يعيد زمن الحكواتي، عادل الزغيمي لـ«المساء»:

ترسيخ القيم عند الجمهور الصغير

ترسيخ القيم عند الجمهور الصغير
  • القراءات: 1415
 حاوره: أ. عاصم حاوره: أ. عاصم

عرف الجمهور الشاب عادل الزغيمي عبر وسائل الإعلام باعتباره مكلّفا بالإعلام في الحماية المدنية بالبليدة، ليكتشف بعدها مواهبه الفنية المتعددة، فحبّ هذا الفنان للأطفال جعله يقتحم عالم "الحكواتي" السحري، ليروي القصص والحكايا والعجائب، واستطاع بذلك أن يعيد زمن "الحكواتي" إلى مدينة الورود عبر سلسلته "عمو احكي لي حكاية" التي يقدمها كل يوم ثلاثاء بدور الشباب والمكتبات الجوارية المنتشرة عبر الولاية.

❊ من هو عادل الزغيمي؟

— اسمي عادل الزروق الزغيمي، إطار في قطاع الحماية المدنية بالبليدة، متزوّج وأب لثلاثة أبناء، مقيم ببلدية أولاد يعيش.

❊ كيف خضت تجربة الحكواتي؟

— الحكواتي إرث ثقافي عالمي، ولكلّ بلد أو منطقة تسميتها، ففي الجزائر يسمى "القوّال" أو "المحاجي" أو "القصاص"، وفي بلاد المشرق عامة يدعى "الحكواتي"، وكانت الأجيال السابقة تعرف هذا النوع من الفن الذي انتشر قبل ظهور وسائل الاتصال الحديثة، ثم بدأ في التراجع من حوالي العشريتين.

كان الحكواتي متمثّلا في "الجد والجدة" عبر مختلف الأسر التي كانت فيما مضى أسرا كبيرة، تضم جميع الأفراد من جدين وأعمام وغيرهم، ومع التفكّك الأسري وظهور الأسرة الخلية وغياب دور الجد والعم والخال، غاب معه الحكواتي.

بقيت المحاولات مجسّدة من خلال الإذاعة والتلفزيون إلى غاية نهاية الثمانينات، قصد ترسيخ واسترجاع هذا التراث الشفهي، وعرف حينها برنامج "حاجيلي يا جدي"، إلا أن تلك المساعي بقيت جهودا فردية ما تزال إلى حدّ الآن مرتبطة بعزم وجهود فردية كان هدفها حماية هذا الموروث التربوي والثقافي.

بالنسبة لي كانت الانطلاقة من خلال جمهوري الصغير، ولم تكن الفكرة واضحة في البداية، وكنت أقصّ بعض الحكايات لابنتي الصغيرتين ليلا قبل النوم، ومع تطوّر الفكرة واستمرار تجربتي مع بناتي اتّضحت الفكرة أكثر وأصبحت أقرب للطفل، ورحت أجتهد في توفير عناصر التشويق. 

❊ كيف كان تجاوب الأطفال مع "عمو احكي لي حكاية"؟

— السلسلة عبارة عن برنامج قصصي في أجواء مسرحية ممتعة، الهدف منه تربوي قبل أن يكون تسلية وترفيه، يتعلّم الطفل من خلاله حسن الاستماع والأدب والصمت الجماعي، وكذا تنمية الذاكرة من خلال تخزين المعلومات، بالإضافة إلى ترسيخ القيم الأخلاقية  الدينية والوطنية في نفسية الطفل، وعموما فإنّ الأطفال يتجاوبون مع ما أقدّمه بشكل ملفت، كوني أختار قصصا لها علاقة بالواقع، من بينها "سلسلة حجا" وبعض القصص من التراث العالمي، بالإضافة إلى "قصص الأنبياء"، لكن بطابع مبسّط.

❊ ما هو طموح عادل الزغيمي؟

— أطمح إلى أن أصل إلى الشخصية الجزائرية "مقيدش"، الذي لم يوف حقه في الأدب الشعبي الجزائري، ومن خلال قراءاتي للعديد من قصص الأطفال، أدعو مؤلفي وكتاب أدب الطفل مراعاة القيم والآداب، خاصة في نهايات القصص، فلا يعقل أن نربي الطفل على الصدق ونضع في نهاية القصة ما يبرّر الكذب للنجاة من العقاب، أو أن نزكي النزاهة والعفة ونجعل الهدف من القصة هو تثمين قانون "الغاية تبرر الوسيلة"، فهؤلاء أطفالنا ومستقبلنا، فلنبني مستقبلنا على القيم والمبادئ الصحيحة التي تحصّن الأجيال.

❊  هل من كلمة أخيرة؟

— أقدّم شكري لكلّ من ساعدني من قريب أو من بعيد لأعيد "الحكواتي" إلى الواجهة، دون أن أنسى تقديم التحية والشكر لكلّ القراء الأوفياء وكل المهتمين بالأدب الشعبي.