصيات الأخرى في انتظار استكمال السيناريو بموافقة المجاهدة بوحيرد، موضّحا أنّ جلّ الأعمال السابقة حول أبطال الثورة التحريرية، ركّزت على الرجال. وقال: "حاولنا من خلال العمل إعطاء صورة عن جهاد المرأة الجزائرية، وجميلة بوحيرد اليوم ملك الجزائر والتاريخ، لذلك ستقدّم هذه الشخصية في أسمى صورة".

كشف راشدي أنّه بصدد التحضير لتصوير فيلم خاص عن الكاتب والروائي مولود معمري، الذي اعتبره أحد الرموز التاريخية والثقافية الجزائرية، التي يتطلّب رد الاعتبار لها من خلال فيلم. وأضاف أنّه عرف معمري وتعامل معه وأن لديه نظرة خاصة عن هذه الشخصية. وذكر راشدي أنّه لم يتم إلى اليوم الانطلاق في التصوير ولا اختيار الشخصيات، حيث سيتم إعداد النص الخاص بسيناريو الفيلم، موضّحا أنّ مثل هذه الأعمال تحتاج إلى دعم مالي ضخم، والذي يبقى قليلا، والدولة هي الوحيدة حاليا التي تقدّم الدعم.

بخصوص آخر أعماله أشار راشدي إلى أنّه يوشك على الانتهاء من تصوير فيلم "أسوار القلعة" بطولة حسن كشاش ويوسف سحايري، الذي انطلق في تصويره منذ سنتين، وهو فيلم يتحدّث عن الأرض ودورها في حمل السلاح ضدّ الاستعمار الفرنسي. ومن المرتقب أن ينتهي من العملية بعد شهر، وسيُعرض خلال مهرجان وهران للفيلم العربي في شهر جويلية القادم، حيث صوّر مشاهد كثيرة من هذا الفيلم بعاصمة الغرب الجزائري.

الفيلم من تمويل وزارة الثقافة من خلال صندوق تنمية السينما وإنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، فيما تشرف شركة راشدي (أرفيلم تيليسينيكس) على تنفيذ إنتاجه، ويعود إلى بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر سنة 1830، وبعد سنوات من الاحتلال انطلقت في تشييد قلاعها الاستعمارية في مختلف المدن. ويُعدّ الحاج العيد الرجل الطاعن في السن، الشخصية المحورية للفيلم، الذي يحمل كل معاني المقاومة والارتباط بالأرض من خلال منزل أراد ابنه العزيز ثابتي استرجاعه، سعيا منه للانتقام من الفرنسي لوسيان، الذي يبدي هو الآخر تمسّكه بهذا المنزل الذي يحمل رمزية كبيرة بالنسبة للطرفين المتصارعين، ليشتعل الصراع بينهما في مواجهة مكشوفة بين من يريد استرجاع ما ضاع منه وآخر يظن أنه صاحب حق في هذه الأرض.

وفي ظلّ هذا الصراع الدرامي يتجلى تشبّث كلّ طرف بما يمثّل الانتماء والارتباط بالأرض؛ من خلال لوسيان الذي يعبّر هو الآخر عن ارتباطه الشديد بالأرض الجزائرية، بينما ثابتي يريد استرجاع حق ضاع منه بقوة النار منذ احتلال فرنسا للجزائر عام 1830، وبذلك يقف كل من ثابتي ولوسيان في مواجهة حادة، تعكس الكثير من المعاني والقيم التي تترجم أكثر من 132 سنة من الاحتلال والسلب والدمار.