اختتام معرض الجزائر الدولي

«الثنائيات» لم تكشف عن إبرام اتفاقيات

«الثنائيات» لم تكشف عن إبرام اتفاقيات
  • القراءات: 1003
زولا سومر زولا سومر

 عرفت الطبعة الـ50 لمعرض الجزائر الدولي عدة لقاءات ثنائية ومفاوضات بين رجال أعمال من دول عديدة، استغلوا هذه التظاهرة الاقتصادية للتعرّف على محيط الأعمال وعرض منتوجاتهم وخدماتهم على نظرائهم الجزائريين رغبة في إقامة شراكة مثمرة، والاستثمار بالجزائر التي يرون فيها سوقا واعدة بالنظر للإمكانيات التي تتوفر عليها من جهة، وبالنظر لموقعها الجغرافي الذي يسهل الولوج إلى الأسواق الإفريقية من جهة أخرى.

السيد طيب زيتوني، المدير العام للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير أكد في تصريح لـ«المساء» أن معرض الجزائر الدولي الذي اختتمت فعالياته أمس، بين استعداد عدة متعاملين أجانب للاستثمار في الجزائر في مجالات مختلفة وذلك بالنظر إلى كثرة اللقاءات الثنائية التي جمعت رجال الأعمال ومسؤولي كبرى الشركات العالمية. مشيرا ألى أن مصالحه تعمل حاليا على جرد الحصيلة النهائية لهذه اللقاءات ومحاولة معرفة النتائج التي خرجت بها بالتقرب من المؤسسات المعنية للإعلان عنها في الأيام القليلة القادمة، قصد تقييم العمل الذي قامت به في التقريب بين هؤلاء المتعاملين سعيا للمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني بلعب دور الوسيط في إقامة علاقات شراكة وتعاون. وعبّر العديد من المتعاملين الأجانب الناشطين في مجالات الميكانيك، والعتاد الفلاحي والطاقة والصناعات الغذائية وغيرها عن اهتمامهم بالسوق الجزائرية، حيث أشار بعضهم ممن تحدثت إليهم «المساء» خلال المعرض أنهم يتفاوضون حاليا مع رجال أعمال جزائريين للتعرّف على محيط الاستثمار والقوانين التي تحكم هذا المجال لإقامة مشاريع مشتركة في حال التوصل إلى اتفاق. فيما قال البعض الآخر إنهم جاهزون لدخول السوق الجزائرية في حال حصولهم على مرافقة السلطات بضمان الدعم والتسهيلات التي تمكّنهم من التموقع في السوق والاستفادة من بعض الامتيازات التي تستفيد منها المؤسسات المنافسة.

من جهتها سعت المؤسسات الوطنية المشاركة في هذه الطبعة إلى إقامة علاقات مع متعاملين أجانب لتوقيع اتفاقيات شراكة في حال التوصل إلى أرضية اتفاق تتوج بتحويل الخبرة والاستفادة من تجارب المؤسسات الأجنبية الرائدة في مجال تعاملها، وكذا إقامة علاقة تمهد للتوجه نحو التصدير استجابة لسياسة الحكومة الرامية إلى تطوير الصادرات الجزائرية خارج المحروقات لتنويع الاقتصاد الوطني، تماشيا مع النموذج الاقتصادي الجديد المبني على ترقية الصادرات، حسبما قاله الوزير الأول عبد المالك سلال، لدى إشرافه على افتتاح هذا المعرض الأسبوع الماضي، عندما دعا المؤسسات الجزائرية إلى كسب معركة التصدير نحو إفريقيا بالاستفادة من التحفيزات التي توفرها الدولة في هذا المجال والمتمثلة في منطقة التبادل التجاري الحرة الموجودة قيد الإنجاز والوسائل اللوجيستكية المرافقة لها بمنطقة تمنراست.

هذا وعرف الجناح المركزي لقصر المعارض حضورا مميزا للشركات الوطنية التي تنافست على تقديم أحسن العروض في مختلف المجالات خاصة في مجال التجهيزات الكهرومنزلية التي عرفت إقبالا كبيرا للزوّار تزامنا مع حلول شهر رمضان.

وشارك في المعرض تحت شعار «50 سنة خدمة للاقتصاد الجزائري» ما يقارب الـ1.030 عارضا من بينهم 500 مؤسسة جزائرية 494 مؤسسة أجنبية ممثلة لـ34 بلدا، مثلت فيها المشاركة الأوروبية نسبة 32 بالمائة بحضور 10 بلدان أوروبية، فيما عادت صفة «ضيف الشرف» التي يمنحها المعرض كل سنة لبلد معين هذه المرة إلى روسيا التي شاركت بـ30 مؤسسة تنشط في عدة مجالات. كما عرفت هذه الطبعة زيادة في الإقبال مقارنة بالطبعة السابقة التي عرفت حضور أزيد من 810 عارضين من بينهم 405 شركات أجنبية جاءت من 33 بلدا.

تجدر الإشارة إلى أن معرض الجزائر الدولي هذه السنة قلّص مشاركة بعض المؤسسات التي ظل حضورها مقتصرا على التسويق فقط، مع استغلال هذه المناسبة للبحث عن زبائن لتصدير منتوجاتها فقط، حيث ذكر السيد زيتوني، في هذا السياق أن الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير تتجه نحو إقصاء هذه المؤسسات من المشاركة لتحويل معرض الجزائر الدولي من معرض تجاري إلى معرض يهدف لدفع الاستثمار وتطوير الاقتصاد الوطني، لا مكان فيه إلا للمؤسسات الراغبة في الاستثمار بالجزائر وإقامة شراكة حقيقية. وهو ما سيتم العمل به ابتداء من الطبعة المقبلة ـ حسب محدثنا ـ.

في خطوة أولى من نوعها خصصت إدارة قصر المعارض حصصا صباحية للزوّار المحترفين ورجال الأعمال خلال أيام المعرض لتمكينهم من ولوج أروقة العرض بكل أريحية من الساعة الـ11 صباحا إلى الثانية بعد الزوال، وذلك لتمكينهم من إقامة علاقات شراكة والتقرب من العارضين للخروج باتفاقيات شراكة.

وبما أن قصر المعارض يحتفل هذه السنة بمرور 50 سنة من الشروع في تنظيم معرض الجزائر الدولي، تم على هامش هذا الحدث الاقتصادي والتجاري الهام تنظيم متحف يتضمن تاريخ الطبعات السابقة إلى جانب تنظيم تظاهرات ثقافية متنوعة بالمناسبة.