الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية
بيع 18 منجما لمواد البناء وتحضير مزايدة لمعادن ثمينة

- 1895

تم بيع 18 منجما يخص مواد البناء والأشغال العمومية عبر 12 ولاية، من ضمن 22 عرضت للبيع في مزايدة نظمت أمس، بمقر وزارة الطاقة من طرف الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، وذلك في أول عملية مزايدة تنظم خلال سنة 2017. في انتظار عمليتين أخريين ستتمان في السداسي الثاني، واحدة تخص مناجم كبرى لمعادن ثمينة منها الذهب في كل من تمنراست وإليزي.
وأوضح المدير العام للوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية حسان حرياطي، أن هذه المزايدة الـ42 منذ إنشاء الوكالة، كانت مثمرة بتمكنها من بيع 18 مكمنا من بين 22 كانت معروضة للبيع بسعر إجمالي قدر بأكثر من 263 مليون دج، مشيرا إلى أن سبب فشل بيع المناجم المتبقية التي لم يتم تلقي عروضا بشأنها قد يعود إلى موقعها، أي غياب استثمارات في مجال البناء والأشغال العمومية في منطقة تواجدها.
وحضرت «المساء» أجواء فتح الأظرفة التي تمت أمس، بقاعة المحاضرات في وزارة الطاقة، والتي شارك فيها حوالي 35 متعاملا في هذا المجال، تحصل 18 منهم على حق استغلال 7 مناجم للجير في كل من إليزي والمسيلة وتمنراست، إضافة إلى منجمي غرانيت في كل من إليزي وتمنراست، وكذا 7 مناجم للرمل في الشلف ومعسكر ومستغانم وتبسة وتيارت ومنجمي للحجر المسامي في الوادي وورقلة.
وصرح السيد حرياطي، على الهامش أن العملية تمت في شفافية، مشيرا إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها الوكالة من أجل استغلال كل المعادن الموجودة على تراب بلادنا، للحد من استيرادها المكثف لاسيما تلك الموجهة لمواد البناء. وكشف في السياق أن ولاية تمنراست بصدد التحول إلى «قطب» في مجال استثمار وإنتاج الرخام والغرانيت، مما يؤهلها لتصبح «رائدة» وتمكن من تخفيض محسوس في فاتورة استيراد هاتين المادتين.
وبالنسبة للمناجم المعروضة في المزايدات القادمة قال «نحن مازلنا في مرحلة إحصاء المواد والمواقع، فالوكالة عندما تطرح مكامن للمزايدة لابد من موافقة الولاة، نحن في مرحلة جد متقدمة وننتظر رد الولاة الذين يلعبون دورا كبيرا في بعث النشاط المنجمي».
وبخصوص المخاطر البيئية للمناجم التي كثيرا ما يشتكي منها سكان المناطق الموجودة فيها، اعتبر مدير الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، أن «الصناعة المنجمية معروفة بمخاطرها ولكن لكل داء دواء، فهناك الشرطة المنجمية المنتشرة عبر 19 فرعا جهويا لمتابعة الأشغال ومدى احترامها لاسيما من حيث المحافظة على البيئة وأمن الأشخاص والممتلكات والسكان».
ولم يتردد المتحدث في «لوم» الصحافة الوطنية التي قال إنها «تهول» أحيانا الأخبار، معتبرا أن سماع دوي انفجار لا يجب أن يضخم «ففي المولد النّبوي نشهد انفجارات في وسط المدن ولا أحد يتحدث، في حين يتم تهويل انفجارات تتم في الجبال»، في حين أن مثل هذه المناجم «تلعب دورا هاما في الاقتصاد الوطني»، متسائلا «تصوروا لو نقوم بغلقها؟ ماذا ستكون عواقب ذلك؟ ونحن نعلم أنه لديها دورا فعالا في التنمية وإنجاز المشاريع المحلية والوطنية».
وأضاف أن الوكالة تسير أكثر من 2000 منجم لحد الآن تخص عدة معادن، وأنه يتم تسجيل غلق مواقع أحيانا في حال خالفت القانون، وفتح مواقع منجمية أحيانا أخرى عبر المزايدات. وأنه علاوة على جانبها التنموي فإنها تساهم في خلق الشغل وكذا وقف استيراد المواد المتوفرة محليا.