كرّم الشيخ الراحل أحمد حماني

نادي الترقي يحتفي بالعيد الـ86 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين

نادي الترقي يحتفي بالعيد الـ86 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين
  • القراءات: 2162
 لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الدكتور محمد الأمين بلغيث، إن العلامة ابن باديس وجد أرضية مناسبة لنشر التعليم وتوعية المجتمع من خلال رجال سبقوه في المهمة، مضيفا بمناسبة العيد التأسيسي السادس والثمانين لجمعية العلماء المسلمين الذي نظمه نادي الترقي، أمس بشعبة الجزائر العاصمة، أن للجمعية إنجازات كثيرة قبل وبعد الاستقلال لازلنا نقطف ثمارها.

ذكر الدكتور بلغيث خلال مداخلته بهذه المناسبة، ثلاثة أسماء لرجال قاوموا المحتل بالعلم والتوعية، وأسسوا أرضية اعتمد عليها ابن باديس رغم أنهم عملوا في مناصب رسمية أثناء الاحتلال الفرنسي وهم: المولود بن الموهوب الذي مدح فكره المفكر أحمد توفيق المدني، وقال عنه بأنه كان مفتي فرنسا،  لكنه وضع خطا أحمر بينه وبين المستعمر، فلم يكن خائنا، بل قدم الكثير من علمه لأبناء جلدته، حتى أنه قّدم أكثر من 600 محاضرة البعض منها حول المدنية والتحضر. إضافة إلى كونه من مؤسسي نادي صالح باي. الشخصية الثانية التي ذكرها الدكتور بلغيث، هي مجاوب عبد القادر، إمام مسجد باريس الذي قام بدور كبير في إدارة شؤون جاليتنا المسلمة في كل من فرنسا وسويسرا وبلجيكا، في حين تناول الدكتور الشخصية الثالثة وهي لصالح بن مهني القسنطيني الذي درّس مدة 27 سنة، وتمكن من إيقاظ شعور الجزائريين بحجم المأساة التي يعيشونها، محدثا "همهمة" حولها ابن باديس إلى حديث قوي بغرض الإصلاح.

وأشار بلغيث إلى أن جمعية العلماء المسلمين قامت قبل الاستقلال بتأسيس 70 إلى 80 شعبة، أدارها كبار المعلمين التابعين للجمعية، وهو ما أشعل شمعة أنارت الظلام الدامس الذي عاش فيه الشعب الجزائري المحتل، إضافة إلى تشييد من 80 إلى 90 مسجدا حرا مخالفا للمساجد الرسمية التي كان الإمام فيها مراقبا، وكذا فتح من 100 إلى 130 مدرسة حرة، بدون أن ننسى تكوين آلاف المعلمين الذين ألقوا دروسا باللغة العربية بعد الاستقلال.

كما عاد المتحدث إلى ظروف تأسيس جمعية  العلماء المسلمين، فقال إن ابن باديس التقى بالشيخ الإبراهيمي في الحرمين الشريفين، واتفقا على تحريك الأمور في الجزائر والبداية بالعودة إلى البلد، مضيفا أن ابن باديس أطلق مشروعه من باب التعليم والتوعية لينتقل إلى عالم الصحافة، ويصدر أكثر من جريدة ويحيي اللسان العربي في الجزائر، حيث كان الاشتراك في جريدة البصائر مثلا يعد جهادا من نوع خاص، ومن ثم انتقل إلى العمل الجماعي من خلال إنشاء جمعية العلماء المسلمين بنادي الترقي للجزائر العاصمة، في الخامس من ماي 1931.

كما انتقل الدكتور إلى الحرب الشعواء التي أطلقها المستعمر الفرنسي وبالأخص معركته الأولى في 19 جوان 1830 باسطاوالي، فقال إن الشعب الجزائري وجد نفسه مرغما على الاستسلام بفعل العدد الكبير للعسكر الفرنسي الذي غزا الجزائر، مضيفا أن 47 ألفا من الجنود الفرنسيين ومن بينهم 400 جنرال قاموا بغزو الجزائر، كما أنهم وضعوا مليونا وثلاثمائة قذيفة في أعالي بوزريعة، مهددين بنسف الجزائر العاصمة. كما نوّه الدكتور  بمقاومة أسلافنا منذ أن حط المستعمر الفرنسي أقدامه بالجزائر. 

في إطار آخر، قدم الشيخ عبد الرحمن بيسكر مداخلة حول الشيخ الراحل أحمد حماني، فقال إن الشيخ أحمد حماني من مواليد قرية أزيار التابعة لبلدية العنصر من الميلية (جيجل)، حفظ جزءا من القرآن في قريته وأتمه في قسنطينة، درس في جامعة الزيتونة وتحصل على شهادات، كما عمل أستاذا بالمعهد الباديسي، ليتعرض إلى الاعتقال سنة 1958 ويسجن في سجن لامبيز إلى غاية 4 أفريل 1962.

وأضاف بيسكر أن الشيخ حماني أدار معهد ابن باديس بعد الاستقلال، كما عمل مفتشا عاما لتعليم العربية ودرّس بجامعة الجزائر لمدة عشر سنوات، وترأس المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1972، وبعد تقاعده سنة 1989، أعاد إحياء جمعية العلماء المسلمين.

من جهته، قدم ابن الشيخ حماني الذي كرّمه نادي الترقي، أمس في مقره بالعاصمة، بعض التوضيحات فيما يخص والده، فقال إن والده ولد سنة 1915 وليس كما هو مدون في حالته المدنية (1920)، كما أنه درس في الزيتونة رفقة ابن عمه وليس أخيه، إضافة إلى أنه تم القبض عليه من طرف المستعمر الفرنسي في 11 أوت 1957، وتم سجنه بـ«الكدية" فـ«لامبيز". كما كان يعمل كل يوم ويخصص ساعات قليلة بعد صلاة الجمعة لحبه لرياضة كرة القدم. في المقابل قال عمر بأن والده كان يّحضر خطبه الخاصة بصلاة الجمعة رافضا الارتجالية.

للإشارة، ألقى الأستاذ محمد راشدي من شعبة ابن عكنون، قصيدة بمناسبة الاحتفاء بالعيد السادس والثمانين لتأسيس جمعية العلماء المسلمين بنادي الترقي في الجزائر العاصمة، وبالضبط بساحة الشهداء.